11- دور الإدارات المدرسية في إدارة المخاطر والأزمات وتأمين سلامة الطلبة
تُعدُّ المدارس بأنواعها ومراحلها المختلفة مكانًا لتجمُّعات أعداد كبيرة من الطلبة تُمثِّل كل الشرائح العُمرية؛ لذلك فإن الأمر يتطلَّب توفير ركائز الأمان والسلامة والراحة النفسية والصحية بها، وتفعيل استخدامها للحفاظ على أمن وسلامة الطلبة والعاملين، والاهتمام ببَرامج السلامة والصحة المهنية، وتأمين أدواتها، والتدريب المستمر على تنفيذها حتى يكون لدى إدارات المدارس المَقْدرة على اكتشاف مواطن الخطورة، والاستعداد الكامل لمواجهة الطوارئ، ودرء المخاطر عن فلذات أكبادنا – لا قدَّر الله عزَّ وجلَّ – في الحالات الطارئة، مع الأخذ في الاعتبار أن السلامة قضية أساسية لها أهميتها القصوى التي لا يمكن تجاهلها، أو التساهل في تنفيذ متطلباتها، بدايةً من السلامة الإنشائية، وعمليات التأسيس والتجهيز للمدارس باعتبارها مفتاح الأمان والسلامة والراحة النفسية والصحية لمستخدمي هذه المدارس، وكذلك إجراء الصيانة الدورية لأنظمة الإنذار والإطفاء، وأن يكون لدى إدارة المدرسة المَقْدرة على التنبُّؤ بالمخاطر، والاستعداد الكامل لمواجهة الحالات الطارئة، ويأتي في المقام الأول الاهتمام بالفكر التَّوْعوي للطلبة والعاملين بالمدارس من خلال تنفيذ البرامج التدريبيَّة في مجال السلامة والصحة المهنية، ونشر ثقافة السلامة بين الطلبة والعاملين بها.
وتواجه المؤسسات التعليميَّة أثناء عمليات التشغيل والاستخدام العديد من المخاطر الشائعة، والتي من أبرزها: احتماليَّة نشوب الحرائق، أو تسرُّب الغاز، أو مخاطر التوصيلات والتجهيزات الكهربائية، أو مخاطر خاصة بالمياه والمرافق الصحية، ومخاطر المواد الكيميائية، وأعمال الصيانة، وتقلُّبات الطقس، ومخاطر أثناء الرحلات الترفيهية، أو مخاطر الحافلات المدرسية، إضافةً إلى مخاطر الإصابات التي قد تحدث أثناء صعود الطلاب، أو النزول من/ وإلى المرافق المدرسية، أو أثناء تنفيذ خطط الإخلاء والإيواء في الحالات الطارئة.
لذلك، من الضروري أن يكون لدى الإدارات المدرسية الاستعداد الجيِّد من خلال التخطيط لمواجهة هذه المخاطر والأزمات، وتدريب الهيئتين (التعليمية، والإدارية) والطلبة في المدرسة على المواجهة الفعَّالة لها، فلم تَعُد القضية تتمثَّل في مدى إمكانيَّة حدوث هذه المخاطر أو الأزمات بالمدرسة أم لا، بل تتمثَّل في أهمية معرفة الإدارات المدرسية لمُكوِّنات المبنى المدرسيِّ، والبيئة المحيطة به، وما نوعيَّة المخاطر والأزمات التي قد تحدث، وزمن حدوثها، وكيفيَّة حدوثها من خلال توافر المعلومات الشاملة عنها، ودراستها وتحليلها وتقييمها، والتدقيق المستمر للكشف عن وجودها، ووَضْع مجموعة من الفروض لمواجهتها، واستخدام الطريقة المناسبة التي تُزيل هذه المخاطر، أو تُقلِّل من آثارها، ومن هنا تظهر الحاجة إلى وجود خُطَط مُسْبقة بكل مدرسة لكيفيَّة مواجهة وإدارة هذه المخاطر والأزمات المحتملة، والحد من آثارها، والمحافظة على الموارد؛ سواء المادية أم البشرية، بما يكفُلُ للمؤسسة التعليمية الاستمرار في تقديم خدماتها.
ولكي تنجح خطة إدارة المخاطر والأزمات بالمدرسة، يجب مراعاة ما يلي:
- اختيار المشاركين من أعضاء الهيئتين (التعليمية، والإدارية) في خطة إدارة المخاطر والأزمات بشكلٍ جيدٍ، وتبصيرهم بالدور المطلوب من كل واحد منهم أثناء وقوع الأزمة حتى مرحلة التعافي منها، ويجب أن يتذكَّر الأفراد الذين يشاركون في إدارة الأزمة أنهم ليسوا مجرد أشياء يمكن استبدال غيرهم بهم، ولكنهم أشخاص لهم قيمتهم، وتمَّ اختيارهم للعمل المناسب لهم.
- يجب أن يكون الهدف واضحًا أمام مُتَّخذ القرار، خاصةً وأن ضغط الأزمة يجعل بعض مُتَّخذي القرار عاجزين عن التحرُّك في الاتجاه الصحيح.
- يجب على مُتَّخذ القرار أن يعمل بسرعة لدفع قدراته وإمكانياته كافَّة، والوقوف بنفسه في مواجهة الأزمة، وأن يطلب معاونة كل الأطراف التي تساعده في التغلُّب عليها.
- يجب أن يشعر فريق العمل بالمسئولية المشتركة والتعاون للسيطرة على الأزمة، والقضاء على أسبابها وعناصرها ونتائجها.
- يجب على فريق إدارة الأزمة الخروج بالدروس المستفادة من أسلوب إدارة الأزمة وتقييمها؛ لتعظيم الإيجابيات، وتجنُّب السلبيات التي تمَّ الوقوع فيها مستقبلًا.