مقالات المجلة

3 – تصاريح العمل ودورها في إدارة المخاطر في المنشآت الصناعية

مقدمة:

هذا المقال الثالث يحتوي على أهمِّ إجراء في تصاريح العمل، وهو إجراء تقييم وتحليل وتحديد المخاطر، وهو الهيكل الأساسي والداعم الأول لنجاح عملية تحقيق أهداف السلامة والصحة المهنية في تصاريح العمل في المنشآت الصناعية.

  •  إنَّ علم إدارة المخاطر من العلوم الحديثة التي لجأ إليها العالم في القرن الأخير للحدِّ من الآثار المدمرة الَّتي أعقبت الثروة الصناعيَّة، وأسهمت في انتشار المخاطر والأزمات والكوارث في بقاع الكرة الأرضيَّة كافَّة، وأن القدرة على تحديد وتقييم المخاطر المُتوقَّع حدوثها، والسيطرة عليها وعلى الجوانب المؤثرة كافَّة التي تحيط بالمنشآت الصناعية- من أهمِّ أهداف إدارة السلامة والصحة المهنيَّة وحماية البيئة.

مفهوم إدارة المخاطر: 

تحديد وتحليل المخاطر الَّتي من الممكن أن يتضرَّر منها العاملون ولابد من وضع التدابير والاحتياطات والاشتراطات قبل إصدار تصاريح العمل (jha) job hazard analysis على التصريح نفسه، ومحضر الاجتماع التحضيري للسلامة المُرْفق بالتصريح قبل بدء العمل.

تحليل المخاطر (Hazard Analysis) :

يعرف الـ   Hazard بأنه حالة، أو ظرف، أو نشاط غير آمنٍ، بحيث لو تُرِكَ بدون سيطرة، فمن الممكن أن يؤدِّي إلى/ أو يُسْهم في وقوع حادث بمكان العمل. 

أمَّا تحليل المخاطر (Hazard Analysis & Risk Assessment): فهو وسيلةٌ لتحديد وتقييم المخاطر الموجودة في بيئة العمل بغرض إزالتها، أو التحكُّم فيها، ويمكن اعتبار نتائج تحليل المخاطر هي حجر الأساس لمراقبة الأنشطة، أو هو عملية مُنظَّمة تستخدم لمعرفة وحصر المخاطر المصاحبة لأداء العمل، ومن ثَمَّ تحديد وسائل التحكم والمراقبة لتقليل أو منع هذه المخاطر من الحدوث أثناء أداء الأعمال. 

فلسفة تحليل المخاطر (Hazard Analysis philosophy) :

يعتبر تحليل المخاطر (المكتوب) أساسًا لإجراء أعمال التفتيش الأكثر تفصيلًا، ويستخدم كـ: 

  •  وسيلة لنقل وتوضيح المعلومات الكافية عن الأخطار والمخاطر المحتملة أمام مُتَّخذ القرار. 
  •  وسيلة لتعريف العاملين الممارسين والمستويات الإشرافيَّة القائمة عليهم، ما هو مطلوبٌ لمعرفة مخاطر الأعمال. 

وقبل أن نتحدَّث عن السيطرة على تلك المخاطر، فلابدَّ من تحديدها وتعريفها، وهذا التعريف أو التحديد يمكن أن يتمَّ من خلال برنامج مُنظَّم لتحليل المخاطر يشمل:

  • تحليل مخاطر العمل (Job Hazard Analysis).
  • التفتيش (lnspecting).
  • القياسات الاختبارات (Measurement & Testing) .
  • تحقيق واستقصاء الحوادث  (Accident investigation) .

ولاختبار الطَّريقة المُثْلى من هذه الطرق لاستخدامها في تحليل المخاطر، فلابدَّ من الإجابة على الأسئلة الخمسة الآتية: 

1- ما كمُّ وكيفية المعلومات المطلوبة لإجراءات التحليل؟

2- ما القدر المتاح بالفعل من تلك المعلومات؟

3- ما تكلفة إجراء ذلك التحليل؟

4- ما الوقت المتاح لإجراء ذلك التحليل قبل أن يصبح الأمر حتميًّا باتِّخاذ قرار والبدء في الأعمال؟

5- ما العدد المتاح للمساهمة في إنجاز التحليل؟ وما مؤهلاتهم وقدراتهم؟

ونظرًا لأن عملية تحليل المخاطر قد تكون مكلفةً، فإنَّه من المهم جدًّا قبل اختيار الطريقة التي سيتم بها التحليل أن:

  •  تُحدَّد المعلومات المطلوبة، ودرجة أهميَّتها ليتقرَّر تحديد مقدار ما ينفق عليها.
  • مَن الذي يشارك في إجراء التحليل.

ولكي يكون تحليل المخاطر فعالًا، تامَّ الفائدة، يمكن الاعتماد عليه، فلابد أن تشارك فيه وجهات نظرٍ، وأفكار متعددة ما أمكن؛ لذا فإنَّ كل شخص على دراية كاملة بالعملية التشغيلية  (Operation or Process)  له بصيرة نافذة فيما يتعلَّق بالمشكلات، أو الأخطاء، أو المواقف التي قد تُؤدِّي إلى وقوع الحوادث، ويجب أن يشارك في إجراء هذا التحليل. 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *