مقالات المجلة

 المنشآت والحرف الخطرة إدارة المخاطر والمهددات المخاطر الفيزيائية

 المنشآت والحرف الخطرة

إدارة المخاطر والمهددات والمخاطر الفيزيائية

تتعرَّض بيئات العمل للعديد من المخاطر الَّتي تُهدِّد سلامة وصحة العاملين، ويُعتَبر أبرز هذه المخاطر هي المخاطر الفيزيائية، والتي يُطلَق عليها أحيانًا المادية، أو الطبيعية؛ إذ إنَّ سلسلة الإنتاج والحركة الصناعية داخل المنشآت تُسْهم في زيادة المخاطر التي تُهدِّد أمن واستقرار مجتمع العاملين؛ إذ يُقْصَد بها كل ما يؤثر على بيئة العمل نتيجةً للعوامل الخطرة أو الأضرار الفيزيائية، حيث إنَّ قوانين العمل كافَّة أشارت لها، والتي تتطلَّب توفير الإجراءات الوقائيَّة المناسبة للحدِّ من أضرارها على سلامة وصحَّة العاملين، والَّتي قد تُسبِّب خطورةً في بيئة العمل، أو تُسبِّب مؤثرات غير ملائمة للعمل، وقد ينتج عنها إصابات أو أمراض أثناء العمل، أو عند الاحتكاك بها، ويُعدُّ أهم صورها:

أولًا: الوطأة الحرارية:

تعرف الحرارة على أنَّها أحد أشكال الطاقة التي يمكن أن تنتج في بيئة العمل من مصادر طبيعية؛ مثل: أشعَّة الشمس، أو العمليات الصناعية والإنتاجية؛ مثل: الأفران وغيرها من المُعدَّات، وتنقل الحرارة عَبْر الإشعاع، أو التوصيل، أو الحمل، ويتأثَّر التبادل الحراري بحركة الهواء داخل بيئة العمل، وسرعة تحريكه، والرُّطوبة النِّسبية، وتتسبَّب هذه العوامل بمقادير مختلفة في عدم وجود الراحة للعمال؛ ممَّا يؤثر على جودة العمل والإنتاجية لهم، وتقاس درجة الوطأة الحرارية عن طريق ما يلي:

  • الترمومتر الجاف: يقوم بقياس حرارة الهواء الجاف.
  • الترمومتر الرطب: ويقوم بقياس حرارة الهواء الرطب.
  • ترمومتر جلوب: ويقوم بقياس الحرارة الإشعاعيَّة.

العوامل المتسبِّبة في زيادة الحرارة في بيئة العمل:

  • يحدث ارتفاعٌ لدرجة حرارة الهواء في الغلاف الجوي نتيجة الحرارة المختزنة في جزيئات الهواء.
  • انبعاثات الغازات الناتجة عن العديد من الصِّناعات والأنشطة البشريَّة.
  • درجة حرارة الأسطح تؤثر في كميَّة الإشعاع الحراري.
  • الأعمال الساخنة وبشكل خاص داخل الورش والمستودعات.
  • سرعة الهواء المنخفضة.
  • انخفاض درجة الرطوبة.
  • زيادة الضغط على الماكينات والمُعدَّات.
  • التشغيل المضاعف للمُعدَّات والأدوات

المخاطر المصاحبة لزيادة درجات الحرارة:

  • تأثيرات نفسيَّة وعصبيَّة نتيجة التعرُّض الزائد لدرجات الحرارة.
  • زيادة معدلات الإصابات.
  • صعوبة التركيز، وتراجع القدرة على التعامل مع الماكينات الخطرة.
  • الإجهاد الحراري الذي يحدث بسبب تمدُّد الأوعية الدموية؛ مما يتسبَّب في انهيار الجسم.
  • الإصابة بضربة الشمس، أو ما يُعرَف بالضربة الحرارية.
  • تقلُّصات الحرارة في عضلات الساقين وجدار البطن.
  • التهاب الجلد والعيون.
  • التقلُّص الحراري عند العمل في الأجواء ذات الحرارة المرتفعة، والرطوبة المنخفضة نسبيًّا؛ ممَّا يتسبَّب في التعرُّق وفقدان كميات كبيرة من الأملاح تؤثر على العضلات.

إجراءات التحكُّم في الوطأة الحرارية:

  • العمل على تقييم مخاطر الأعمال بدقَّة، وما يترتَّب عليه من جهد جسمانـي للأعمال المنوطة بالكادر البشري، مع مراعاة قياس الوطأة الحرارية بصفة دورية.
  • التحكُّم في العوامل البيئية المُسبِّبة لارتفاع الوطأة الحرارية من خلال الضوابط التالية:
    • عزل العمليات التي يصدر عنها حرارة عالية في الأماكن المكشوفة، أو العمل عليها في أماكن مسقوفة.
    • عزل أسطح الأفران، ومواسير البخار، والمواد الساخنة بمواد عازلة، وتغليفها بألواح معدنية عاكسة؛ مثل: ألواح الألومنيوم.
    • حَجْب مصدر الإشعاع بواسطة حواجز عاكسة من ألواح الألومنيوم.
    • تزويد الأماكن الخاصَّة بانبعاث الحرارة بوسائل التهوية المناسبة لتجديد الهواء، والتقليل من حرارته.
    • تزويد مكان العمل بفتحات سفلية لمرور الهواء البارد، وفتحات علوية
  • بالأسقف لخروج الهواء الساخن.
  • الحد من تسرُّب بخار الماء في بيئة العمل لتقليل نسبة الرطوبة في فراغات المنشآت.
  • تزويد العاملين بملابس عاكسة للحرارة، وتوفير الراحة الجسمانية لهم.
  • إمداد العاملين المُعرَّضين لدرجات الحرارة بماء الشرب لزيادة الرطوبة في الجسم، وخاصة كلوريد الصوديوم.
  • الفحص الطبي الدوري للعاملين.
  • توفير فتـرات الراحة المناسبة وَفْق طبيعة المخاطر المرتبطة بالراحة الحرارية للعاملين.
  • التصميم الهندسي لتوفير البيئة المكانية المناسبة لراحة جسم الإنسان.
    • التصميم المناسب للعزل الحراري لبيئة العمل.
    • توفير أماكن العمل ذات الجوِّ الملائم للعمال.
    • عزل العمليات الإنتاجية والصناعية ذات التأثيرات الحرارية العالية.
    • التدفقات الحرارية عَبْر تصميم أنظمة شفط الهواء الساخن، وضخ هواء يتناسب مع الراحة الجسدية.
    • تصميم أنظمة منع الإشعاع الحراري الذي يتسبَّب في زيادة الحرارة في بيئة العمل من خلال عواكس الحرارة، وعزل الفواصل بين خطوط الإنتاج.

البرودة:

هي درجات الحرارة الدُّنيا التي تؤثر على العاملين في بيئة العمل، وتراجع القدرة على القيام بالمهام والوظائف المنوطة بهم بالشكل المناسب؛ كالعمل في ثلاجات الخضراوات والفاكهة، ومصانع الإسكيمو والثلج والأماكن الباردة التي تقع في القطب الشمالي، فقد حدَّدت منظمة العمل الدولية معايير دنيا لحماية أجزاء جسم العامل، وعدم تأذِّي الأطراف والرأس بالبرودة، وانخفاض الحرارة الداخلية لجسم الإنسان، وإلى ما دون (36 درجة مئوية).

الإجهاد البارد:

يحدث الإجهاد البارد عندما لا يصبح الجسم قادرًا على الحفاظ على درجة حرارته الداخلية (37 درجة مئوية)، وحيث يبدأ الجسم في إعادة توجيه تدفُّق الدم من الجلد والأطراف (الذِّراعين والساقين واليدين والقدمين) إلى الصدر والبطن؛ ممَّا يؤدي إلى تبريد الجلد والأطراف بسرعةٍ، ويزيد من خطر الإصابة بإصابات الصقيع، وانخفاض درجة حرارة الجسم، ومن علاماته: الارتعاش، أو الوخز، أو التنميل في أصابع اليدين والقدمين، وصدمات الصقيع، وصعوبة تحريك أصابع اليدين والقدمين، كذلك الارتعاش الشديد (الذي يتوقَّف فجأةً)، وضعف التركيز، وأيضًا لدغة الصقيع، وفقدان الوعي، هي علامات على أن الإجهاد البارد يزداد سوءًا.

المؤثرات السلبية للحرارة المنخفضة:

  • الاضطرابات العصبيَّة في الأطراف.
  • الصدمة الباردة عند الانتقال من المكان الطبيعي إلى مكان بارد قد يتسبَّب في تقلصات عضلات جسم الإنسان.
  • الشُّحوب في اللون، وتأثيرات ضارَّة على الأصابع والأطراف.
  • التغيُّرات في الدورة الدموية ممَّا يحدث اضطرابات بها، وهبوط حاد بالقلب.
  • الأمراض المزمنة؛ مثل: نزلات البرد.
  • حالة التجمُّد في الأطراف؛ ممَّا يتسبَّب في حروق باردة لطبقات الجلد في الأطراف.

إجراءات التحكُّم في البرودة:

  • توفير الملابس الوقائيَّة المناسبة لأماكن العمل.
  • توفير فراغات وسطيَّة بين الغرف منخفضة الحرارة والجو الخارجي.
  • سهولة فتح الغرف الباردة ذات الأقفال السهلة من الداخل.
  • توفير آليَّات رصد ومراقبة عبر فتحات زجاجية تسمح بمشاهدة العمال في الغرف الباردة.
  • تَحْييد العمال المرضى والمصابين بأمراض القلب عن العمل في الأماكن الباردة.
  • توفير سوائل دافئة للعاملين في الغرف الباردة لرفع درجات حرارة الجسم.
  • توعية العاملين بمخاطر البرودة الشديدة، والوسائل المتاحة، وأهميتها في الحفاظ على سلامتهم وصحتهم.
  • تعيين موظف واحد في كل نوبة عمل تمَّ تدريبه على التعامل مع حالات الطوارئ الطبيَّة المتعلقة بإصابات الإجهاد البارد.
  • ارتداء عدَّة طبقات من الملابس بدلًا من طبقة سميكة واحدة؛ لأنَّ الهواء المحصور بين الطبقات هو عازلٌ، حيث يجب على جميع العمال حَمْل ملابس بديلة في حالة تبلُّل الملابس التي يرتدونها.
  • ارتداء الأقمشة الاصطناعية كطبقةٍ أُولَى للحفاظ على الرطوبة بعيدًا، بحيث يجب أن تكون الطبقة الخارجية مقاومةً للماء والرياح إذا كانت بيئة العمل باردة، وتجنُّب القطن القريب من الجلد؛ لأنه يبلل بسرعة، ويستغرق وقتًا أطول حتى يجفَّ.
  • ارتداء قبعات أو أغطية لحماية الأذنين، ومَنْع فقدان الحرارة من الرأس، وأغطية للوجه أو أقنعة محبوكة إذا لزم الأمر.
  • استخدام قُفَّازات عازلة ومقاومة للماء للحفاظ على دفء اليدين.
  • ارتداء أحذية معزولة ومقاومة للماء؛ لذا ينبغي تجنُّب ارتداء الأحذية الضيقة؛ لأنها تُقيِّد تدفُّق الدم.
  • إذا شعر العمال بالحرارة أثناء العمل؛ فيمكنهم فتح ستراتهم، ولكن يجب عليهم ارتداء القبعات والقُفَّازات.

وإن شاء الله في الأعداد القادمة سيتمُّ العمل على استكمال مقالات إدارة المخاطر في المنشآت والحرف الخطرة مع استكمال باقي العوامل الفيزيائية المؤثرة على بيئة العمل في مقالات منفردة ضمن سلسلة المقالات الخاصة بالمنشآت والحرف الخطرة، ونسأل الله – عزَّ وجلَّ-  أن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يزيدنا علمًا.

موضوعات ذات صلة

3 تعليقات على “ المنشآت والحرف الخطرة إدارة المخاطر والمهددات المخاطر الفيزيائية

  1. يقول خميس بن سالم بن خميس الحراصي:

    بارك الله في جهودكم مقال رائع

  2. يقول خميس بن سالم بن خميس الحراصي:

    مقال رائع بارك الله في جهودكم وسعيكم في نقل المعلومات بمتطلبات السلامة

  3. يقول الواعر نورالدين:

    شكرا على المعلومة .بالتوفيق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *