مقالات المجلة

التدريب على السلامة يحقق أهدافًا أبعد بكثيرٍ من مجرد منع الإصابات

مقدمة:

لماذا التدريب؟ 

إن الاهتمام بالتدريب من أجل السلامة له فوائد أبعد بكثير من مجرد منع الحوادث؛ حيث تمَّ إصدار دراسة عام 2011م في أمريكا، وجد أن مقابل كل دولار يتم إنفاقه على السلامة من حيث التدريب أو التجهيزات، فإن هناك (4) دولارات تعود إلى الشركة، وهناك قصة نجاح كان بطلها المدير التنفيذي لشركة (جيانت الكولا) عندما قام في بداية تعيينه بتنفيذ كل ما يختص بالسلامة من تدريبات، وتجهيزات، وجعلها في مقدمة الأولويات، وكانت النتيجة أن زادت قيمة الشركة السوقية بمقدار (27) بليون دولار بعد (13) عامًا من الكفاح على طريق السلامة.

التدريب على سلوك ومهارات السلامة ينتقل إلى الإنتاج، كيف؟

لقد لُوحظ عمليًّا أنه في الشركات التي تقوم بتدريب أفرادها على سلوك السلامة لتلافي الأخطاء التي تسبب الحوادث، فإنَّ ذلك السلوك وهذه المهارات والثقافة تنتقل إلى قطاع الإنتاج، وسوف يحفز العاملين أيضًا، ولكن الأسلوب العملي المطلوب يتطلَّب جعل السلامة مساويةً أو أهم من الإنتاج والجودة، وجميع أقسام السلامة، ودمج السلامة مع باقي الأقسام هو الطريق الصحيح؛ حيث إنه في أغلب الشركات توجد حاجة ماسَّة للتدريب من أجل سلوك السلامة.

ولنجاح برامج السلامة يجب ربط السلامة بجميع الأنشطة اليومية؛ مثل: الإنتاج والجودة وغيرها، وإدراج تدريب السلامة في الميزانية السنوية، وعند تدريب أي عامل جديد يجب إعطاء أهمية كبرى للتدريب، ونشر ثقافة السلامة لكي تنتقل من العمل للمنازل، وعدم وضع أي حواجز تمنع التواصل بين العاملين والإدارة فيما يخص ملاحظات ومتطلبات السلامة.

السلامة والإنتاجية وجهان لعملة واحدة:

في دراسةٍ تمَّ إجراؤها في أمريكا على مجموعةٍ من الشركات على مدى (13) عامًا من 2001م إلى 2014م، وجد أنَّ الشركات التي قامت بالتدريب في السلامة قد ارتفعت قيمتها السوقية، وقد أصبح واضحًا أن الطريق للنجاح هو الاهتمام بالتدريب على السلامة، وجعلها منهاج حياة؛ سواء داخل العمل أو خارجه، ولكن التدريب له أساسيات وتطبيقات، ووسائل تكنولوجية، ومنها: الوسائل الحديثة في التدريب؛ مثل: التدريب الافتراضي؛ حيث تمَّ تطوير وسائل التدريب لتشمل تقنية التدريب الافتراضي عن بُعْد مع المحاكاة الدقيقة الكاملة، وتصوير فيديو، ونقل جميع أبعاد الموقع للمتدرب بكل دقة، وتوجد شركات برمجيات متخصصة لتنفيذ هذه البرامج التدريبية، وبذلك تحقق الشركات أكثر من هدفٍ:

  • الأول: التدريب على المواقع الخطرة بدون تعرض العاملين للخطورة؛ مثل: مواقع البترول، والمناجم، والإنشاءات، ومعامل البتروكيماويات، وغيرها.
  • والثاني: توفير نفقات الانتقال والوقت.
  • والثالث: استعراض جميع الظروف، والتدريب على خطط الاستجابة للطوارئ التي لا تكون -عادةً- متوافرة إلا عند الحوادث.

خاتمة:

إن التدريب على السلامة يوفر النفقات، ويحفز العاملين، ويجب الأخذ في الاعتبار أساليب التدريب الحديثة، والتسجيل، حتى إن بعض الشركات لديها دليل للتدريب يتمُّ تسجيل كل الكورسات التي تمَّ أخذها أولًا بأولٍ، وينتقل سلوك ومهارات السلامة إلى الإنتاج والجودة، وتحقق الشركات أرباحًا نتيجة توفير نفقات الحوادث، ورفع الإنتاجية، ويجب دمج السلامة مع كل أقسام الشركة في التدريب والأنشطة والميزانية، وتستمر الشركات في المنافسة لرفع مستوى العاملين لديها لتجني ثمار ذلك أضعافًا مضاعفةً.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *