مقدمة:
إنَّ العمل في الهواء الطلق ينطوي على عدد كبير من المخاطر، من أهمِّها: الصواعق والبرق، وهي قوة الطبيعة الهائلة التي يمكن أن تُسبِّب إصابات خطيرة حتى الوفاة إذا لم يتمَّ اتخاذ الاحتياطات المناسبة. وتهدف هذه المقالة إلى توفير الإرشادات الأساسية ونصائح السلامة للعاملين الذين يواجهون المخاطر المحتملة للإصابة بالبرق أثناء تواجدهم في موقع العمل.
إرشادات السلامة:
- كُنْ على علمٍ بأحوال الطقس:
تُعدُّ مراقبة أنماط الطقس أمرًا بالغ الأهمية عند العمل في الهواء الطلق، وينبغي استخدام موارد الأرصاد الجوية المتاحة، أو تطبيقات الهواتف الذكية للبقاء على اطلاع دائم بتوقُّعات الطقس المحلية، وستُمكِّنك هذه المعلومات من تحديد ما إذا كانت العواصف الرعديَّة تقترب من منطقة عملك.
- وَضْع خطة للسلامة من الصواعق:
قُمْ بإنشاء خطة شاملة للسلامة من الصواعق، وتأكَّد من أن جميع العاملين على دراية ببروتوكولاتها، ويجب أن يكون لدى أصحاب العمل برنامج مساعدة الموظفين Employee Assistance Program (EAP)، كما يجب أن يتضمَّن EAP بروتوكولًا مكتوبًا للسلامة من الصواعق للعاملين في الهواء الطلق، وينبغي لبُرُوتوكول السلامة من الصواعق أن يتضمَّن:
- إبلاغ المشرفين والعاملين باتخاذ الإجراءات اللازمة بعد سماع الرعد، أو رؤية البرق، أو رؤية أية علامات تحذيرية أخرى تشير إلى اقتراب العواصف الرعدية.
- الإشارة إلى كيفيَّة إخطار العمال بشأن تحذيرات السلامة من الصواعق.
- تحديد مواقع ومتطلبات الملاجئ الآمنة.
- الإشارة إلى أوقات الاستجابة اللَّازمة لجميع العمال للوصول إلى الملاجئ الآمنة.
- تحديد الأساليب لتحديد متى يتم تعليق أنشطة العمل في الهواء الطلق، ومتى يتم استئناف أنشطة العمل في الهواء الطلق.
- حساب الوقت اللَّازم لإخلاء العملاء وأفراد الجمهور، والوقت اللازم لوصول العمال إلى برِّ الأمان.
يجب على أصحاب العمل أيضًا نَشْر معلومات حول السلامة من الصواعق في مواقع العمل الخارجية، كما يجب تدريب جميع الموظفين على كيفيَّة اتباع برنامج مساعدة الموظفين EAP، بما في ذلك إجراءات السلامة من الصواعق.
- ابحث عن مأوًى في مبنًى كبيرٍ:
عندما تكون هناك عاصفة رعدية في الأفق، من المهم العثور على هيكل كبير مغلق للاحتماء به، ولا تعتبر الهياكل المعدنية أو الملاجئ المفتوحة آمنةً أثناء العاصفة الرعدية، وابحث عن المباني القوية أو المركبات المغلقة بالكامل ذات السقف المعدني الصُّلب.
- تجنُّب المناطق الخارجية المعزولة:
أثناء العواصف الرعدية ابتعد عن الأماكن الخارجية المكشوفة؛ مثل: الحقول، وقمم التِّلال، ومناطق المياه المفتوحة؛ حيث يميل البرق إلى ضرب الأجسام الطويلة؛ لذا تجنَّب أن تكون أعلى نقطة في المنطقة المجاورة.
- انتبه للأشجار والأشياء المرتفعة:
إنَّ الوقوف بالقرب من الأشياء المرتفعة – مثل: الأشجار، أو أعمدة الكهرباء، أو السقالات – يزيد من خطر الإصابة بضربة البرق، كما ينبغي أن تحافظ على مسافة آمنة من هذه المباني، وابحث عن مأوى في الداخل حتى تمرَّ العاصفة.
- تقليل الاتصال بالمُعدَّات الكهربائية:
افصل جميع الأجهزة الإلكترونية، وتجنَّب استخدام المُعدَّات الكهربائية السلكيَّة أثناء العواصف الرعدية؛ حيث إنه يمكن أن تنتقل ضربة البرق – المباشرة أو غير المباشرة – عبر الخطوط الكهربائية؛ ممَّا يُعرِّضك لخطر الإصابة بصدمة كهربائية.
- الابتعاد عن الأجسام المعدنية:
تُعتَبر الأجسام المعدنية – بما في ذلك مُعدَّات وآلات البناء – موصلةً للغاية، وتشكل خطرًا متزايدًا أثناء العواصف الرعدية، فتأكَّد من تنبيه جميع العمال للبقاء على مسافة كبيرة بعيدًا عن هذه الأشياء.
- تجنُّب المياه الراكدة:
تعمل المياه الراكدة – مثل: حمَّامات السباحة، أو البرك – كموصلٍ ممتاز للكهرباء، فابحث عن مأوًى في الداخل، وتَجنَّبْ الاتصال بأي مصادر للمياه أثناء العواصف الرعدية.
- انتظر وقتًا كافيًا بعد مرور العاصفة:
بعد الصوت الأخير للرعد، انتظر لمدة (30 دقيقة على الأقل) قبل استئناف العمل، ولا يزال من الممكن أن يضرب البرق خلال هذا الوقت، حتى لو توقف المطر، وبَدَتِ السماء صافيةً.
الإسعافات الأولية للمصابين بضربات البرق:
يمكن الحفاظ على حياة المصابين بضربة الصَّاعقة بتقديم الإسعافات الأوليَّة ريثما تصل العناية الطبيَّة المتخصِّصة، والجدير بالذكر أن المصابين بضربة الصَّاعقة لا يحملون شحنة كهربائية، فلمس المصاب منهم غير مضرٍّ، وعليك أن تتَّبع الخطوات الأربع التالية فورًا للمساعدة في حفظ حياة المصاب بضربة صاعقة:
- اتَّصِلْ واطلُب المساعدة: اتَّصل برقم الإسعاف المخصص في منطقتك فورًا.
- أَعْطِ تفاصيل عن موقعك، ومعلومات عن المصابين، ومن الآمن استخدام الهاتف النقَّال أثناء العاصفة، كما يجب أن تُزوِّدهم بالمعلومات التالية: كم عدد المصابين؟ وأين يتواجد المصابون؟ وهل ما تزال العاصفة مستمرَّة؟
- قَدِّر الوضع: الأمان أولويَّة، فكُنْ حَذِرًا من استمرار خطر البرق على كلٍّ من المُصَاب والمُنْقذ، وإذا كانت منطقة وجود المُصَاب خطرةً – مثل: ملعب مكشوف – فيمكن للمصاب والمنقذ أن يكونا في خطرٍ، وعند الحاجة انقل المصاب إلى مكان أكثر أمانًا. ومن النادر حدوث أي كسور عظميَّة عند المصابين الذين بَقَوْا على قيد الحياة، والتي يمكن أن تُسبِّب عجزًا أو مضاعفات نزيف، باستثناء الأشخاص الذين عانوا من سقوط أو أُلْقوا لمسافات بعيدة؛ لذلك ربما من الآمن نَقْل المصاب بأقل قدرٍ مستطاعٍ، علاوةً على تعرُّضهم للبرق.
- الاستجابة: غالبًا ما يُسبِّب البرق نوبةً قلبيةً، فافحص تنفُّس ونبض المصاب، وأفضل مكان لفحص النبض هو الشُّريان السُّباتي الموجود في العنق تحت الفك السُّفلي مباشرةً.
- الإنعاش: في حال انقطاع تنفُّس المصاب، طبِّق الإنعاش (فم لفم فورًا)، وعند غياب نبض المصاب، ابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي، واستمر في تطبيق الإنعاش حتى وصول المساعدة، وإذا كانت المنطقة باردةً أو رطبةً، فَضَعْ طبقةً واقيةً بين المصاب والأرضية للمساعدة في تقليل انخفاض الحرارة.
خاتمة:
عند العمل في الهواء الطَّلْق، يُعدُّ ضمان السلامة من الصواعق أمرًا ضروريًّا لحماية نفسك وطاقم العمل بأكمله، ومن خلال البقاء على اطلاع، ووضع خطة للسلامة، والبحث عن مأوى، وتجنُّب المواقف أو الأشياء الخطرة- يمكن للعمال تقليل مخاطر الحوادث المرتبطة بالبرق بشكل كبير، فقُمْ دائمًا بإعطاء الأولوية للسلامة والالتزام بهذه الإرشادات عند مواجهة تهديدات البرق المحتملة.
