مقالات المجلة

إرشادات السلامة لتجنُّب التراخي في مكان العمل

مقدمة:

واحدةٌ من أكبر المشكلات التي تواجه الشركات اليوم – وخاصة الشركات العاملة في صناعة البناء – هي مخاطر التَّراخي في مكان العمل، فبمرور الوقت يعتاد حتى أفضل العمال على أداء المهام بطريقة مُعيَّنة، ويمكن أن يؤدِّي هذا النوع من المواقف غير التقليديَّة إلى فُقْدان الإنتاجيَّة، وفُقْدان الكفاءة، وحتى وقوع حوادث.

أسباب التراخي في مكان العمل:

  • الثقة الزائدة:

يبذل المُوظَّفون الذين يبالغون في تقدير قدراتهم القليل من الجهد لتطوير العمل، أو التحقُّق منه مرةً أخرى، وبافتراض الكمال، يرفض هؤلاء الأفراد التحليل والنمو، ويعتقدون أن الأخطاء غير محتملة أو مستحيلة، في حين أنه يجب أن يدرك هؤلاء وجود مجالٍ للتحسين دائمًا.

  • غياب المُسَاءلة:

عندما لا تكون هناك عقوبة للعمل دون المستوى، أو مكافأة لإنجاز استثنائي، قد لا يشعر المُوظَّفون بأنَّهم مُجْـبرون على بَذْل جهدٍ إضافـيٍّ، والأسوأ من ذلك أنَّ غياب المُسَاءلة يُقوِّض الثقة، ويمنع العمل الجماعي الفعَّال.

  • النمو البطيء:

عندما تنمو الشركات ببطءٍ – ونادرًا ما يتمُّ تغيير إجراءات التشغيل القياسية – يمكن للموظفين بسهولةٍ الوقوع في اعتياد العمل بصورة ثابتة؛ ممَّا يؤدي لوقوعهم في مشكلة التراخي في أدائهم للعمل، وعلى الرغم من أن كلَّ شركةٍ قد لا تتوسَّع بسرعةٍ، أو تجذب مئات الآلاف من العملاء الجدد، أو تحدث ثورة في الصناعة، إلا أن كلَّ مؤسسة لديها القدرة على زيادة وتحسين الكفاءة والأداء.

  • معايير منخفضة:

يجب على القادة وَضْع معايير عالية، وطلب أفضل الموظفين، والقائد العظيم هو الذي يدفع زملاءه إلى التفوُّق، وعندما يضع أصحاب العمل معايير منخفضة ولديهم توقعات ضئيلة، فقد يُقبَل الموظفون أصحاب المستوى المتوسط.

  • الافتقار إلى الاستقلاليَّة:

يجب أن يشعر المُوظَّفون بالتمكين وليس بالعجز، ويمكن أن يؤدي الافتقار إلى الاستقلالية إلى العجز المكتسب، أو حالة من التقاعس عن العمل بسبب الافتقار الواضح للسيطرة، والموظفون الذين يشعرون بأنهم بدون صوتٍ، أو غير قادرين على إحداث فرقٍ، لن يَسْعوا جاهدين للتميُّز، بل يكتفون بتدبير أمورهم بدلًا من ذلك.

إرشادات السلامة لتجنُّب التراخي في مكان العمل:

  • بيان مهمة الشركة:

عندما يتمكَّن الموظفون من الالتفاف حول هدفٍ أو غرضٍ مشتركٍ، سيكون لديهم استثمار عاطفي في العمل الذي يقومون به، وإذا كان لشركتك بيان مهمة قوي وملموس، يتمُّ ذِكْره وتعزيزه بانتظامٍ مع العاملين لديك، فمن المُرجَّح أن يشاركوا في موقع عملك.

  • إنشاء نظامٍ للمُسَاءلة:

إنَّ تعزيز ثقافة المُسَاءلة هو دفاع فعَّال آخر، فعندما يعلم العاملون لديك أن بإمكانهم الاعتماد على بعضهم البعض لإنجاز المهمة، فإنَّهم يبدؤون في العمل بجدِّية أكبر، ولكن ليس هذا فقط، فقد أظهرت الدراسات أنه عندما يلتزم العمال بهدفٍ، فإنَّ كفاءتهم ترتفع بشكلٍ كبيرٍ. وقد أجرت الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير (ASTD) دراسةً حول المُسَاءلة، ووجدت أن العمال لديهم فرصة بنسبة (65٪) لإكمال هدفٍ ما إذا التزموا بشخصٍ ما، وإذا كان لديهم موعد مُسَاءلة محدد مع شخصٍ التزموا به، فسيؤدي ذلك إلى زيادة فرص النجاح بنسبة تصل إلى (95٪).

ماذا يعني هذا بالنِّسبة لصناعة البناء؟

هذا يعني أنه عندما يلتزم العمال بهدفٍ مع مُشْرفٍ أو مديرٍ، فمن المرجح أن ينجزوه.

لكن، أليست هذه وظائفهم؟ حسنًا، الفرق هو في الواقع إنشاء نظام المُسَاءلة، هذا وقضاء بعض الوقت وجهًا لوجهٍ مع العاملين لديك تطلب منهم شخصيًّا القيام بمهام محددة، ويجب على المشرفين القيام بذلك قدر المستطاع، للتأكيد على أنَّ عملهم مهمٌّ بالفعل، وأن شخصًا ما ينتظر نتائجهم.

  • تغيير الرُّوتين:

يمكن أن تؤدِّي المهام المتكررة إلى الرُّكود، لكن التغيير والتعلُّم عَدُوَّان لَدُودَان للتراخي واللَّامبالاة في مكان العمل، ومن خلال تغيير الرُّوتين يمكنك إخراج مُوظَّفيك من حالة النشوة، وإعادة تركيز الفريق، والتدريب المتقاطع، وإدارة أحداث بناء الفريق أو ألعاب بناء الفريق، وتناوب النِّقاط على المشاريع، وتحفيز التعلُّم المستمر والتطوير، فكلُّها طرقٌ للحفاظ على نشاط مُوظَّفيك ومشاركتهم.

  • تفعيل سلطة إيقاف العمل:

برنامج سلطة إيقاف العمل هو برنامج يُمكِّن العمال من إيقاف ووقف العمل في حالة وجود خطرٍ محسوسٍ على السلامة، فهذا يُبْقي مُوظَّفيك يَقِظِينَ، ويمنحهم سلطة التوقُّف عن العمل إذا لاحظوا مشكلةً تتعلق بالسلامة، وهذا يؤدي إلى الإبلاغ عن المزيد من الحوادث الوشيكة؛ ممَّا يعني المزيد من الربح والكفاءة من قلة الحوادث والإصابات، كما أنه يُبْقي العمال باحثين عن بعضهم البعض؛ ممَّا يمكن أن يعزز بناء الفريق.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *