مقالات المجلة

12- المنشآت والحرف الخطرة (منهجيات إدارة المخاطر والمهددات)

تتنوَّع المنهجيَّات المستخدمة في إدارة المخاطر والحد من التداعيات المؤثرة على المنشآت والحرف والمناطق الحضرية؛ إذ يعتمد أصحاب القطاعات التجارية والصناعية والاقتصادية على ربط عِلْم إدارة المخاطر بمنهجيات مستمرَّة لتحديث التقارير الخاصة بالمخاطر وإدارتها.

وتنقسم منهجيَّات إدارة المخاطر إلى:

1- المنهجية الأمريكية:

وقد اعتمدت على تحديد قيمة المخاطر المرتبطة بالمسئوليات، وطبيعة تهديد المصالح القومية بشكلٍ وَصْفيٍّ، فقد أغفلت المنهجية الوصفية معايير احتمالية وقوع الخطر، وتأثير الظروف الدولية السائدة على الخطر المتوقَّع، وقدرات الدولة في مواجهة الخطر المُهدِّد لها، وتطورت المنهجية الأمريكية للعديد من الآليَّات التي تُسْهم في إدخال العمليات الوصفيَّة والكميَّة في إدارة المخاطر بما يُسْهم في تطوير آليَّات إدارة المخاطر؛ حيث وضعت الخطوات التالية لتقييم المخاطر:

  •  تخطيط المخاطر: وهي عمليات إدارة يتمُّ فيها التخطيط المستمر للعمليات التشغيليَّة للتعامل مع المخاطر الَّتي تهدد المنشآت أو الحرف، وذلك عَبْر خطوات علاجية تُسْهم في بناء بيئة عمل آمنة ولائقة، تُعزِّز قدرات العاملين في الإنتاجية بجودة عالية.
  •  تحديد المخاطر: يتمُّ تحديد المخاطر عَبْر الإجراءات المُتَّبعة في المنهجية الأمريكية بالاستناد للحوادث السابقة، والمخاطر التي تُهدِّد بيئة العمل، وتحديد السلوكيات المتوقعة كافَّة من الموارد البشرية، ونطاق انتشار الخطر على صعيد البيئة الداخلية والخارجية للمنشآت أو الحرف.
  •  التحليل الكَمِّي للمخاطر: هي خطوة من أهمِّ الخطوات التي يتمُّ تحديد المقياس الكمِّي للمخاطر، ومستوى تكرارها وآثارها ضمن أوزان نسبية بمشاركة الخبراء والعاملين في المنشآت أو الحرف، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية صاحبة الاختصاص في الإشراف على بيئات العمل؛ مثل: وزارة الاقتصاد، أو المديرية العامَّة للدفاع المدنـي، أو وزارة القوى العاملة، أو الهيئات المحلية، أو المؤسسات الأكاديمية.
  • التحليل النوعي للمخاطر: وهي مرحلة يتمُّ الاستناد فيها إلى التحليل النوعي المبنيِّ على الحوادث السابقة، ووصفها، وتقييم التهديدات عَبْر وصفها ووصف آثارها، ويستخدم المجموعات البُؤْرية، وورش العمل، والملاحظة المباشرة لفريق التقييم للوصول للبيانات الأوليَّة للمخاطر في بيئة العمل للمنشآت أو الحرف.
  •  الاستجابة للتخطيط للمخاطر: هي أهمُّ الخطوات التي يتمُّ فيها تحديد التدخلات المناسبة والملائمة لتقليل الأخطار للحدِّ الأدنى بما يتناسب مع الأنظمة والتشريعات والأدلة التشغيليَّة، وتعتمد عمليات الاستجابة على سرعة الوصول والتعامل مع الحوادث حال وقوعها بما يحدُّ من الخسائر البشرية والمادية.
  •  الرقابة والتحكُّم بالمخاطر: وهي الإجراءات التي تتَّخذها إدارة المنشآت، أو الحرف، أو الجهات الحكومية في عمليات الرقابة على آليَّات التحكُّم بالمخاطر، ورصدها بشكلٍ مستمرٍّ بما يُعزِّز قدرة المنظمة على القدرة الإنتاجيَّة بقدرة أكبر، وجودة أعلى.

وتعتبر إدارة المخاطر جزءًا أساسيًّا من العمليات التشغيلية للمنشآت والحرف، وتتمثَّل في الإجراءات المُتَّبعة بشكل منظم لمواجهة كل ما يُهدِّد كيان المنشآت والحرف الخطرة، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة في ظل بيئة عمل مليئة بالمخاطر والتهديدات، بما يضمن تحقيق الأهداف للمؤسسة التي تُدِير المنشأة أو الحرفة.

وتهتمُّ إدارة المنشآت والحرف في التخطيط لاتخاذ الإجراءات التي تمنع الخطر أو تقلل منه، أو تحدُّ من الخسائر البشرية والمادية حال وقوعها، ويتمُّ العمل على عدم تكرارها، واتخاذ الخطوات الإصلاحية والعلاجية في عملية إعادة تأهيل المنشآت التي تضرَّرت، وتُسْهم منهجيات إدارة المخاطر في توفير الأموال اللازمة لتعويض المنشأة عن الخسائر.

2- المنهجية البريطانية:

تنفيذ المنهجية: تستند المؤسسات البريطانية في تنفيذ منهجيَّتها لإدارة المخاطر إلى منهجيَّة تقييم المخاطر ذات البُعْد الأمني بمستوياته المتعددة (الأمن الاقتصادي، الأمن الاجتماعي، الأمن البيئي، الأمن التقني، الأمن الصناعي، وغيرها من الأبعاد ذات التأثير على الأمن القومي)، وتعتمد المنهجية البريطانية على التقييم المستمر بعيد المدى ما بين (5 سنوات إلى 20 سنة)، ويتمُّ تحديث مصفوفة المخاطر بشكل سنوي.

ويتم التحضير للمنهجية البريطانية من خلال ما يلي:

  • إعداد خارطة المخاطر.
  • ترتيب المخاطر (الداخلية – الخارجية) المستقبلية حسَب الأهمية، وشدة الخطر، والفترة الزمنية المتوقعة.
  • إعداد المخططات البيانيَّة من حيث احتمالية حدوث المخاطر، وطبيعة تأثيراتها. 

ويتمُّ تقسم التهديدات والمخاطر كما هو موضح في الجدول التالي:

م تصنيف مجموعة الخطر الخطر الفعل المتوقع نوع التهديد مصدر التهديد الاحتمالية الأثر القيمة المستوى درجة التحكم أولويات التعامل
Risk بشري طبيعي/ مادي داخلي خارجي
1
2
3
4
5

وتمرُّ المنهجية البريطانية عبر الخطوات التالية:

 

ولتطبيق المنهجيَّات الخاصَّة بإدارة المخاطر يتمُّ العمل على ترتيبها حسَب الأولويات، ويؤخذ في الاعتبار احتمالية الوقوع والأثر المترتب وَفْق الإطار الزمني، والأنشطة الخاصة بالاستجابة والتحكُّم.

لذا، يُقصَد بالاحتماليَّة: أنها درجات الاحتمال أو حدوث المخاطر وتهديدها للمنشأة، ويتم تقييمها وَفْق الجدول التالي:

قابلية حدوث التهديد (Likelihood
يحدث بصورة متكررة ودائمة Very likely 
يحدث من وقت لآخر Likely 
حدث من قبل، مع احتمالية حدوثه مستقبلًا Moderately Likely 
لم يحدث من قبل، ولكن لا يمكن تجاهل حدوثه Unlikely 
لم يحدث من قبل، واحتمالية حدوثه مستقبلًا شبه معدومة Very Unlikely 

أما الأثر: فهو يصف الخسارة التي ستؤثر على المنشآت أو الحرف الخطرة عند حدوث المخاطر، ويُقَاس الأثر بالخسائر المالية والميزانية وَفْق جدول زمني، ويتمُّ قياس مقدار الضرر الواقع عند حدوث التهديد، ومدى انعكاس تأثيره على المؤسسة؛ سواء بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، ويتمُّ تقييم الأثر وَفْق الجدول التالي:

الأثر(Impact
خطير جدًّا، يؤدي لخسائر في الأرواح، وإصابات بشرية، وخسائر فادحة في الأصولCritical 
خطير، يؤدي لحدوث إصابات بشرية، وخسائر كبيرة في الأصول Sever 
متوسط، قد يؤدي لحدوث بعض الإصابات البشرية والأضرار في الأصول Moderate 
منخفض، قد يؤدي لحدوث بعض الإصابات البشرية الطفيفة والأضرار في الممتلكات Minor 
غير مذكور، قد يؤدي لضرر غير مؤثر على الأصول Negligible 

إذ إنَّه كلما زاد تأثير الخطر، ارتفعت الحاجة لإعطائه أهمية كبيرة في التقييم، ويتم أَخْذ التقييم بشكل شامل، مع قياس المتأثرين بشكل سلبي بهذا الخطر، وإعطاء أهمية خاصة للتأثيرات السلبية التي يصعب معالجتها، حيث يتمُّ تقييم احتمالية تأثير الخطر المالي، مع الأخذ في الاعتبار تكاليف تصحيح الخطر، وينقسم الإطار الزمني لتوقيت المخاطر وَفْق ما يلي:

  • الأجل القريب (من الممكن حدوث المخاطرة خلال أقل من شهر).
  • الأجل المتوسط (من الممكن حدوث المخاطرة أكثر من شهر وأقل من ستَّة أشهر).
  • الأجل البعيد (من الممكن حدوث المخاطرة أكثر من ستة أشهر).

ويختلف الإطار الزمني بحسَب برنامج إدارة المنشآت والحرف الخطرة.

التحكم (Control): هو الإجراءات والتدابير المُتَّبعة من المؤسسة للسيطرة والتحكُّم في التعامل مع التهديد (قبل/ أو في خلال/ أو بعد حدوثه).

التحكم (Control
قوي Strong  إجراءات وقائية على أعلى درجة، ومن عدة مستويات 
أساسي Baseline  بعض الإجراءات الوقائية، ولكن ليست بصورة كاملة 
بالكاد كافية Barely Adequate بعض الإجراءات الوقائية التي لا تُشكِّل عائقًا للخصوم 
غير ملائمة Inadequate بدون أي إجراء وقائي، مما يسهل عمل الخصوم، ويعرض الأصول للخطر 

الاستجابة للمخاطر: تشير أنشطة الاستجابة للمخاطر إلى التقدُّم بنجاح الأنشطة من وحسَب آليَّات تُعزِّز قدرة المنشآت والحرف الخطرة، وهي:

  • لا توجد خطة (لا توجد هناك خطة للاستجابة للمخاطر).
  • خطة غير مُفعَّلة (هناك خطة للاستجابة للمخاطر، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء).
  • خطة مُفعَّلة (خطة للاستجابة للمخاطر تمَّ تفعيلها، ولكن لم يظهر بعد إذا كانت فعالةً).
  • خطة مُفعَّلة وفعَّالة (خطة للاستجابة للمخاطر تمَّ تفعليها، وأدَّت إلى إزالة المخاطر، أو تقليل آثارها).

وإن شاء الله في الأعداد القادمة سيتم العمل على استكمال مقالات إدارة المخاطر في المنشآت والحرف الخطرة، مع التركيز على تصنيفات المخاطر ضمن سلسلة المقالات الخاصة بالمنشآت والحرف الخطرة.

ونسأل الله أن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يزيدنا علمًا

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *