مقالات المجلة

صيانة المُعدَّات وما يترتب على إهمالها

هل عدم الصيانة الدورية للمعدات والآلات يضرُّ بالعامل والمنشأة؟ وهل التوعية بالصيانة له تأثير على سلامة العامل وإنتاجيَّته؟

لقد مرَّت الصيانة بمراحل مختلفة من التطور، فمع بداية الثورة الصناعية وحتى وقت قريب كان أسلوب الصيانة الشائع هو أسلوب رِدَّة الفعل، بمعنى أنه عندما تتعطَّل الآلة، يتم صيانتها، أما إذا كانت الآلة تعمل بشكلٍ جيدٍ، فإنه لا يتم عمل أي صيانةٍ، أي أنه في هذه الفترة كان مفهوم الصيانة هو إصلاح الآلة إذا تعطَّلت.

إلا أنه مع تطور الصناعة، ظهرت الحاجة لاتخاذ بعض الإجراءات لتلافي المشاكل التي كانت تحدث بسبب استخدام أسلوب رِدَّة الفعل في الصيانة؛ مثل: توقف الإنتاج لفترات طويلة من أجل الإصلاح، واحتمالات حدوث خسائر كبيرة في الآلات، أو في الأرواح نتيجة العطل المفاجئ وغير المتوقع.

ومع ذلك، فإنَّ احتمال حدوث أعطالٍ غير متوقعةٍ ما زال واردًا؛ حيث يمكن أن تتعرَّض الآلة لظروف تشغيل قاسية؛ ممَّا يُعجِّل بتلف أحد أجزائها قبل موعده، كما أن احتمال تغيير واستبدال بعض الأجزاء وهي في حالة جيدة يكون واردًا؛ ممَّا يعني خسارة مادية كبيرة؛ لذلك تَقرَّر وَضْع أسلوب أحدث، وهو الصيانة التنبُّؤية، والذي يعتمد على مراقبة حالة الآلة من أجل التنبؤ بالأعطال التي يمكن أن تقع قبل حدوثها.

ونودُّ -أولًا- أن نُعرِّف الصيانة: وهي عبارة عن مجموعة الإجراءات المستمرة التي يجب القيام بها بهدف وَضْع الآلة في وَضْع الاستعداد التام للعمل.

وفي موضوعنا هذا نتحدَّث عن إهمال الصيانة الدورية للماكينات والمعدات والتطوير غير المدروس في بعض الماكينات؛ سواء من العامل، أو من الإدارة؛ مثل: إلغاء بعض المميزات أو شروط السلامة في المعدات، وذلك لتلفها، وعدم صيانتها، أو لعدم استخدامها فتتلف، أو لإحساس العامل بأنَّ هذا التأمين أو السلامة تُقيِّد حركته وعمله، ونتيجة لكل ما ذُكِرَ تَحْدث الأخطاء والآثار السلبيَّة على المُعدَّة وتهالكها، وعلى الشخص نفسه، وما يتعرض له من خطرٍ في بيئة العمل.

وفيما يلي بعض الأمثلة للأعطال الناتجة عن عدم الاهتمام بصيانة المُعدَّات أو الآلات:

  • ومن أبسط الأمور التي نتعرَّض لها يوميًّا، والإهمال في صيانتها يؤدي إلى الضرر الشديد؛ مثال: شفاط المصعد الكهربائي، تعطُّله يمكن أن يؤدي إلى الاختناق، وعدم وجود الباب الداخلي قد يَتسبَّب في بَتْر الأصابع والأقدام أثناء الطلوع والنزول. 
  • عدم تغيير زيوت الماكينات والتشحيم المستمر ينتج عنه أصوات مرتفعة، وتآكل في المُعدَّة ومُكوِّناتها، بالإضافة إلى الأضرار السَّمعية للعامل، وعدم الانتباه والإحساس بما حوله؛ لشدَّة الضوضاء، وبالتالي يحدث الضرر.
  • فكلُّ الماكينات منذ بداية التصنيع -سواء الحديثة أو البدائية- لها وسيلة حماية، ولو كان شيئًا بسيطًا؛ مثل: المقبض أو اليد لأي مُعدَّة يدوية (منشار – مبرد أزميل… إلخ)، فهذا الجزء البسيط عدم وجوده يؤثر على يد وجهد العامل، ويقلل فترة عمله نتيجةً لشعوره بالتعب السريع، وعدم التحكُّم في المُعدَّة.
  • بعض الماكينات والآلات الحديثة بها طرق حماية أتوماتيكية؛ مثل: (التبريد، والإضاءة، والإنذار…)، وعند إلغائها والعمل بدونها يؤثر ذلك على العامل وجودة الإنتاج.
  • تحويل بعض مراحل العمل على الآلة أو المُعدَّة من أتوماتيك إلى يدويٍّ بسبب الإهمال في صيانتها، وبالتالي يحدث إجهاد للعامل، واستهلاك وقت أكثر من المعتاد، وأحيانًا إصابات نتيجة عدم التركيز.
  • بعض الماكينات بها وسائل حماية كهربائية تحميها من الضغوط العالية، أو حسَّاس حرارة يعمل لراحة الماكينة عند العمل المستمر، ونتيجة إهمال صيانتها تتلف، ويستمر العمل بدونها؛ ممَّا يؤدِّي إلى تعطل الآلة.
  • تعطُّل مفتاح الغلق الأتوماتيكي في غلَّاية المياه الكهربائية، وإهمال تصليحه، وعدم الانتباه أو نسيان فصلها يدويًّا بعد الاستخدام يؤدي إلى حدوث حريقٍ، لا قدَّر الله.
  • عدم الانتباه أو الاهتمام عند تغيُّر صوت الماكينة، أو إصدارها صوتًا غير مألوفٍ، أو رائحة، أو رسالة على الشاشة، كل هذه العوامل تعمل على تنبيهنا، أو تشير إلى احتمالية حدوث عطلٍ أو كسرٍ بأحد أجزاء الماكينة.
  • عدم الاهتمام بتعطُّل مروحة الحاسوب التي تعمل على تبريد أجزائه وحمايتها من الحرارة الزائدة يؤدي إلى انطفاء الحاسوب فجأةً، وتعطُّل العمل.

وهناك أنواع مختلفة من الصيانة؛ فمنها: (الوقائية، الدورية، التنبؤية، الذاتية، التصحيحية).

وأخيرًا، تلعب الصيانة دورًا كبيرًا ومُهِمًّا في إطالة عمـر الآلات والمُعدَّات داخل المؤسسات الصناعية، والذي شأنه أن يُقلِّل من تكاليف الإنتاج، والتعرُّض للإصابات.

وكما نُذكِّر أنفسنا وإيَّاكم أن وسائل الحماية تمنع الخطر في البداية، وتقلل الخسائر في النهاية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *