مقالات المجلة

الرهان على الأداء المتميز للفرد لخفض الإصابات القاتلة

ملخص:

يوميًّا يُتوفَّى حوالي (7500 إنسان) في العالم بسبب إصابات وأمراض قاتلة في العمل طبقًا لتقرير منظمة العمل الدولية، ورغم أن أعداد الضحايا في تناقصٍ، والحماية للعاملين تتطور، ولكن السؤال هنا: لماذا تستمر الحوادث القاتلة؟ والسبب وراء ذلك: أنَّ الأفراد يخطئون، ليس بدافعٍ منهم، أو رغبة في الخطأ، إنَّما بسبب تغيير ظروف العمل، ونظرًا لأنَّ الفرد في الشركة هو العامل المشترك في جميع الأنشطة؛ لذا يجب التركيز على العوامل التي تدفعه لارتكاب الأخطاء.

إذًا، ما تفسير ذلك؟ وما الحل؟

يقول الخبراء: إن نظام العمل يركز فقط على أمورٍ مهمةٍ في ظروف محددة، ولكن إذا حدث تركيز على أكثر من عملٍ في نفس الوقت، ويضاف إلى ذلك إذا لم يتمَّ أخذ قسطٍ كافٍ من النوم يفقد العامل التركيز، ويكون ردُّ فعله وانتباهه بطيئًا، أو يحدث نسيان لخطوة مهمة، كما أنَّ طبيعة خَلْق ذاكرة الإنسان تسترجع المعلومات العامة المطلوبة لتجنُّب الأخطار الواضحة فقط أمامنا، لكن الإنسان لا يتذكر جميع الأشياء التي تخصُّ العمل الذي أمامه، وغالبًا ما تحدث الأخطاء عندما يتم الضغط علينا، وتكليفنا بأكثر من عملٍ في نفس الوقت.

والحل يتكوَّن من سبع نقاطٍ حسَب آراء الخبراء:

  • أولًا: يجب ترتيب أولويات الأنشطة من حيث قيمة المخاطر حتى يتم رصد الإمكانيات الكبيرة والوقت والجهد للأعمال ذات مقياس المخاطر المرتفع.
  • ثانيًا: يتم إنشاء خطوات منطقية مرتبة، وتجمع بين النواحي الفنية وأمور السلامة في نفس الوقت مع عدم السماح بالعمل إلَّا وفقًا لها.
  • ثالثًا: تطوير تكنيك منظم ومرتب من أجل التعرف على الأخطار، بدءًا من النظر إلى الرؤية الشاملة لجميع العناصر التي تهدد حياة العاملين، ثم تقليل تأثير الأخطار.
  • رابعًا: تغيير طريقة تفكير الأفراد من الطريقة التي تشبه الإنسان الآلي الذي لا يميز الأمر عند تغيير الظروف إلى الإنسان الذي يتكيَّف مع المتغيرات، ويفكر للنجاة من أخطارها.
  • خامسًا: تدريب المشرفين والملاحظين والمديرين لكي يستوعبوا من أين يبدأ الخطأ البشري لكي يتم التصرف بدرجة تسمح بالسيطرة على الأخطار.
  • سادسًا: تشكيل فريق عمل لمراجعة العمليات الأكثر خطورةً؛ لكي يتأكدوا من تطابق سلامة العمليات مع الكود العالمي لهذه النوعية من الأنشطة.
  • سابعًا: لابد من التركيز على مؤشرات القياس التي تسبق الزمن التي تُسمَّى بـ (الاستباقية)، أو (التفكير المبادر)، أو (السلامة التنبؤية)؛ لأنَّ هذا سوف يمنع الحوادث القاتلة، ولا ينتظر حدوثها.

خاتمة:

إنَّ تحقيق السلامة في مكان العمل من الإصابات القاتلة على مدى مستمر من أكبر التحديات؛ نظرًا لتغيير ظروف العمل، وتغيير التكنولوجيا، وهذا يزيد من معدل الحوادث، ويلزم النجاح في تحقيق السلامة رغم هذه المتغيرات، ولابد من رفع مستوى الفرد إلى الأداء المميز الذي يستطيع فيه أخذ القرار الآمن في كل وقتٍ لتنفيذ أي مهمة يتمُّ طلبها منه، وما زالت الدراسات والأبحاث مستمرة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *