قصة استشارة
«تجارب عملية مشرفة» في صناعة البترول والغاز
د.ك/ عيد محمد
خبير واستشاري السلامة وحماية البيئة.
السيرة الذاتيَّة للخبير:
- حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة (سمارت انتل) البريطانية 2021م في سلامة العمليات ومنع الكوارث، وفي صناعة النفط والغاز.
- حاصل على الماجستير المهني في إدارة السلامة والصحة المهنية.
- حاصل على الدبلومة العليا في العلوم البيئية، جامعة دمياط، 2012م.
- حاصل على بكالوريوس العلوم، شعبة الكيمياء، من جامعة القاهرة 1992م.
- بدأ مسيرته العملية منذ 1993م، بشركة النصر للأسمدة بالسويس، ثم شركة النصر للبترول 1995م، بإدارة العمليات والتكرير، ثم شركة مصر لتصنيع البترول – موبكو، 1998م، في مشروع مجمع التكسير الهيدروجيني بإدارة العمليات، ثم إدارة السلامة لممارسة الأعمال الهندسية، ومراجعة التصميمات والرُّخص العلمية لوحدات المشروع المختلفة، ثمَّ الانتقال إلى شركة دولفين للطاقة – رأس لفان – قطر، 2005م، للعمل بأكبر مشروع لمُعالَجةِ الغاز الطبيعي وضَخِّهِ إلى دولة الإمارات عَبْر خط أنبوب بطول (370 كم)، ثم العودة إلى شركة (موبكو) منذ 2010م، للعمل كمدير للسلامة وحماية البيئة بمجمع البتروكيماويات والأسمدة بدمياط.
تكاملت الخبرات العلمية والعملية بين أقسام المكتب الفني، والعمليات، والتكرير، والتشغيل، والسلامة، وحماية البيئة، والطوارئ، متضمِّنة كل المهارات العلمية والشخصية والقيادية والإدارية المختلفة.
بالإضافة إلى موهبة التدريس والتدريب لجميع مهارات النفط والغاز محليًّا ودوليًّا متعدد اللغات (عربي، إنجليزي، روسي، بعض الإيطالي).
(دراسة حالة) – سرد للمشكلة التي كانت قائمةً بالشركة، وآثارها المتكررة بالموقع).
- حماية آبار الغاز والنفط (البحرية) من خطر الانفجار:
بعد حوادث وكوارث جسيمة في منصَّات إنتاج النفط والغاز البحرية (تحت قاع البحار)؛ مثل: كارثة بايبر ألفا، كارثة خليج المكسيك، كارثة حقل التمساح… إلخ، حيث لم تتمكَّن صمامات الأمان الثابتة أو الهيدروليكية من التصدِّي للارتفاع الكبير والمفاجئ لضغط الغاز، أو الزيت الخارج من البئر؛ ممَّا أدى في الكوارث المذكورة إلى الخروج عن السيطرة، وانفجار المنصَّة، والحريق الضخم، وتسريب كميات كبيرة من الزيت التي تلوث مياه البحار والمحيطات، وحدوث وفيات وإصابات بالغة للعاملين على المنصة أو المحيطين ببيئة العمل.
حيث في التصميم السابق لصمامات العزل والتصريف الهيدروليكية كانت الصمامات تحت سطح المياه في أعماق كبيرة أكثر من (2000 متر)، وتكون جميع مُكوِّنات نظام التشغيل الهيدروليكي (خزان الزيت، مضخة الزيت، صمامات التشغيل، نظام التحكُّم… إلخ) موجودة فوق المنصَّة، مرتبطة بغرفة التحكم والتشغيل.
- تحليل الحوادث، والأسباب الجذرية للمشكلة:
بعد العديد من الدراسات وتحليل الكوارث، تبيَّن أنَّ من أهم وأخطر الأسباب هو فقدان السيطرة على الصمامات الهيدروليكية بسبب تلف أنابيب التوصيل، أو كابلات التحكُّم بين المنصة (فوق سطح البحر، وبين الصمامات الموجودة في أعماق البحر؛ ممَّا أدَّى إلى الارتفاع الكبير في ضغط الآبار وملحقاته (صمامات العزل والتصريف)، وبالتالي انفجار المنصَّة.
- توصيات الاستشاري والتنفيذ، ومتابعة فعالية الإجراءات المتخذة:
من خلال العمل في إحدى الشركات الهندسية المتخصصة (التابعة لشركة إيني الإيطالية)، تمَّ تنفيذ فكرة عمل وحدات تشغيل هيدروليكية غاطسة تعمل تحت سطح المياه بجوار الصمامات، وتتلخَّص في بناء منصات صغيرة غاطسة، وتركيب خزان الزيت ومضخات الزيت، ووحدة التحكُّم في تشغيل النظام الهيدروليكي كاملة، وتثبيتها تحت سطح المياه) على أن يتمَّ التواصل مع منصة التشغيل وغرفة التحكُّم الرئيسة فوق سطح البحر عن طريق أكثر من أسلوب (كابلات ألياف ضوئية فائقة السرعة، شريحة اتصال ذكيَّة متصلة مباشرة بأكثر من نقطة اتصال مثل شبكة الجيل الرابع أو الأقمار الصناعية لتوفير وسيلة تحفيز وتشغيل وحدة التحكُّم الآلي عن بُعْد)، وهو ما وفَّر وسيلة حماية متعدِّدة لبدائل للتصرُّف في حالات الطوارئ المختلفة.
وبعد تنفيذ هذه الفكرة عمليًّا في بعض حقول النفط والغاز في البحر المتوسط، أمكن بمنتهى السهولة والدقَّة غَلْق أو تحويل أو تصريف الضغط الزائد في حالات غلق البئر المفاجئ، والحفاظ على مخزون الآبار، وتفادي الارتفاع الكبير في ضغط شبكة المواسير الناقلة، وحماية المنصَّات من الانفجار.
لقد شرفتُ بالمشاركة وقيادة فريق العمل في 2008م، في إحدى هذه التطبيقات، والنجاح في تنفيذها بحقول البحر المتوسط، ومن ثَمَّ تعميم الفكرة بعد نجاحها الكبير.
- الدروس المستفادة:
- الحرص على تلافي الخطأ البشري أثناء الأعمال الخطرة، وخصوصًا أثناء التعامل مع مُسبِّبات الكوارث والحوادث الجسيمة، والاعتماد أكثر على البدائل الميكانيكية والإلكترونية.
- ضرورة توفير أنظمة صيانة وقائية مخططة لجميع أدوات ووسائل تشغيل المعدات التي تتحكَّم وتُدير الأنظمة التشغيلية عالية الخطورة.
- ضرورة تلافي حالات انقطاع الاتصال بين أنظمة الحماية والوقاية وبين موقع التحكُّم والسيطرة، وخَلْق أكثر من وسيلتين -ثلاثة على الأقل- مع اختبار جميع الوسائل بصفةٍ دوريةٍ.
- ضرورة التنسيق والتكامل بين المنشآت المتجاورة جغرافيًّا بما يَخلق بدائل تأمينيَّة لمواقع العمل المختلفة، وخَلْق قنوات اتصال ساخنة على مدار الساعة.
- ضرورة إجراء التجارب الوهميَّة العملية مع زيادة وتيرة الخطورة وأنماط السيطرة لتدريب جميع المشاركين للتصدِّي للكوارث المختلفة.