مقالات المجلة

5- سلامة الأدلَّة وكفاءة التحقيق في حوادث الحرائق

قراءة علميَّة وتحليليَّة

مقدمة:

تُعدُّ حوادث الحريق من الظواهر المعقَّدة التي تتداخل فيها العوامل الفيزيائية والكيميائية مع الظروف البيئية والإنسانية، وتحقيقُ الدقَّة في تفسير هذه الحوادث يعتمد على فَهْمٍ منهجيٍّ لآليَّات انتقال الحرارة، ورَصْد مُسَبِّبات الاشتعال، وتطبيق إجراءات التحقيق العلمي القائم على تحليل الأدلَّة الماديَّة، وسلوكيَّات النيران، ويُعَالج هذا المقال الأُطُر العلميَّة، والمعايير الفنيَّة المعتمدة في دراسة الحريق وتحقيقاتِهِ، بما يضمن موثوقيَّة النتائج، ومصداقيَّة التَّوصيات.

طرق انتقال الحرارة Methods of Heat transfer:

تُعرَّفُ الحرارة علميًّا بأنها: طاقة أو نشاط غير مُنْتظم لذرَّات المادة، وهي كميَّة الحرارة اللازمة لرفع غرام واحد من الماء النَّقي إلى درجة مئوية واحدة, وأنَّ انتقال الحرارة من جسم إلى آخر، أو من موضعٍ لآخر يحصل عن طريقٍ واحدٍ أو أكثر من الطُّرق الثلاث التَّالية:

  • طريقة التوصيل Conduction :

إذا وضعت أحد طرفَي سِلْكٍ حديدي أو معدنـي في لَهَبٍ، فسرعان ما يتعذَّر عليك إمساك الطرف الآخر منه, وهذا دليلٌ على انتقال الحرارة في الأوساط الماديَّة (السلك المعدني)، إذن: فطريقة التَّوصيل تعرف بانتقال الحرارة في الأوساط الماديَّة دون أن يكون هذا الانتقال مصحوبًا بانتقال جزيئات الوسط التي تسخن أثناء مرور الحرارة فيها, وخَاصيَّةُ التوصيل في المعادن والمواد الأخرى تختلف من مُكوِّنٍ إلى آخر، وتعتمد على صلابة الجزيئات، ونوعها، ودرجة تماسكها.

  • طريقة الحمل Convection:

إنَّ تيَّارات الحمل: هو انتقال الحرارة خلال وسطٍ ماديٍّ، مصحوبًا بانتقال جزيئات ذلك الوسط، مُكوِّنًا ما يُسمَّى بـ (تيارات الحمل), ومثالٌ على هذه الطريقة: هو انتقال الحرارة إلى أرجاء الغرفة كافَّة عَبْر التيارات الصادرة من المدفأة الكهربائية أولًا بأول، وبالتَّدريج يتصاعد الهواء الحارُّ، ويحلُّ محلَّه الهواء البارد ليسخن من جديدٍ، وهكذا إلى أن تنتقل الحرارة إلى جميع أجزاء الغرفة, أو انتقال الحرارة عَبْر المياه المُعرَّضة للنار.

  • طريقة الإشعاع Radiation :

انتقال الحرارة من جسمٍ إلى آخر في الفراغ، أو في وسطٍ ماديٍّ دون أن ترتفع درجة حرارة ذلك الوسط, وخيرُ مثالٍ على ذلك: هو انتقال الحرارة من الشمس إلى الأرض؛ حيث تتمُّ هذه العملية بطريقة الإشعاع؛ لأنَّ بين الشمس والأرض فراغًا خاليًا من كل مادة. ومثالٌ آخر على انتقال الحرارة عن طريق الإشعاع باستخدام العدسات الزجاجيَّة المُقَربة، أو قطع الزجاج.

تصنيف سبب الحريق Fire Cause Classification:|

بمجرَّد أن يقوم مُحقِّق الحريق بمراجعة جميع الحقائق والمعلومات ذات الصِّلة المحيطة بالحريق، سيتمُّ تصنيف سبب الحريق، ومعرفة الأسباب الفعليَّة وراء حدوث الحريق, ويجب أن يكون سبب الحريق قائمًا على وجود الدَّليل المنطقيِّ، وليس غيابه, ويُصنَّف سبب الحريق بشكلٍ عامٍّ على أنه عَرَضيٌّ، أو طبيعيٌّ، أو حريق عمد، أو غير مُحدَّد السبب في حالة تعذُّر معرفة السبب الفعلي، ويمكن أن يكون السبب غير مُحدَّد لأسباب عديدة، وقد يكون بسبب درجة الضَّرر الذي لَحِقَ بالمكان المحترق، أو نقص معلومات الشُّهود، أو في حالة عدم التيقُّن من السَّبب الفعلي، أو نقص في الأدلة المادية.
وقد يتغيَّر تصنيفٌ غير محدد في وقت لاحق إذا تمَّ تطوير معلومات إضافية ذات صلة، ومع ذلك، يجب أن يستند تحديد أيِّ سبب من أسباب الحريق إلى معلومات وحقائق موثوقة في حين أنَّ بعض المُحقِّقين استخدموا تصنيفات أخرى غير مُحبَّذة؛ لأنها لا تَمُتُّ بأيِّ صفة فعلية لسبب الحريق؛ مثل: تصنيف مشبوه، أو تصنيف غير معلوم, وفيما يلي تعريف مُوجَز لتصنيفات الحرائق الأكثر شيوعًا.

  • حادث عرضي(Accidental):

يشمل هذا التصنيف المواقف التي لا تنطوي عمومًا على مشاركة بشريَّة مباشرة؛ مثل: الحرائق الناتجة عن تعطُّل الأجهزة، أو الأسلاك الكهربائية، أو غيرها من الأسباب غير البشريَّة, ومع ذلك يمكن استخدام التصنيف العَرَضي في الحالات التي تشمل المشاركة البشريَّة غير الجنائية، على سبيل المثال: قد يتسبَّب حَرْق مالك المنزل للأوراق عن غير قَصْدٍ في نشوب حريق ثانوي في بعض المفروشات القريبة, في حين أنَّ الحريق الثاني قد يكون ناتجًا عن الإهمال، إلا أنه لا يزال عَرَضيًا بطبيعتِهِ.

  • طبيعي(Natural):

يشمل هذا التصنيف الحرائق التي يتمُّ تحديدها -عادةً- على أنها أفعالٌ من الأحوال الطبيعية المتغيرة والمحدثة (حرائق، وزلازل، وكوارث)، وما يُصَاحبها من اشتعالات؛ مثل: الحرائق المتعلقة بضربات الصَّواعق، والبَرْق، والزلازل، وحرارة الشمس الشديدة، وما إلى ذلك، حيث لا يرتبط أي تدخُّل بشري بتصنيف الحرائق الطبيعيَّة.

  • حريق بشكل متعمد(Deliberate-Incendiary):

هذه الحرائق هي مقصودة ومتعمدة، وتبدأ بالتدخُّل البشري المباشر، وهي ذات طبيعة إجراميَّة، وغالبًا ما تُصنِّفها السلطات القانونية والخاصة بتحقيقات حوادث الحرائق على أنَّها حرائق عمد (حريق مُتَعمَّد).

  • حرائق غير معروفة،أو غير محددة السبب (Undetermined-cause is unknown):

الحرائق التي لَمْ تستند إلى أي سبب فعلي ومنطقي يمكن أن يطلق عليها: حرائق مجهولة المصدر، وغير معلومة السبب الرئيس لاشتعالها.

حرائق أسبابها الكهرباء:

التعرُّف على أسباب حدوث الحرائق مهمَّة شاقَّة لمُحقِّقي حوادث الحرائق, خاصةً عندما تكون بيئة الحوادث خليطًا من الحرائق، والانفجارات، والتماسات، والشرر الكهربائي، والهدم، والفيضان، وتسريبات الغازات؛ ممَّا يُعْطي الموقف وَصْفَ كارثة متعددة الحوادث والمُسبِّبات, وبما أن لكلِّ سبب مؤشرات واضحة دالَّة على حدوث الحريق وسببه, فمؤشرات حدوث الحرائق التي تسبَّبت بها الكهرباء مختلفة جدًّا عن الحرائق التي تسبَّبت بها الانفجارات، أو الحرائق المُفْتَعلة؛ لهذا يبدأ المُحقِّقون في فحص ومعاينة الشبكة الكهربائية، وأماكن الفواصل، وكابينات الفُيُوزات للتعرُّف على وضعيَّتها، ومن خلال الفحص والمعاينة لشبكة النظام الكهربائي وملحقاته سيتبيَّن وجود مؤشرات وظواهر تدلُّ على حدوث الحريق بسبب الكهرباء أو بسبب آخر .

  • عدم وجود مسرعات الاشتعال في أماكن الحرائق،وعدم وجود أي أجهزة إلكترونية أو كهربائية، متنقلة أو حرارية، استخدمت في إشعال الحريق.
  • وجود نِقَاطٍلحدوث القوس الكهربائي، وآثار انصهار للسِّلك النُّحاسي نتيجة تلف الغلاف العازل.
  • الْتوَاء أسلاك الكهرباء بشكل عشوائي،وغير مُنظَّم، مع التصاق أكثر من سِلْكٍ كهربائي مع بعض.
  • آثار الانصهار تظهر عند نقطة التماس غنيَّة بالأكسجين،وتغيير لون النُّحاس، وتحوُّله إلى ثاني أكسيد النُّحاس, أمَّا إذا كان التماس الكهربائي بفِعْلِ الحريق (أي: حدوث التماس بعد الحريق)، فلا يعثر على ثانـي أكسيد النُّحاس.
  • الْتِصَاق العازل بالمعدن بقوة،ومن الصعب إزالته، وظهور تكوُّرات الحبَّات النُّحاسية متفرقةً.
  • وجود تَفحُّمات وآثار شررٍعلى قابسات ومفاتيح الكهرباء، وهي في منطقة بداية منطقة الحريق.

تعريف التحقيقات:

مجموعة من الإجراءات التي يَقُومُ بها مُحقِّق حوادث الحرائق والانفجارات لضَبْط وتوثيق الحوادث، وحصر الخَسَائر البشرية والمادية الناتجة عنها، والتعرُّف على المتضرِّرين، وتحديد سبب وقوع الحادث، مُسْتعينًا بمَنْ يلزم من ذوي الاختصاص (أعوان المحقِّق)؛ لكشف حقيقة الحادث، ومُلَابسات واكتشاف أي أخطاء، أو مخالفات لأنظمة السلامة، والخروج بالتوصيات والدروس المستفادة لمَنْع تكرار وقوع حوادث مماثلة مستقبليَّة.

مسؤوليات فريق التحقيقات:

أثناء تشكيل لجان التحقيق، أو فريق التحقيق، وعند اشتراك مُحقِّق الحوادث في أيِّ نوع من تحقيقات الحرائق والانفجارات، أو غيرها, سيتمُّ توزيع المسؤوليات من قِبَلِ رئيس فريق التحقيق، أو قائد التحقيقات, وبالطبع سيكون لدى قائد فريق التحقيق خلفيَّات مُسْبقَة عن كل مُحَقِّق، وبالتالي سيُعْطي كلَّ محقِّق مسؤوليات محددة مكملة لأهداف التحقيق، وهذا من خلال ما يتناسب، وخبرة كلِّ محقق واختصاصه, عمومًا: تشمل مسؤوليات مُحقِّقي مواقع الحرائق التالي:

  • استيعاب وفَهْم الأدوار والمسؤوليات لكلِّ عضو في فريق التحقيق، وما يجب أن يقوم به من مهام.
  • التعرُّف على جميع أنواع الأدلَّة التي قد تكون ظاهرةً في مكان الحريق، وبحثًا عن الأدلة المخفيَّة.
  • فَهْم مسرح حادث الحريق بجميع تفاصيلِهِ, ومعرفة إجراءات إيجاد الأدلَّة المادية، والمحافظة عليها لإيصالِهِ إلى المختبرات لفَحْصها، وضمان سلامتها, ومعرفة متطلَّبات الحماية والوقاية الشخصية، وإجراءات السلامة.
  • المحافظة على سرية التحقيقات، وعدم الخوض في النِّقاش، أو تداول الآراء خارج نطاق التحقيقات.
  • العمل ضمن سياسة فريق التحقيقات، ومنهجيات التحقيق العلمية، والمعمول بها، والمتضمِّنة الأدلَّة التوجيهية والإرشادية الخاصة بحوادث الحرائق والانفجارات.
  • توثيق مراحل التحقيق، وضمان أَمْن وحِفْظِ جميع الوثائق والمُدوَّنات بشكل إلكترونـي وورقي، وبعدَّة نُسَخ، بما في ذلك النصوص، والصور، والمناقشات، والتقارير، والبيانات الخاصة بالفحوصات، والنتائج المعمليَّة.
  • العمل ضمن آليَّات مدروسة مُنْبثقَة من استراتيجيات وخطط التحقيق, مع تَدْوين جميع الإجراءات.
  • التأكُّد من أنَّ الأساليب المُتَّبعة في التحقيق في أماكن حوادث الحرائق والانفجارات مَقْبولة من قِبَلِ مجتمع التحقيق في الحرائق|، وبما يتناسب مع المنهجيَّات العلمية المُتَّبعة، والمعمول بها, حيث إنَّ جميع وثائق التحقيق قابلة للنقاش والفحص والمراجعة من قِبَلِ خُبَراء التحقيقات في حالة وجود مُسْتجدَّات، أو اختلافات، وأي تباينات لا تنطبق مع المخرجات النهائيَّة.
  • ممارسة كلِّالمهارات المهنية، والقدرات العملية لإيجاد بيئة عمل آمنة، والمحافظة عليها لمَنْع المخاطر والإصابات، والالتزام بتعليمات السَّلامة والصحَّة المهنية.
  • عَرْض بيانات النتائج والأدلَّة الإثباتية والمواد الجنائيَّة بطريقة منطقية،ومتوازنة، وشفافة، وواضحة، تقتصر على الآراء القائمة على المنهجيَّة العلميَّة الحديثة|، والمهارات الشخصيَّة، والخبرة المهنية|، والمعرفة التخصصية.
  • التأكُّد من أنَّتحقيقات كلِّ مُحقِّقٍ مختص لا تُؤثِّر سلبًا على مُتَطلَّبات المختصِّين الآخرين في مواقع الحوادث, بل تتماشَى مع الاختصاصات الأخرى لتقوية الجهود والفرص، ولاستعادة جميع الأدلَّة المتاحة في مكان الحادث؛ ممَّا يُسهِّل اكتشاف الحقائق والمُسَبِّبات.
  • عدم التـردُّد في الإبلاغ عن أيِّ اختلالٍ لأيِّ اختصاصٍ، أو أي اختلافات في ممارسات التَّحقيق في مواقع الحرائق والحوادث، وغير المقبولة، وعدم القبول بأي تبرير أو أخطاء؛ لِمَا له من سلبيَّات على الاستنتاجات والتقارير النهائيَّة.
  • التحرِّي في أدلة الشهود ذات الصِّلة،وتسجيل أقوالهم حرفيًّا دون مبالغة،| أو إبداء آراء شخصية إضافية.
  • الإحاطة والاهتمام بالمحافظة على الآثار المادية،والأدلة بأنواعها، وعدم تلفها؛ لأنه في حال تلف أيِّ دليلٍ لا يمكن الضمانة باسترجاعه على ما وُجِدَ عليه؛ لأنَّ فرص إعادتِهِ غير متاحة، فالدليلُ التالف مُغَايرٌ للدليل الأصليِّ.
  • الاحتفاظ بنُسَخٍ من جميع أعمال وتحقيقات كلِّ مُحقِّق, بسجلَّات كاملة، ومحدثة، وواضحة، ودقيقة لنتائج الفحوصات والمُخْتَبرات التي تمَّ إجراؤها (صور التحقيق لأماكن الحادث، وخطة التحقيق مُوضَّحة بالخطوات وبالتفصيل, ومُخطَّطات الأسلاك والدَّوائر الكهربائية, واستراتيجية المُعَاينة والفحص لموقع حادث الحريق، والأماكن التي تمَّ فيها تنفيذ المهام، والفحوصات، والتجارب).
  • الاحتفاظ بجميع وثائق التَّحقيق في مكانٍمناسبٍ وآمنٍ، وحسَب تعليمات قائد التَّحقيق، والكشف عنها بالكامل في الوقت المناسب، وعند الطَّلب وَفْقًا لالتزامات الإفصاح المُتَوافقة مع قواعد الإجراءات الجنائيَّة، أو قواعد الاختصاص القضائي الأخرى المعمول بها، وتسليمها إلى الجِهَةِ المختصَّة للإعلان عن نتائجها.
  • تمكين لجان المراجعة (مراجعة النُّظراء) بالوثائق المطلوبة،والفحص الدَّقيق للبيانات والتقارير.
  • الفَهْم الكامل للمعايير الأخلاقيَّة المطلوبة،والتوقُّعات والالتزامات للمُثُول كشاهدٍ خبيرٍ أمام المحاكم أو الجهات الرسمية .
  • فَهْم التزامات عدم إفشاء المعلومات, وعَرْض الأدلة بطريقةٍعادلةٍ، وغير مُنْحَازةٍ، وحياديَّة، بأمانةٍ ونزاهةٍ وموضوعيةٍ مهنيةٍ بحتةٍ، وإظهار الحقيقة واضحة.
  • اتِّخاذ جميع الخطوات المنطقيَّة والصحيحة للحفاظ على الكفاءة المهنيَّة،وتطوير أدائها من خلال إظهار المُشَاركة، والتعاون مع أعضاء فريق التحقيق كافَّة.

 إجراءات التحقيق الأوليَّة: 

يتعيَّن على ضابط التحقيق القيام ببعض الإجراءات المهمَّة في مراحل التحقيق الأولى لتُعِينَهُ على توجيه مَسَار التحقيق في الاتجاه الصحيح، ولتلافـي ضياع بعض المعلومات والأدلَّة التي يُمْكنه جَمْعها في هذه المرحلة بسهولةٍ، وقد يَصْعُبُ أو يستحيل جَمْعها بعد هذه المرحلة.

(1) الانتقال السَّريع لمَوْقع الحادث، وتَدْوين جميع المعلومات والملاحظات بمُفكِّرة المُحقِّق بتسلسلٍ زمنيٍّ، وعدم الاعتماد على الذاكرة .

(2) تدوين البلاغ مُتَضمِّنًا جميع عناصره الأساسيَّة (اسم المُبلِّغ، وعنوانه، نوع الحادث وموقعه، الخسائر البشريَّة، والأضرار الماديَّة المبدئيَّة، واستخدام الموقع ومحتوياته، ووقت وتاريخ وقوع الحادث).

(3) تَدْوين الملاحظات فَوْر الوصول؛ مثل: الوقت، الأحوال الجويَّة، نظام الإضاءة، ووصف الوضع.

(4) عدم إقحام نفسه في أعمال المكافحة، ويُسْتَثْنى من ذلك: إسعاف المصابين إذا لم يكن هنالك مَنْ يقوم بذلك، والتنسيق مع ضابط المكافحة للتأكيد على المحافظة على الآثار في موقع الحادث حسَب التعليمات المُحدَّدة, والتعرُّف على الشهود، وأَخْذ إفادتهم المبدئيَّة، وأسمائهم وعناوينهم .

(5) التعرُّف على الجهات المشاركة في مواجهة الحادث، ودور كلٍّ منها، والعمل الذي قامت به، وسَيْر العمليَّات، ومعرفة عدد وهُويَّات الضحايا، ومَنْ لهم الإسعافات الأوليَّة، ومَنْ قام بنَقْلهم إلى المستشفى.

(6) إجراء فحصٍ خارجيٍّ شاملٍ، يليه فحصٌ داخليٌّ شاملٌ للموقع، وتدوين الملاحظات التي تُلْفت الانتباه، واستدعاء المُخْتصِّين الذين يتطلَّب الموقف تَواجُدُهم .

(7) معرفة الأسلوب الذي تمَّت به مكافحة الحريق، وجميع الأعمال التي تمَّت من قِبَلِ رجال الإطفاء. .

(8) تصوير الموقع، وسَيْر العمليات، وحدود امتداد الضَّرر، وصولًا إلى الأجزاء التي لا زالت سليمةً.

(9) اتِّخاذ الإجراءات اللازمة لمَنْع الاقتراب أو الدخول إلى موقع الحادث من غير المَعْنيِّين، والمصرَّح لهم.

(10) اتِّخاذ الإجراءات اللَّازمة لرفع وتحريز الآثار التي يُخْشى تلفها، أو ضياعها.

(11) أثناء القيام بإجراءات التَّحقيق الأوليَّة يجب على ضابط التحقيق مُرَاعاة سلامته، وسلامة العاملين معه من المخاطر المحتملة بموقع الحادث بتطبيق إجراءات السلامة .

(12) تزويد أعضاء فريق التحقيق بالمعلومات المتوفِّرة أولًا بأوَّل وتشاركها .

(13) لا يجب أداء هذه الأعمال وَفْقًا لهذا التسلسل، وإنَّما على المُحقِّق أن يأخذ بمبدأ تقديم الأهمِّ على المهم مُرَاعيًا عدم السَّماح -ما أمكن- بضياع أيِّ مصدرٍ للمعلومات التي تُعِينُهُ في الوصول إلى النتائج الصحيحة.

الخاتمة:

تُمثِّل تحقيقات حوادث الحرائق ركيزةً أساسيةً في منظومة السلامة؛ إذ تكشف عن أسباب الحوادث، وتُسْهم في تعزيز الوقاية، ويتطلَّب ذلك فَهْمًا دقيقًا لانتقال الحرارة، ومؤشرات الاشتعال، وقراءة علميَّة لمسرح الحريق.. إنَّ سلامة الأدلَّة، وكفاءة التحقيق تَضْمنان العدالة، وتمنعان تكرار الأخطاء؛ ممَّا يفرض الالتزام بالمعايير المهنية، وأدق التفاصيل التي قد تحسم مسار الحقيقة.

موضوعات ذات صلة

3 تعليقات على “5- سلامة الأدلَّة وكفاءة التحقيق في حوادث الحرائق

  1. يقول website create:

    There is definately a lot to find out about this subject. I like all the points you made

  2. Great information shared.. really enjoyed reading this post thank you author for sharing this post .. appreciated

  3. يقول bitsterz:

    I like the efforts you have put in this, regards for all the great content.

اترك رداً على bitsterz إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *