استراتيجية متكاملة لاكتشاف الأسباب، والحفاظ على الأدلة
مقدمة:
تُعدُّ السلامة ركيزةً أساسية في منظومة الاستجابة للطوارئ، ويأتي التحقيق في الحوادث -ولا سيَّما حوادث الحريق- كأحد أعمدتها الحيوية، فكلُّ حريق يُعدُّ رسالة مشفَّرة لا بدَّ من فكِّ رموزها بدقة ومهنية؛ إذ إنَّ نجاح التحقيق لا يُسْهم فقط في معرفة أسباب الحادث، بل يُشكِّل خطوةً استباقية تمنع تكراره، وتحمي الأرواح والممتلكات.
ومن هنا، تَبْرز أهمية اتِّباع استراتيجيَّة تحقيق منظمة تنطلق من قواعد علمية وميدانية راسخة، تضمن الوصول إلى الحقائق دون الإضرار بالأدلة، أو التأثير على سَيْر العدالة. إنَّ تطبيق استراتيجية واضحة ومنظمة في التحقيق لا يحفظ فقط الحقيقة، بل يُرسِّخ ثقافة السلامة، ويمنع تكرار الكارثة.

استراتيجية التحقيق
يتمُّ وَضْع خطة تحقيق فور التكليف بالتحقيقات، ومباشرة إجراءاتها, وكلما كانت استراتيجية التحقيق منظمةً ومُرتَّبةً بموجب أدلة التحقيق التوجيهية والإرشادية, كان لها أثر إيجابي في اكتشاف الحقائق، وفي أوقات قياسية دون إهدارٍ للموارد والوقت؛ لهذا يجب أن يكون فريق التحقيق على دراية بجميع الظروف المعروفة المتعلِّقة بالحريق قبل أن يباشروا أعمالهم، وقبل الدخول إلى المكان المحترق، أو مكان الحادث, ويتمُّ طلب هذه المعلومات من المستجيب (المستجيبين) الأوائل، ورجال الإطفاء، وعمال الإنقاذ، وكل مَنْ شارك وشاهد بداية الحريق، وكيفيَّة حدوثه، والبَدْءُ بالمعلومات غير الكافية يؤدِّي إلى نتائج سيِّئة، وتدمير عَرَضي للأدلَّة، وفَهْم خاطئ لبعض التصوُّرات، والَّتي سرعان ما تتَّضح حقائقها, ومن المُسْتحسن والمفيد حضور أكثر من اثنين من المُحقِّقين على الأقل في موقع الحريق، وربما أكثر، وحسب رقعة نشاط المنطقة المتضرِّرة، وأهمية موقع الحادث، حتى يتمكَّنوا من دعم بعضهم البعض، ومَنْع البعض من اتِّباع نهجٍ شخصي، أو أسلوب خاطئ.
النقاط الأساسية المطلوب استنتاجها واكتشافها أثناء التحقيق في موقع الحريق:
- تحديد منشأ وبؤرة الحريق – أين؟
- تحديد سبب الحريق ونوعه – ماذا كان سببه؟ وهل هو حريق عَرَضي أو متعمَّد؟
- معرفة تطور الحريق، وتسلسل حدوثه –كيف؟ ومتى؟
إجراءات مسئول فريق مكافحة الحرائق لحين وصول فريق التحقيق:
من صفات رجال الإطفاء: قوة الملاحظة الشديدة, فعند ظهور ضحايا أو انفجارات مصاحبة لحادث الحريق، على مسئول رجال الإطفاء اتِّخاذ إجراءات لحين وصول الجهات المختصَّة بالتحقيق:
1) البقاء على تواصل مستمر عَبْر أجهزة الاتصال مع الإطفاء والإنقاذ، أو الجهة المُرْسلين منها.
2) عدم لَمْس، أو تحريك، أو تغيير أي شيء من موضعه مهما ظهر أنَّه دون فائدة، أو ليس له قيمة.
3) مَنْع أي شخص من الدخول إلى مكان الحريق, وكتابة أسماء الشهود، أو كل مَنْ شارك في الإطفاء.
4) استدعاء الإنقاذ الطبي لإسعاف المصابين، وهذا من أوليَّات العمل للحفاظ على سلامة المصابين وإنقاذهم دون تدهور أوضاعهم الصحية، وإنقاذ المحاصرين بأولويَّة قصوى.
5) إثبات وكتابة بعض الأحاديث المهمَّة التي يتناقلها الشهود والحاضرون، وتصوير الحادث، وعمل مُخطَّط.
7) أن يحسن التصرُّف مع الجمهور، وتسليم المُشْتبه بهم إلى الأمن إنْ ثبت تواجدهم في مكان الحريق.
8) ألَّا يبدي أي رأي مبدئي حول الحادث دون أدلَّة, بل يقوم بتسجيل النِّقاط التي يسمعها، ويُسجِّلها في مذكرة يُقدِّمها للمحقق عند وصوله, مع التنسيق والتواصل مع مقرِّ عمله، والجهات الرسمية ذات الصلة.
9) أن يُقدِّم تقريرًا كتابيًّا للمحقق المسئول بالخطوات التي قام بها منذ وصوله مكان الحريق.
التفتيش والفحص الأوَّلي
لتشكيل صورة واضحة حول كيفيَّة اندلاع الحريق، يجب إلقاء نظرة عامَّة على منطقة الحادث ليعطينا الفحص الأوَّلي فكرةً تقريبيَّة عن مكان بدء الحريق, مع التأكيد بأن الانطباع الأول يعتبر أوليًّا فقط، ويُعْمَل به كأساس مبدئي لتحديد مكان إجراء الفحص والمُعَاينة الأولى, ويمكن إضافة أو تعديل أماكن بدء الحريق بمُعْطيات أو مُسْتجدَّات تمَّ اكتشافها لاحقًا, لكي يتمَّ تحديد المكان الذي بدأ فيه الحريق بالفعل في هذه المرحلة من التحقيق على أساس المعلومات المأخوذة من مرحلة إطفاء الحرائق، بالإضافة إلى شهادات الشهود، وملاحظات رجال الإطفاء، ورأي فريق التحقيق الأوَّلي.
ويجب الاعتماد على فكرة منطقية ومقبولة لمواصلة التحقيق بموجبها إلى أن يظهر العكس من خلال تقدُّم مراحل التحقيق، واكتشاف ما هو أعمق, وقد يكون من الأسهل أن ترى كيف انتشر الحريق، وكيف وأين اختَرق السقف من نقطة أعلى, وكيف تبدو آثار الحريق وتأثيراتها على الموجودات، ومحيط مكان الحريق.
ويمكن الحصول على نقاط رؤية أكثر وضوحًا، ولها أفضليَّة في التقييم والمُعَاينة باستخدام كاميرا الطائرة بدون طيار، أو عَبْر الرافعات، أو الأماكن المرتفعة المجاورة، ويبدأ الفحص من الخارج، وبالتحديد من المناطق المجاورة والبعيدة نوعًا ما عن مكان الحريق، والبدء في ملاحظة مُخلَّفات وأنقاض الحريق المبعثرة، وإلى أي مدى وصلت إليه, وهذا مفيدٌ في تقييم قوة الحريق، وما اندفع عنه خارجًا, والبدء من الطرقات المؤدِّية إلى مكان الحريق، والمباني المجاورة، ومناطق التضرُّر للبحث عن أدلة وآثار مادية بفحص صناديق القمامة المجاورة، وما بين الأشجار، أو خلف المباني، وما يمكن إيجاده من مُخلَّفات وآثار للحريق, أو مسرعات الاشتعال, أو أشياء مثيرة للاهتمام؛ مثل: عُلَب البنـزين، وأجزاء الزجاج المحطَّم بالقرب من مكان السكن، أو المبنى المحترق, أو ملابس وأدوات محترقة تمَّ التخلُّص منها, أو بصمات الأحذية، أو علامات الإطارات بالقرب من مكان الحريق على ألَّا تكون لرجال الإطفاء وعرباتهم (إذا كانت لهم مثل هذه العلامات يتمُّ استبعادها بعد التأكُّد).
تعليمات الفحص والمُعَاينة
على مُحقِّق حوادث الحرائق اتِّخاذ عدة إجراءات أثناء عمليه الفحص والمُعَاينة لأماكن الحرائق؛ سواء الفحص الخارجي للمبنى، أو فحص موقع الحريق داخليًّا باتِّخاذ التالي:
- ارتداء ملابس واقية كاملة قبل إجراء عمليَّة الفحص والمعاينة.
- تقييمالأضرار الناتجة من الحريق، ومدى ظهورها في المبنى من الخارج.
- فحص جميع الأبواب والمداخل والنوافذ وفتحات التهوية، وكل مصدر يؤدِّي إلى مدخل مكان الحريق.
- تحديد المنطقة الخارجية الأكثر ضررًا، وعند الفحص الداخلي عمل مقارنة بالأضرار في نفس الاتجاه.
- تحديد نقاط توقُّف حدود الحريق، وعدم انتشاره من جميع أماكن موقع الحريق.
- فحص أي وعاء، أو عبوات، أو أجزاء غريبة قد تُلاحَظ على الأرض، أو حول المبنى.
- عمل تقييم للمخاطر، ومدى تضرُّر المبنى قبل الدخول إليه من خلال فحص أرضيات وجدران ودرج وأسقف وهياكل المبنى، ومتانتها، أو قد تكون على وشك الانهيار, وإذا تطلَّب الأمر وَضْع أعمدة دعم مؤقتة، أو جلب مُعدَّات ثقيلة لرفع واستكشاف أنقاض المبنى المنهار.
- محاولة تصوُّر ما حدث أثناء الحريق بملاحظة مسارات انتشار النار، وهل يبدو طبيعيًّا في جميع الاتجاهات، والاستفسار عن حالة الرياح واتجاهها حين الاشتعال.
- حالة الأثاث ونوعيَّته، وكذا المُعدَّات ومحتويات المكان، والأجهزة، ومدى تناسبها مع نوع السكن.
- ملاحظة الدلائل في نَقْل معدَّات شخصية تمَّ نقلها ربما قبل الحريق، أو استبدلت أخرى بها، وهذا يتمُّ من خلال عدم التناسق بين المحتويات والأثاث، ومقتنيات مكان الحادث.
- توثيق مواقع بداية الحريق غير الطبيعيَّة، والتي لا تطابق عفوية الحريق، وكيفيَّة حدوثه؛ مثل: الحرائق المتباعدة والمتفرِّقة، والَّتي لا تربطها أي وسائل قابلة للاشتعال، ولا يوجد بجانبها مواد أو وسائل قابلة للاشتعال أو الحرائق بالقرب من أيِّ وثائق، أو بجانب بعض المُقْتنيات أو الملفَّات, مع ملاحظة المحتويات المجاورة لهذه المواقع، وقابليَّتها للاشتعال.
- حجم الحريق، وطريقة نَقْل الحرارة، وانتشار النار، وتناسبها علميًّا مع نوع الإنشاءات ومحتوياته.
- تقدير المُحقِّق لزمن الاشتعال، ومدته، ومدى تلائمه مع ظواهر الاشتعال، ونوعية المادَّة المحترقة.
- ملاحظة الثُّقوب في الأسقف والجدران،وهل هي بسبب الحريق أو بسبب آثار انفجارات.
- آثار الحرائق على الجدران والأرضيات، وهل حدثت بفعل الحريق، أو تدل على استخدام مواد سريعة الاشتعال.
- ملاحظة وجود أنماط ونماذج الحريق على الموجودات وتفسيراتها، وكيفية حدوثها نتيجةً للحريق، أو نتيجة المسرعات.
المُعَاينة من خارج المبنى
- البحث عن أدلَّة في الجوار، وفحص أجزاء المبنى الخارجية، وواجهته التي تضرَّرت أكثر من جرَّاء الحريق.
- معاينة الجدار الخارجي، وسقف المبنى، أو أعلى المكان المحترق، وفوق النوافذ والأبواب من الخارج.
- هل بعض الأجزاء مُغطَّاة بالسخام وآثار الدخان، أو الاحتراق, وفحص المحترقات من الخارج لمعرفة درجات الحرارة العالية، وقوة الحريق وكثافته.
- ما الأماكن التي تعلوها أنماط V أو غيرها من نماذج الحريق, وغالبًا يكون الضرر الناتج عن الحريق أو نمط السخام فوق النافذة شكل V ينتشر للأعلى من النافذة أو الشُّرفة.
- معرفة تأثيرات الرِّياح، أو أعمال رجال الإطفاء على العلامات الَّتي خلفها الحريق.
- أثناء إجراءات المُعَاينة من الخارج يجب على المُحقِّق توثيق المُعَاينة كتابيًّا، وتصوير فوتوغرافـي لجميع نواحي أماكن الفحص والمُعَاينة قبل الانتقال إلى داخل المبنى.
- مقارنة الأضرار الخارجيَّة، ونسبة الأضرار أثناء المعاينة من الداخل، والاستنتاج: هل بدأ الحريق من الداخل إلى الخارج، أو العكس.
- معاينة وفحص جميع فتحات التهوية، ومنافذ المبنى وحالتها.
المعاينة الداخلية (من داخل المبنى)
- مُعَاينة جميع مرافق المبنى دون استثناء، وبطريقة منتظمة، ودون تفويت أي جزءٍ, من أجل العثور على أدلَّة مادية، وجمعها، وهل توجد أي علامات على نُشُوب حريق في أماكن أخرى غير القريبة من نقطة المنشأ.
- نوع الضرر بالجدران والسُّقوف والأرضية لمعرفة حجم الدمار، وما خلَّفه الحريق.
- البحث عن مواد مجهولة، أو مسرعات للاشتعال، والنظر في الجزء الأكثر تضررًا لتحديد بؤرة الحريق.
- حالة محتويات المكان المحترق وتضرُّرها.
- كيفية انتشار النار وتوسُّعها (من- إلى) لتحديد سبب الحريق واتِّجاهه.
الحفريات ورفع الأنقاض
من أجل تحديد مكان نقطة بدء الحريق، يحتاج فريقُ التحقيقات إلى حفر مناطق محددة، وإزالة الحطام المتساقط، والعناصر الأخرى؛ للكشف عمَّا كان موجودًا في الأصل, وإزالة الطبقات بطريقة منهجية، وبعناية فائقة؛ بحثًا عن الأدلة ومُسْرعات الاشتعال، وأجزاء الآلات، والأجهزة المتسبِّبة في إنتاج الحرارة والشرر، مع توثيق إجراءات البحث والمعاينة بالصور والرُّسومات، وتسجيلات الفيديو.
اعتماد إحدى الطرق أثناء التنقيب والحفر، وإزالة الأنقاض بحثًا عن الأدلَّة المادية، وفحص مُكوِّنات بقايا الحريق لمعرفة السَّبب, وبحسَب حجم الحريق سيتمُّ تحديد الاختيار لمنهجيَّة البحث, وبشكلٍ عامٍّ نقوم بإزالة الطبقات عن طريق إحدى الخطوات التالية:
- من المعلوم إلى المجهول.
- من الأعلى إلى الأسفل.
- من الأكثر تدميرًا إلى الأقل ضررًا.
- من الأقل ضررًا إلى الأكثر تدميرًا.
وبإمكان مُحقِّق حوادث الحرائق اختيار أي طريقة مناسبة لوضعيَّة حالة مكان الحريق وطبيعته, والمهمُّ عدمُ تفويت أي جزءٍ, أمَّا في حالات الاشتباه فيمكن أن يُعَاد فحص الحُطَام المفحوص والمنفصل من قِبَلِ مُحقِّقين آخرين
ملاحظة:
يجب أن يكون أسلوب الحفر والبحث في الحُطَام مدروسًا ومُرتَّـبًا (أولًا بأول)، طريق مسار الدخول إلى منطقة الحريق متفق عليه من قِبَلِ جميع المحققين، وهو المسار الثابت للدخول إلى منطقة التحقيق، والخروج منها, أو عمل مدخل، وفي المقابل مخرج، وبما يتناسب وموقع الحريق وحجمه, وألَّا يتمَّ تحريك أي شيء أو نقله من الموجودات من مكانٍ إلى مكانٍ آخر إلَّا بعلم المُحقِّقين وللضرورة، وبعد التصوير والفحص والمعاينة، وتحديد المكان المنقول منه.
كيفية التعامل مع العيِّنات في مسرح الحادث
- تحديد وجَمْع العيِّنات:هذه الخطوة من أهمِّ الخطوات عند التعامل مع الأثر المادي, فتحديد وجَمْع الآثار المادية في وقت قياسي بطريقة علمية من أماكن مختارة بدقَّة وعناية يساعد على التوصل إلى نتائج جيِّدة ومرجوَّة عن طبيعة العيِّنات المأخوذة، ونوعيَّة المواد المسرعة التي استخدمت في عملية إشعال الحريق، أو التفجير, مع الحرص والمحافظة على سلامة العيِّنات من التلف أو التلوث أثناء عملية تحديد وجَمْع العيِّنات.
- تغليف وتحريز العيِّنات:بعد تحديد أماكن العيِّنات وتجهيزها يتمُّ تحريزها وحفظها، وحسَب طبيعة كل أثر, فعيِّنات حوادث الحرائق والمتفجِّرات تُحرَّز في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق، أو في عُلَب وعبوات معدنية, ويجب رَفْع كل عيِّنة على حدة بشكل منفصل, ويتمُّ تحريز العيِّنات بعدَّة طرق، وحسَب نوعيَّة الحوادث.
- حِفْظ العيِّنات:يجب المحافظة على الآثار المادية المرفوعة من مسارح الحوادث بطريقة تضمن عدم تلوثها أو تلفها نتيجة لتعرُّضها لعوامل جويَّة، أو ظروف خارجية قد تؤثر وتُغيِّر من نتيجة الأثر المرفوع, وخاصةً المواد التي تمتاز بخواص كيميائيَّة (تطاير، وتبخُّر أو تفاعل)، وتُحْفظ العيِّنات في درجة حرارة اعتيادية أو باردة نسبيًّا, وتُرقم العيِّنات برموز أو كتابات تدلُّ على نوعيتها، ومكان تواجدها في مسرح الحادث.
- نَقْل العينات:نقل عيِّنات الآثار المادية، ومُخلَّفات موقع الحادث من أماكن الحوادث إلى معامل التحليل بوسيلة نَقْل ملائمة ومناسبة من حيث درجة الحرارة، وسلامة وسيلة النقل بأمان، وطريقة وَضْع العيِّنات المنقولة بما يضمن وصولها بحالة جيدة دون تلفٍ أو ضررٍ.
- تسليم العيِّنات:لكي يتمَّ تحليل العيِّنات في المختبر الكيميائي أو المعمل الجنائي لابد من توفُّر وثائق (أوراق وبيانات، ومعلومات كاملة مُرْفقة مع العيِّنات) أثناء تسليمها إلى المختبر بغرض فحصها، وتبيان مُكوِّناتها وخصائصها.
خاتمة:
إنَّ التحقيق الفعَّال في حوادث الحريق لا يهدف فقط إلى تحديد السبب، بل يُسْهم في بناء بيئة أكثر أمانًا، فكلُّ إجراء مدروس، وكلُّ دليل محفوظ، يُعدُّ خطوةً نحو تحسين نُظُم الوقاية، وتعزيز جاهزيَّة الاستجابة، وترسيخ السلامة كمبدأٍ لا يُسَاوم عليه، ومن كلِّ تحقيق ناجح، تُولَد فرصة لحماية الأرواح، ومنع الخطر قبل وقوعه.