مقدمة:
كما ذكرنا في المقالين السابقين المتطلبات الخاصة بالسلامة ومتطلبات السلامة البيئيَّة، وأهميَّتها للسوق الأوروبي والأمريكي، سنتحدَّث في هذه المقالة عن المتطلبات الخاصة بالحفاظ على الطاقة، والتي يَسْعى العملاء لتقييم الشركات من خلالها، والتي لا تقلُّ أهميةً عن أيِّ متطلبات أخرى.
ويسعى العالَم في الفترة الحالية إلى الحدِّ من استهلاك الطاقة، واستخدام الطاقات المتجدِّدة؛ لِمَا له من تأثير إيجابي على صحة الإنسان، والحياة على كوكب الأرض؛ لأنَّ الإفراط في استخدام الطاقة يضرُّ بصحة وحياة وبقاء الإنسان على كوكب الأرض، ولأنَّ معظم الطاقة في العالَم تُولَّد من حَرْق الوقود الأحفوري؛ ممَّا ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون، وهو من الغازات التي تُسبِّب احتباس درجات الحرارة في الغلاف الجوي؛ ممَّا يُؤثِّر على تغيير المناخ، وذَوَبان الجليد، وكلُّ ذلك يُؤثِّر على البيئة وصحة الإنسان.
وأصبح وجودُ الطاقة المتجدِّدة ضرورةً مُلحَّةً عالميًّا للبدء في استخدامها، واستبدال الطاقات غير المتجددة، وهذا لِمَا لها من أثرٍ كبيرٍ على تحسين صحة الإنسان من خلال تحسين البيئة؛ لأنَّ الطاقات المتجددة خالية من النُّفايات، وتحُدُّ من الانبعاثات الغازية والحرارية، وتُسْهم في خفض عدد وشدَّة الكوارث الطبيعية؛ مثل: (الزلازل، والسيول، وذوبان الجليد).
لذا، يَسْعى العملاء للتعامل مع الشركات التي لديها نظامٌ لإدارة الطاقة؛ سواء للحدِّ من استخدام الطاقة، أو السَّعي لاستبدال الطاقات المتجددة بها؛ لأنَّ ذلك يعكس مدى اهتمام الشركة بالحفاظ على صحة مُوظَّفيها، وأنَّ لديها مسئولية مجتمعيَّة تجاه البيئة، وقدرتها على إدارة مواردها بشكلٍ كفءٍ.
1 – وجود نظام لإدارة الطاقة .
2 – تطبيق الشركة لنظام إدارة الطاقة ، ووجود سياسات وإجراءات وأهداف واضحة لإدارة الطاقة، والعمل على تطبيق السِّياسات، ونشرها، وتدريب جميع العاملين بالمنشأة، وأيضًا توضيح إجراءات العمل، ومتابعة ومراقبة تنفيذها لتحقيق الأهداف التي تعمل على تحسين نظام استخدام الطاقة، وحماية العاملين والمنشأة من أيِّ مخاطر أو خسائر – لا قدَّر الله – من المتطلبات المهمَّة التي تساعد الشركة في تحقيق متطلبات العملاء الخارجيِّين، ومن أهمِّ المواصفات التي تُسْهم في إنشاء نظام للسلامة ISO 50001
3 – الالتزام بالقوانين والتشريعات:
يهتمُّ العملاء الخارجيُّون بالتزام الشركات بالمتطلبات القانونية وتطبيقها، ويرفضون التعامل مع الشركات الَّتي تتحايل على المتطلبات القانونية، ولا تقوم بها، ويتمُّ تطبيق هذا البند من خلال العمل على تطبيق القوانين المحليَّة الخاصة بالبيئة، ومتابعة التحديثات أولًا بأولٍ وتطبيق
4 – إدارة المخاطر والفرص:
- أصبحت عملية تقييم المخاطر والفرص من العمليات المهمَّة جدًّا، والتي ينبغي وجودها في كلِّ أنظمة الشركات حتى تستطيع الشركة التحكم في المخاطر التي يمكن أن تواجهها؛ ليتمَّ وَضْع ضوابط تمنع أو تُقلِّل من المخاطر المحتمل حدوثها، وأيضًا تحديدُ الفرص واغتنامُها من العمليات المهمة جدًّا، ونحن نتحدث هنا عن المخاطر أو الفرص لإدارة الطاقة والموارد، والتي يجب أن يتمَّ تحديدها وإدارتها بشكلٍ جيدٍ لتستطيع الشركات الحفاظ على مواردها، واستخدامها وإدارتها بشكلٍ جيدٍ، وهذه من المتطلبات المهمَّة جدًّا، والشركة التي بها إدارة مخاطر قوية، يثق العملاء بها، ويتعاملون معها.
- من أهمِّ المواصفات التي تُسْهم في إدارة المخاطر والفرص ISO 3100
5 – إدارة الطاقات المستهلكة، والحد من الانبعاثات والنُّفايات التي تُهدِّد صحة الإنسان:
من المعلوم أنَّ الطاقات المُهدَرة تؤثر على حياة الإنسان على كوكب الأرض، وأن المُلوِّثات الناتجة عن استهلاك الطاقة الكهربائية أو تلوث المياه يؤدِّي ذلك إلى الضرر بصحة الإنسان؛ لذا يجب السَّعي للحفاظ على الطاقات للأجيال القادمة، ومراعاة مشاكل كلِّ نوعٍ من الطاقة، والعمل على حلِّها.
- بالنسبة للمياه: نحن نعي أهميَّة المياه، وأنَّ بعض البلدان تعاني من نقص المياه، وجفاف الأنهار، وتلوث المياه بسبب الملوثات والمتغيرات المناخية؛ ممَّا يؤدِّي إلى تفاقم مشكلة نُدْرة المياه، ويؤدِّي ذلك إلى التأثير على صحة الإنسان إذا لم يتمَّ وَضْع حلولٍ للمشكلة، وإذا لم تُرَاعِ الشركات أو الأفراد أهمية ترشيد استهلاك المياه. ويقوم بعضُ العملاء بتقييم الشركات من خلال كميات المياه المستخدمة، وكيفيَّة التعامل مع المياه الملوثة، وهل يتمُّ إعادة تدويرها أو استخدامها؛ لِذَا يقوم بعض العملاء بتقييم الشركات عن طريق HIGG FEM ، وهي أداةٌ تستخدم في تقييم الشركات، وتُوضِّح كفاءة استخدامها للطاقة (المياه)
- بالنسبة للكهرباء: من المعلوم أنَّ معظم مصادر الكهرباء من الوقود الحفري، وهذا ينتج عنه زيادةٌ في معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون الضار؛ ممَّا يؤثر على صحة وحياة الإنسان على كوكب الأرض؛ لذا يجب وَضْع إجراءات مع الشركات للحدِّ من استهلاك الكهرباء، أو الاعتماد على مصادر طبيعية، ويقوم بعضُ العملاء بتقييم الشركات على أساس الكميات المستهلكة في الطاقة الكهربائية، وأيضًا كيف تقوم الشركة بوَضْع إجراءاتٍ للحدِّ من استهلاك الكهرباء، ونتيجة التحسين بناءً على الإجراءات الموضوعة، ويمكن استخدام أداة HIGG FEM للمساعدة على تحديد كفاءة استهلاك الطاقة الكهربائيَّة.
لذا، يجب أن تتَّجه الشركات للعمل على ترشيد استهلاك الطاقة، ووَضْع خطط التحسين وتنفيذها، ومراجعتها بصفةٍ دوريةٍ للتأكُّد من التنفيذ.
6 – استخدام الطاقات المتجددة، وأثرها على صحة وحياة الإنسان:
الطاقة المتجدِّدة هي الطاقة الناتجة عن مصادر طبيعية تتجدَّد بمعدل يَفُوق استهلاكها بما يضمن توفير الطاقة باستمرار. وأنواع الطاقات المتجدِّدة هي: (الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، الطاقة الكهرومائية، الطاقة البحرية)، وكلُّ هذه الطاقات تُسْتخدم لتوليد الطاقات الكهربائية بدون حدوث أيِّ تلوثٍ يؤدِّي إلى ضررٍ للمناخ.
لذا، يسعى بعض الدول للاتجاه نحو استخدام الطاقات المتجدِّدة؛ لِمَا لها من أثرٍ على تحسين جودة الحياة للإنسان، والحفاظ على صحَّة الإنسان من التلوث والنُّفايات الناتجة عن استخدام الطاقات غير المتجدِّدة.
ويقوم بعضُ العملاء بتقييم الشركات بمدى استخدامها للطاقات المتجددة، واستراتيجيَّتها نحو التوسُّع في استخدام هذه الطاقات المتجدِّدة.
7 – التدريبات، ووعي العاملين بثقافة الحفاظ على الطاقة.
إشراكُ العاملين في وَضْع سياسات وأهداف الحفاظ على الطاقة من المتطلبات المهمَّة جدًّا؛ لأنهم جزءٌ كبيرٌ من تطبيق النظام، ومعرفتُهُم الهدفَ وإشراكُهُم في المساهمة بالأفكار للحفاظ على الطاقة، والحد من استخدامها، سيؤدِّي إلى سهولة وكفاءة التطبيق، والحصول على النتائج بشكلٍ أسرع.
لذا، فالعاملون لهم دورٌ كبيرٌ جدًّا، وهذا ليس لتطبيق الممارسات الخاصة بالحفاظ على الطاقة؛ (مثل: إطفاء الإضاءة في حالة عدم الاستخدام، أو استخدام المياه عند الحاجة، وعدم الإفراط فيها)، وبعضُ الممارسات يمكن للعاملين تطبيقها في أماكن معيشتهم لفَهْمهم لأهميَّتها، وأيضًا القيام بتوعية أفراد أُسَرِهم بها؛ لذا أصبح دور توعية الشركة ليست للفرد فقط، بل أثرها يصل للمجتمع.
