مقالات المجلة

برنامج الوقاية في مجال السلامة

2- دور تحليل المخاطر في إنجاح برنامج الوقاية في مجال السلامة

مقدمة:

تحليل المخاطر هو تقنية تُركِّز على مهام الوظيفة كوسيلةٍ لتحديد المخاطر قبل حدوثها، ويُركِّز على العلاقات بين العامل، والمهمة، والأدوات، وبيئة العمل.

وتحليل المخاطر هو عمليَّة تحديد وتحليل القضايا المحتملة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على سلامة الأعمال وبيئة العمل، وتتمُّ هذه العمليَّة لمساعدة المُؤسَّسات على تجنُّب هذه المخاطر، أو التخفيف من حِدَّتها.

كيفيَّة تحديد المخاطر في موقع العمل:

تتضمَّن عمليات تحليل المخاطر المهنيَّة الإجابة على عدَّة تساؤلات؛ نذكر منها خاصةً:

  • أين يحدث الخطر؟
  • ما الشيء الخطأ الذي يحدث؟
  • كيف تنشأ وتحدث المخاطر؟
  • ما العوامل الأخرى المساعدة على وجود المخاطر؟
  • ما العواقب أو النتائج؟
  • ما احتماليَّة أن تُسبِّب المخاطر أذى وإصابات للعمال؟

معالجة المخاطر، والحد منها:

بعد أن يتمَّ تحديد قائمة المخاطر الموجودة في بيئة العمل، يتَّجه التفكير إلى نوعيَّة الخطوات أو الإجراءات الواجب اتِّباعها للحدِّ من هذه المخاطر.

إنَّ أهمَّ الطرق المناسبة للحدِّ من المخاطر يتمُّ ترتيبها حسَب فاعليتها كما يلي:

  1. يتمُّ إزالة الخطر عند تصميم الأدوات، أو العمليات، أو تستبدل أدوات أخرى أقل خطورةً بالأدوات أو المواد المستخدمة أو العمليات.
  2. إغلاق منطقة الخطر (قطع إمكانيَّة الوصول إليه)؛ مثل: إغلاق المنطقة التي توجد فيها آلة تُصْدر ضجيجًا عاليًا.
  3. عزل منطقة الخطر؛ مثل: استخدام الحواجز الواقية للآلات.
  4. تدريب العُمَّال على اتِّباع تدابير السلامة أثناء عملهم.
  5. استخدام أدوات الحماية الشخصيَّة؛ مثل: الكمامات والنظارات الواقية، وواقيات السمع، وأحذية السلامة، والخوذة الواقية للرأس… إلخ، وهي تستخدم على حسَب الاحتياج لها للسلامة في مواقع العمل.
  6. استعمال وسائل العلامات والإعلام؛ مثل: المُلْصَقات والمَطويَّات.

دور تحليل الأخطار في إنجاح  برنامج الوقاية:

إنَّ أيَّ برنامج للصحَّة والسلامة المهنية يجب أن يكون في الأساس برنامجًا وقائيًّا من أجل سلامة العمال وصحتهم في علاقاتهم بأنشطتهم.

لذا، يرتبط نجاح البرنامج ارتباطًا وثيقًا بالاختيار والتطبيق الناجح لطرق تحليل المخاطر الَّتي يجب أن تكون مصدرًا لبرنامج سلامة النشاطات، ولوسائل الوقاية الجماعيَّة والفرديَّة المقترحة.

إنَّ نظام تحليل المخاطر يساعد على اعتماد تطبيقات برنامج الوقاية في العمل لتشخيص هذه المخاطر كمرحلة ضرورية للسيطرة عليها؛ حيث يتمُّ تقسيم النشاطات إلى مراحل أو خطوات تفحص بدقَّة للتعرُّف على الأخطار الناتجة في كل خطوة، وعلى الطريقة المُثْلى للسيطرة عليها، وفي نهاية المطاف ينتج عن هذا التمشِّي إيجاد أفضل الطرق لسلامة التصرُّف في هذه الأخطار؛ إمَّا بإزالتها، أو بالتقليل منها، أو بوضع آليَّة عمل تُمكِّن من تجنُّبها. انظر نموذج تحليل المخاطر في الشكل (1).

شكل( 1): نموذج تحليل الأخطار

مراحل إدارة برنامج الوقاية:

تتضمَّن إدارة برنامج الوقاية من الأخطار المهنيَّة عدَّة مراحل (لا تتجاوز الخمس في أغلب الأحيان)، يمكن تحديدها كما يلي. انظر الشكل (2)

الشكل (2)

    مراحل إدارة برنامج الوقاية

سمات برنامج السَّلامة المهنيَّة:

  • (الوقاية خيرٌ من العلاج)، هي إحدى سمات برنامج السلامة المهنيَّة لبلوغ الهدف المنشود من البرنامج المذكور، ولا بدَّ من:
  • المحافظة على بيئة عمل صحيَّة: ويتمُّ تحقيق ذلك عن طريق التحليل والمراقبة المنتظمة، واتِّباع إجراءات التقييم والمتابعة، ويجب عند الضرورة الاستعانة بذوي الاختصاص لاستغلالهم في العمليات المذكورة.
  • تحديد درجة تغيير أداء البرنامج في كل وحدة إنتاج أو عمل من طرف أصحاب المؤسسات الَّذين يحرصون قبل كل شيءٍ على سلامة أداء العامل وقدرتهوكفاءته أثناء العمل، وهذه الخصال تتأثَّر سلبًا عند تسجيل حوادث أو أمراض مهنيَّة.
  • توجيه العمال وتدريبهم للمحافظة على صحتهم وسلامتهم في العمل بنفس الحرص والإيجابية التي تتوخَّاها الإدارة لحثِّهم على تطوير إنتاجيَّتهم.
  • إشراك العمال بجميع أصنافهم في بَلْورة برامج الوقاية وإنجازها لضمان انخراطهم الفعلي في تحقيق أهدافها.
  • الحرص على توفير الوسائل والعلاقات الضروريَّة لإنجاح برامج الوقاية. انظر الشكل (3).

شكل (3): الوسائل والعلاقات المطلوبة لإنجاح برنامج الوقاية

الممارسات المُوصَى بها لبرامج السلامة  OSHA:

استخدم الآلاف من أصحاب العمل المسؤولين إرشادات إدارة برنامج السلامة لعام 1989 الخاصة بـ OSHA كمُخَطط لإنشاء برنامج فعَّال للسلامة.

ويُعدُّ إنشاء برنامج للسلامة في مكان عملك أحد أكثر الطرق فعاليةً لحماية أصولك الأكثر قيمةً، وهي عمالك، ويمكن أن يتسبَّب فقدان العمال بسبب الإصابة أو المرض حتى لفترة قصيرة في حدوث اضطراب، وتكلفة كبيرة لك، وكذلك للعمال وعائلاتهم، ويمكن أن يضرَّ أيضًا بالرُّوح المعنوية في مكان العمل، والإنتاجية، والدوران والسُّمعة.

وتتطوَّر طبيعة العمل مع استمرار الاقتصاد في التحوُّل من التَّصنيع إلى قاعدة الخدمات، ومن قوَّة عاملة ثابتة إلى قوَّة عاملة مُتنقِّلة في كثيرٍ من الأحيان، وأتمتة أنشطة العمل أنه يتمُّ دمج التكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر والرُّوبوتات في أماكن عملنا، وغالبًا ما تؤدِّي إلى مخاطر جديدة ومختلفة.

وتعكس هذه الممارسات الجديدة للسلامة المُوصَى بها هذه التغييرات، كما أنَّها تعكس ما تعلَّمناه من أفضل البرامج في فئتها، وما يجعلها فعَّالةً، وعلى وجه الخصوص تُركِّز هذه الممارسات المُوصَى بها بشكلٍ أكبر على إشراك العمال، وتتضمَّن عنصرًا أكثر قوةً لتقييم البرنامج للمساعدة في دفع التحسين المستمر، وتُشدِّد الممارسات المُوصَى بها أيضًا على الحاجة إلى الاتِّصال والتَّنسيق في مواقع العمل التي تضمُّ أكثر من صاحب عملٍ واحدٍ.

الخاتمة:

يَعْرف أصحابُ العمل المسؤولون أنَّ الهدف الرئيس لبرنامج السلامة هو مَنْع الإصابات والأمراض والوفيات في مكان العمل، فضلًا عن المُعَاناة والمصاعب الماليَّة التي يمكن أن تُسبِّبها هذه الأحداث للعمال، وأُسَرهم، وأصحاب العمل.

وقد يجد أصحاب العمل أنَّ تنفيذ الممارسات المُوصَى بها للسلامة يَجْلب فوائد أخرى أيضًا، وتمَّ ربط الالتزام المتجدِّد أو المُعزَّز بالسلامة والجو التعاونـي بين أصحاب العمل والعمال من أجل تحسينات في جودة المنتج (الصناعة، والخدمة)، ومعنويات أفضل في مكان العمل، وتحسين توظيف المُوظَّفين، والاحتفاظ بهم, وصورة وسُمْعة أكثر مُلَاءمةً (بين العملاء والمُورِّدين والمجتمع).

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *