مقدمة:
لتقليل حوادث مكان العمل، وإنقاذ الأرواح، تتبنَّى الشركات التدريب باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، وهو حلٌّ تعليمي أرخص بكثير، وأكثر فعاليةً في ضمان مشاركة الموظفين. يأخذ تدريب الواقع الافتراضي الموظفين من خلال عمليات المُحَاكاة القائمة على التجربة الواقعية، وقد ثبت أنه أكثر فعاليةً، وبأسعار معقولة من طرق التدريب التقليدية، خاصةً عند أداء المهام عالية الخطورة؛ مثل تلك المهام الروتينية في مُنَاولة المواد.
تدريب الواقع الافتراضي مقابل الأساليب التقليدية:
طرق التدريب المستخدمة بشكلٍ شائعٍ؛ مثل: التعلُّم وجهًا لوجهٍ، والتعلُّم الإلكتروني- تفشل في إعداد العمال بشكل مناسب للمواقف الخطرة. تفشل أنماط التعلم التقليدية في التوافق مع الطريقة التي يتعلم بها البشر بالفطرة، حيث إنها لا تثير اهتمام المشاركين، أو تتفاعل معهم. مع التعلُّم الإلكتروني -على سبيل المثال- يكافح المتعلمون للانتباه إلى المحتوى الذي يتمُّ تقديمه بشكل عام، ومع معدلات إكمال الدورات التدريبية المفتوحة على الإنترنت، يتمُّ الاحتفاظ بما لا يزيد عن (10٪) بالمعرفة لمدة أسبوعين بعد التدريب التقليدي. وفي الوقت نفسه ثبت أنَّ تطبيق تعلُّم الواقع الافتراضي يُوفِّر ما يصل إلى (8 أضعاف) الاحتفاظ بالمعرفة.
يتمُّ تقديم تدريب الواقع الافتراضي بطريقة يمتصها الدماغ دون عناءٍ، وتكون جذابةً وغامرةً عند مقارنتها بالطرق التقليدية، ناهيك عن أن المُتدرِّبين ينجذبون أكثر لتقنية الواقع الافتراضي؛ لأنها أقل تشتتًا، وأكثر ارتباطًا عاطفيًّا، ويستفيدون أكثر من التجربة من خلال “عيشها”، وحتى الآن لم يكن لدى القوى العاملة شيء جذاب وغامر للسماح بتحقيق نتائج محسنة.
يضع الواقع الافتراضي المُتدرِّبين في أماكن ومواقف من المحتمل أن يواجهوها في العمل، ويتيح لهم تجربة كيفية تأثير أفعالهم على النتائج، كل ذلك في بيئةٍ آمنةٍ. يساعد تعليم وتدريب الواقع الافتراضي الموظفين على الشعور بالثقة في قدرتهم على أداء مهامهم بأمانٍ، وتسمح لهم تجارب التدريب الواقعية بالتعبير عن فضولهم؛ ممَّا يجعلهم أكثر ارتباطًا.
فوائد تدريب الواقع الافتراضي للتعامل مع المواد:
- يمكن للواقع الافتراضي أن يأخذ التدريب إلى المستوى التالي، ويقلل بشكل كبير من المخاطر داخل المنظمة.
- من خلال تجارب التدريب القائمة على تقنية الواقع الافتراضي يمكن للشركات معرفة كيفية عمل الموظفين على المستوى الفردي، واكتساب نظرة ثاقبة لقدرة الموظف على العمل بأمانٍ أثناء أداء المُنَاولة اليدوية، أو تشغيل أدوات الرفع.
- مع توفر تقنية تتبع العين يمكن لأصحاب العمل تحديد مدى وَعْي الموظف بالموقف، ومدى جودته في اكتشاف المخاطر.
- فائدة أخرى لتدريب الواقع الافتراضي فيما يتعلق بمُنَاولة المواد تأتي للشركات الموجودة في المجتمعات الريفية أو النائية.
- يمكن لتدريب الواقع الافتراضي أن يُبْقي القوى العاملة الإقليمية على أُهْبة الاستعداد في تدريبهم بِغضِّ النظر عن المدى الذي يغامر فيه العمال، وذلك لأنَّ سماعات الواقع الافتراضي يمكن تحميلها مسبقًا بمحتوًى تعليميٍّ، واستخدامها عند الطلب وقتما وحيثما دعت الحاجة. تُعَدُّ القدرة على تحمُّل التكاليف مشكلةً كبيرةً بالنسبة لأدوات التعلم العامة، أو المعلمين (خاصةً في المجتمعات النائية، حيث يحتاج المُعلِّمون إلى الانتقال والاستضافة).
خاتمة:
يوفر تدريب الواقع الافتراضي بيانات مكثفة، ويدعم بشكلٍ كبيرٍ الحد من المخاطر في مكان العمل، والأهم من ذلك أن هذه البيانات استباقية وتنبؤية، وليست تفاعلية؛ لذلك يمكن بعد ذلك تراكب البيانات التي تعتمد على الواقع الافتراضي مع بيانات مكان العمل الأخرى لإنشاء خريطة حرارة للمخاطر يمكن استخدامها بعد ذلك من قِبَلِ المؤسسة لإنشاء وتنفيذ تدخلات أمانٍ أقوى.
