مقالات المجلة

الصفحة الأخيرة 24

الاستثمار المربح في السلامة

مقدمة:

يتطلَّع الكثير من المستثمرين الذين يتمتَّعون بالمسئولية والوعي المالي إلى ما هو أبعد من مجرد استثمار رؤوس أموالهم لتحقيق عائدٍ مادِّيٍّ مؤقت فقط، بل إنَّهم حريصون على أن تُسْهم طريقة تخصيص أموالهم المستثمرة في تحقيق الاستدامة لأنفسهم ولمجتمعهم، وهذا ما يُسمَّى بالاستثمار المستدام. ويهدف المستثمرون الذين يتَّجهون إلى الاستثمار المستدام إلى تحقيق عائدات مالية واستثمارية جيدة ومعقولة دون أن يؤثر ذلك في مساهمتهم الإيجابيَّة في البيئة والمجتمع، والتنمية الاقتصادية المستدامة.

ويُعدُّ الاستثمار في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار ركيزةً أساسيةً في تحقيق التنمية المستدامة، فتشجيع العلوم والتكنولوجيا والابتكار عاملٌ أساسيٌّ لمواجهة العديد من التحديات الإنمائية المعاصرة، فبالعلم تحيا الأمم، ولا أحد يستطيع أن ينكر فضل العلم في تطوير وتسهيل حياة البشرية في جوانب الحياة كافَّة، فالتحوُّل التكنولوجي هو المفتاح لتسريع وتيرة نمو بلادنا العربية وتنميتها.

تعريب علوم السلامة والتنمية المستدامة:

هناك علاقة مؤكدة بين التعليم باللغة القومية وبين التنمية الشاملة المستدامة، فما من أُمَّةٍ لها حظٌّ من التنمية إلا وبدأت نهضتها من خلال ترجمة علوم الآخرين، ثم زادت عليها، وأبدعت فيها وفي غيرها من العلوم والفنون، وهذا هو درس التاريخ في حالة أوروبا واليابان ومصر، وغيرها من البلدان، كما أنَّ الترجمة هي المعبر الدائم للاستزادة من علوم وثقافات الأمم الأخرى، فديمومة التنمية تتطلَّب تنشيط مجال الترجمة إلى اللغة القومية لأيِّ شعبٍ.

المعهد العربي لعلوم السلامة  AISS والاستثمار في العلم:

من هذا المنطلق التنموي المستدام، كانت نشأة المعهد العربي لعلوم السلامة AISS، فإن المعهد يمتلك مشروعًا واعدًا من أجل توطين وجَعْل علوم السلامة علومًا عربيةً مستدامةً، وذلك عن طريق تقديم خدمات ذات قيمةٍ *** بما يُلبِّي احتياجات مجتمعنا العربي، فتحقيق الاستدامة هنا مرهونٌ بتوطين وتعريب علوم السلامة.

كما أن التغيُّرات المناخية التي يشهدها العالم -ومنها: ظهور جائحة (كورونا)- فرضت إجراءات استثنائية على اقتصادات العالم، بدءًا من التدابير الحمائية التي اتُّخذت في العديد من الدول، وحزم التحفيز المالية المختلفة، والسياسات المالية المُتَّبعة لحماية الأسواق من آثار تلك التداعيات غير المسبوقة، لا سيَّما على المؤشرات الكلية، بما في ذلك معدلات التضخم والبطالة.

ويسعى الكثيرون إلى استثماراتٍ مستدامةٍ ومُدِرَّةٍ للأرباح للاستفادة من مدخراتهم بشكلٍ آمنٍ على المدى المتوسط والطويل؛ ممَّا شكَّل دافعًا بشكلٍ رئيسٍ للاتجاه إلى قطاعات يُتوقَّع أن تشهد مزيدًا من الحركة في الفترات المقبلة، وعلى رأس تلك الاستثمارات يأتي الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، ومنصَّات التعليم والتدريب عن بُعْدٍ، فقد أثبت العديد من التجارب النجاح الهائل لتلك المنصَّات التعليمية، فقد تمَّ تقديم الخدمات المتميِّزة من خلال هذه المنصَّات الإلكترونية بشكلٍ عامٍّ، كما أتاحت هذه المنصَّات العديد من فرص العمل عن بُعْدٍ.

 فلا شيء يُضَاهي الاستثمار في مختلف مشارب العلوم والعلماء، فهي الثروة الحقيقية المستدامة، والاستثمار بصفة خاصة في علوم السلامة يهدف إلى الحفاظ على سلامة الأفراد والممتلكات، وتعزيز بيئة السلامة في وطننا العربي، واستمرار عجلة الإنتاج، ورفع الطاقة الإنتاجية، وتقليل التكاليف المباشرة وغير المباشرة لإصابات العمل.

ويرحب المعهد العربي لعلوم السلامة AISS بأيِّ رغبات استثمارية في المعهد، فيطرح المعهد فرصةً للمستثمرين والراغبين في استثمار أموالهم، أو جزءٍ من أموالهم في جزءٍ من مشاريع وأنشطة وفعاليَّات ومنتجات المعهد العربي لعلوم السلامة، فالمعهد بصدد طرح جزءٍ من أسهمه وخدماته الاستثمارية التي تُقدِّم خدمات احترافية، وتعود بعائدٍ على المستثمرين؛ مثل: (خدمة الاستشارات ودراسات السلامة عن بُعْدٍ – منصَّة تدريبيَّة عن بُعْدٍ – التوظيف عن بُعْدٍ – منصَّة تعليميَّة للحصول على درجات علمية بالتعاون مع الجهات ذات الصلة – منصَّة للتجارة الإلكترونية لبيع وشراء منتجات السلامة عن بُعْدٍ… وغيرها من الخدمات).

إنَّ الاستثمار في العلوم بصفةٍ عامةٍ، وعلوم السلامة بصفة خاصة- من أبرز الاستثمارات الحديثة، ومن أنجحها، وقد أثبت كفاءته ونجاحه واستقراره على مدار كلِّ الأزمنة، فهو استثمارٌ واعدٌ جدًّا وآمنٌ، كما أنه استثمارٌ للمستقبل وطويل الأجل، استثمارٌ مربحٌ للغاية؛ كاستثمار الأموال الَّذي يعود بالربح على المستثمرين وأصحاب الأموال.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *