مقالات المجلة

حريق طائرة في مطار مسقط وسلامة الرُّكاب

مقدمة:

في صباح الأربعاء الموافق الرابع عشر من سبتمبر لعام 2022م، اندلع حريقٌ في مُحرِّك طائرة ركاب تابعة لشركة (إير إنديا إكسبريس)، قبل إقلاعها من مطار مسقط الدولي، ما أدَّى إلى إجلاء رُكَّابها، ووَفْق فيديو متداول فقد هرع الرُّكاب بعيدًا عن الطائرة التي تصاعد منها الدخان، فيما أصدرت هيئة الطيران المدني العمانية بيانًا، قالت فيه: إنها باشرت مع الجهات المَعْنيَّة في مطار مسقط الدولي متابعة بلاغٍ عن وجود حالةٍ طارئةٍ في إحدى الطائرات، وتمَّ التعامل مع الحالة من قِبَلِ الجهات المختصَّة.

الإخلاء السريع وسلامة الرُّكاب:

أصبحت عملية الإخلاء السريع في مثل هذه الحالات الطارئة من الأمور المهمة جدًّا، والتي أصبح من الضروري التدريب عليها، ويعتبر عنصر الوقت العامل الأهم في عمليات إخلاء الطائرات عند حدوث حريقٍ، فثوانٍ بسيطة قد تكون الفارق بين الحياة والموت، ويُنصَح بإجلاء الرُّكاب من الطائرة في خلال (90 ثانية) من حدوث الحالة الطارئة؛ لذا من الأهمية بمكانٍ اتِّباع الطريقة المُثْلى للهروب من الحادث.

ومن الأهمية بمكانٍ التركيز والإنصات عند سماع إرشادات السلامة قبل إقلاع الطائرة، إلَّا أننا نجد القلَّة فقط من الرُّكاب هم مَنْ ينتبهون لها، وقد يُعزَى هذا إما لأن البقية قد سمعوا إرشادات مماثلة من قبل، أو لاعتقادهم بأنه إذا حدث طارئٌ، فلن يكون هناك شيء يمكنهم القيام به حِيالَ ذلك على أي حالٍ، وللأسف أظهرت لقطات التصوير أعدادًا كبيرةً من الرُّكاب مُهَروِلِين من موقع الطائرة حاملين معهم أمتعتهم الشخصية رغم إرشادات السلامة قبل الإقلاع بضرورة ترك الأمتعة في الطائرة؛ لأنها تُضيِّع الوقت في جَمْع الحقائب، وتعرقل -بدون شكٍّ- خروج الرُّكاب وزملائهم في حالات الطوارئ.

وتتمُّ عملية الإخلاء في حوادث الطائرات من خلال فتح السُّلَّم المطاطي المنفوخ بالهواء في الحالات الطارئة لإخلاء طائرةٍ بسرعةٍ، حيث يبدأ الرُّكاب بالهبوط على السُّلَّم من خلال اتِّباع تقنية مُحدَّدة في التزحلق على السُّلم، تاركين أمتعتهم وحقائبهم في الطائرة؛ رغبةً في الهروب من الطائرة في أسرع وقتٍ ممكنٍ، ويزداد انحدار السُّلم المطاطي كلما زاد حجم الطائرة وارتفاعها؛ نظرًا لارتفاع عتبة باب الطائرة. وتتطلَّب معظم القوانين الدولية وجود السلالم المطاطية في الطائرات التي يكون سطحها على ارتفاع حوالي (1.8 متر) فوق سطح الأرض.

إرشادات السلامة عند إخلاء الطائرات:

فيما يلي بعض إرشادات السلامة لما يجب فِعلُهُ عند إخلاء الطائرات في الحالات الطارئة:

  •  التركيز والإنصات عند سماع إرشادات السلامة قبل إقلاع الطائرة، كما أنه من الأهمية بمكانٍ قراءة بطاقة السلامة، والتي عادةً ما تكون موجودةً في ظهر المقعد الأمامي. وعلى الرغم من أنَّ معظمنا قد سمع وقرأ هذه الإرشادات مُسْبقًا، إلا أنه من الضروري تجديد قراءتها في كل مرة.
  •  يجب التعرُّف على أقرب المخارج في بداية الرحلة؛ رغبةً في سرعة الانتقال لها عند حدوث عملية إخلاء حقيقية في حالة الطوارئ. 
  •  ينصُّ أحد الإرشادات على استقامة المقاعد وغَلْق الطاولات قبل الهبوط والإقلاع، والسبب أنه عندما تهبط الطائرة يحدث ارتطامٌ قاسٍ، أو توقُّفٌ حادٌّ، ما قد يعني وقوع إصابة إذا ما اصطدم المرء بالطاولة، بينما الغرض من استقامة المقاعد هو ضمان خروج الأشخاص بسرعةٍ في حال حدوث عملية إجلاء.
  •  فتح النوافذ عند الإقلاع والهبوط، وذلك لتنبيه المسافر عند وقوع خللٍ ما -مثل: الحريق- إلى التأكُّد من أن أحد الجوانب يحترق، ليتمكَّن بالتالي من تحديد أقرب مخرجٍ للطوارئ لديه، ومعرفة أي الجانبين أفضل وأكثر أمانًا، كما يُمكِّن الأمر طاقم الطائرة من تقييم الوضع خارج الطائرة.
  •  يجب الانتباه إلى توجيهات طاقم الطائرة، والعمل على تطبيقها بدقةٍ في الحالات الطارئة.
  •  يُنصَح بترك الرُّكاب لممتلكاتهم وراءهم أيًّا كان نوعها وقيمتها، حيث لا تستحق المخاطرة بحياة الرُّكاب الآخرين مقابلها.
  •  في حالة إذا ما كان هناك دخانٌ، يجب الحفاظ على الرؤوس منخفضةً، وتغطية الفم والأنف بمنديلٍ أو مادةٍ أخرى من الملابس. 
  •  يجب أن يكون القفز في السُّلم المطاطي بقدمٍ واحدةٍ لأول مرة، مع طَـيِّ الذراعين والساقين، حيث إنَّ القفز جالسًا يبطئ عملية الإخلاء.
  •  عند القفز يجب على النساء -سواء من الرُّكاب أو من طاقم الطائرة- عدم ارتداء حذاء الكعب العالي، حيث يجب إزالته قبل الهبوط على السلالم المطاطية.
  •  الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية -مثل: القطن، والصوف، والجلود- توفر حمايةً أفضل في الحرارة العالية.
  •  يُفضَّل تجنُّب الملابس الضيقة والتنانير القصيرة لإعاقتها الحركة السريعة عند تطبيق عملية الإخلاء.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *