مقالات المجلة

الصفحة الأخيرة 15

اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل

منذ عام 2003م، خصَّصت منظمة العمل الدولية اليوم الثامن والعشرين من أبريل من كل عامٍ، يومًا عالميًّا خاصًّا للاحتفال بالسلامة والصحة في مكان العمل، ويهدف هذا الاحتفال إلى تعزيز التوعية بأساليب واستراتيجيات الوقاية من الحوادث والأمراض المهنيَّة على الصعيد العالمي، وزيادة التركيز على جَعْل مُتطلَّبات الصحة والسلامة في أماكن العمل ثقافةً وأسلوبًا يوميًّا لدى العاملين والمسؤولين على حدٍّ سواء؛ للوصول للهدف الأسمى، ألَا وهو التقليل من عدد الوفيات والإصابات المرتبطة بمكان العمل إلى أدنى مستوى ممكن.

وممَّا لا شكَّ فيه أن تحقيق هذا الهدف يقع على عاتق كلٍّ منَّا، بدءًا من الحكومات التي تضع التشريعات، وتسنُّ القوانين، وتتابع إنفاذها من قِبَلِ جميع الجهات ذات الاختصاص، مرورًا بالخبراء والمُختصِّين الذين يقومون بدراسة وتقييم وزيادة الوعي بتلك التشريعات، والآليات المُنَاطة بتطبيقها؛ سواء من قِبَلِ الجهات الحكومية، أو الشركات الخاصة، وصولًا إلى العاملين الَّذين هم محور هذه العملية برُمَّتها، والذين يقع على عاتقهم تطبيق إجراءات السلامة والعمل بطريقةٍ آمنةٍ تحفظ أرواحهم، وتحميهم من مختلف المخاطر، وأَنْ يكون لديهم المعرفة والدِّراية الكاملة بحقوقهم، وأن يكونوا عنصرًا فاعلًا في تنفيذ الإجراءات الوقائيَّة لحماية أنفسهم، وكذلك الآخرين في بيئات العمل المختلفة.

 

وتَبـرُز أهمية هذا اليوم في زيادة الوعي بين مختلف الفئات، وعلى الأصعدة كافَّة؛ تأكيدًا وتنبيهًا للجميع بمدى أهميَّة هذا الموضوع للمجتمعات كافَّة؛ سواء المتطورة منها، أو النامية على حدٍّ سواء، فرغم التطوُّر الكبير الذي تشهده العديد من الدول في الأساليب والتدابير الوقائية من المخاطر التي تواجه العاملين في مختلف القطاعات، إلَّا أنَّ أعداد الإصابات والوفيات -مع الأسف- يزداد عامًا بعد عام، خصوصًا في الدول النامية، وذلك بسبب عوامل التَّصنيع السريع في تلك البلدان، فحَسَب آخر المُعْطيات التي أوردتها منظمة العمل الدولية، تشير التقديرات إلى أنَّ الحوادث والأمراض المتعلقة بها تؤدِّي إلى وفاة أكثر من مليوني شخصٍ بصورةٍ سنويةٍ! والأكثر من ذلك هو إحصاءات الحوادث غير المميتة، والتي تصل إلى أكثر من (268 مليون حادث) مُسجَّل سنويًّا، وقد يتضاعف هذا الرقم أكثر من مرة إذا أضفنا إليه الحوادث غير المُسجَّلة! وهذا يؤدِّي إلى أرقام أقل ما يُوصَف بها أنَّها مُرْعبة.

وتقودنا هذه الأرقام إلى حقيقةٍ واضحةٍ: أنَّ التعاون الحقيقي بين مختلف الجهات ذات العلاقة من الحكومات، وأصحاب العمل والعاملين، وكذلك الجهات الرقابية من مؤسساتٍ خاصةٍ ودوليةٍ وخبراء- هو مفتاح النجاح، وسفينة النجاة للجميع؛ للوصول إلى بيئات عملٍ آمنةٍ تحمي مجتمعاتنا أفرادًا واقتصادًا من أيَّة خسائر قد تحصل بسبب إهمالٍ أو تقصيرٍ هنا وهناك. وهنا يَجدُر ذِكْر الدور المهم الذي يسعى إليه المعهد العربي لعلوم السلامة والقائمون عليه بالعمل على الوصول إلى مجتمعٍ عربيٍّ آمنٍ كهدفٍ أسمى يسعى إليه المعهد دون كَلَلٍ أو مَلَلٍ.

حمى الله عز وجل عاملينا ومجتمعاتنا من كل شرٍّ، وكل عام أنتم بخير.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *