مقدمة:
ماذا يمكن أن تحدث وتسبب الحوادث في المنصات البحرية التي تعمل بالتوربينات؟
إن التوربينات معدات معقدة التركيب، مُكوِّناتها الميكانيكية تمَّ تصنيعها بتجاوزات دقيقة، وتدور على سرعات مرتفعة جدًّا، وتتعرض إلى درجات حرارة، وضغوط شديدة؛ ولذا عند تجاوز العمر الافتراضي أو عدم كفاءة الصيانة يحدث للأجزاء تآكل وأكسدة، وتزيد الخلوصات عن الحد الطبيعي، فتحدث الاهتزازات العنيفة، وقد يحدث دمار للأجزاء، وانهيار وتسريب للغازات القابلة للاشتعال؛ لذلك يكون الجزء الأكثر أهمية خلال إجراء الصيانة هو اختبار وقياس مقاسات وتجاوزات وخاصةً الأجزاء في المناطق ذات تركيز الإجهاد الشديد؛ مثل: قواعد ريش التوربينات.
ويعتبر الخطر الأعظم هو فقدان السيطرة على الغازات من الوقود والهواء نتيجة حدوث عيوب ميكانيكية، وغالبًا يكون عدم كفاءة نظام الصيانة هو المسؤول عن انهيار أجزاء ميكانيكية للتوربينات التي تُسبِّب الاهتزازات، أو تطاير أجزاء بسرعاتٍ عاليةٍ في اتجاه الطرد المركزي إلى كسر في مواسير الوقود التي تحتوي على غازات قابلة للاشتعال، كما أن الأجزاء المتطايرة من ريش الكمبروسور قد تصيب الأفراد، أو تُدمِّر إحدى منظومات العمل المحيطة بالتوربين.
ومن الأخطار على المنصات البحرية: تعرُّض مواسير ذات ضغطٍ عالٍ يمر فيها مواد سائلة أو غازية قابلة للاشتعال في حالة تعرضها لأجزاء متطايرة من التوربينات بعد تآكل ودمار بعض الأجزاء التي تدور بسرعات عالية.
إجراءات السيطرة وتخفيف الأخطار: يتمُّ وضع أجهزة مراقبة للحالة الفنية للتوربينات لمراقبة الريش من تأثير التآكل الميكانيكي والكيميائي، ومن التقادم والكلل والشروخ، كما يتمُّ وضع حماية معدنية حول المواسير التي تحتوي مواد قابلة للاشتعال.
وبمراجعة الحوادث على مدار (14 عامًا) من التشغيل، وجد أن معظم أسباب الحوادث من الحرائق والانفجارات بسبب تسريب واشتعال الوقود، وزيوت الصيانة، أو حدوث انفجار نتيجة تراكم كميات ضخمة زائدة من الوقود داخل غرفة الاحتراق في فترة بدء التشغيل، وبعضها بسبب تآكل رولمان البلي، أو تلف عمود الدوران، وتسريب الغازات يكون بسبب تلف الميكانيكال سيل.
وحيث إن جميع أجزاء التوربينات تكون مرتفعة الحرارة، وبالتالي تكون مصدرًا للاشتعال إذا تلامست مع أي نوع من الوقود، فإن التوربينات تمثل (45%) من إجمالي إحصائيات الحوادث خلال (12 سنة)، كما أن الحوادث التي سبَّبتها الكهرباء كانت (20 حادثة)، ووجد أن الصيانة غير الجيدة تسبب حوالي (14%) من الحوادث.
أخطار التشغيل: يمثل الوقود ذو الضغط المرتفع أهم أسباب الحريق -بل والانفجار- في حالة التسريب، وتراكمه داخل حيِّز محدود، وأماكن التسريب بسبب الضغط المرتفع كثيرة ومتعددة؛ منها: المواسير، والبُلُوف، والوصلات المرنة، والفلانشات، كما أن التسريب للوقود عند ضغطٍ عالٍ يحدث كارثة؛ إذ تتكوَّن سحابة ورذاذ كثيف يشتعل عند درجة حرارة منخفضة، وكذلك وجود زيوت الهيدروليك، والزيوت الأخرى تكون وقودًا للنيران.
خاتمة:
إن طبيعة عمل أجزاء التوربينات عند سرعات مرتفعة، ودرجة حرارة وضغط شديدين، والتي تعمل بوقود الغاز المضغوط مصدر للمخاطر إذا لم يتمَّ التركيز على الصيانة الوقائية الجيدة، ومراقبة التدهور في حالة التوربينات، والكمبروسورات، والمعدات التابعة لها، ولابد من مراقبة التسريب؛ لأنَّ الوقود الذي يتمُّ استخدامه يكون عند ضغطٍ مرتفعٍ، ويسبب تسريبه حرائق، بل انفجارات، وهنا تظهر أهمية السلامة التي تستخدم أجهزة متطورة للمراقبة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وبرامج متقدمة لتحقيق حماية العاملين.