مقدمة:
لا توجد قيود قانونيَّة تمنع الأشخاص من العمل منفردين، وفي بعض الأحيان لا يمكن تجنُّب ذلك، ولكن هناك مخاطر متضمنة ينبغي أَخْذها في الاعتبار عند التخطيط للعمل المنفرد، ودعونا نُلْقي نظرةً على ما يجب مراعاته، وكيفيَّة تقليل المخاطر.
«العمل المنفرد»
هو نشاط متكرِّر للعديد من المنظمات، لا سيَّما مع العمال المُتنقِّلين، وغالبًا ما يتضمَّن العمل المنفرد أنشطةً – مثل: الصيانة، والإصلاحات، وزيارات الموقع، والتحقيقات – حتى في أماكن العمل الثابتة قد يحتاج العمال إلى العمل منفردين، وعلى سبيل المثال: في ورش العمل الصغيرة والمكاتب، أو العمل خارج ساعات العمل الرسمية؛ مثل: عمال النظافة.
وعلى الرغم من عدم وجود قيود قانونيَّة تمنع الأشخاص من العمل منفردين – تمامًا مثل جميع الأعمال – فإنَّه يتمُّ تطبيق لوائح الصحَّة والسلامة، وهذا يعني أنَّ هناك حاجة إلى إجراء تقييمٍ لمخاطر العمل المنفرد، والجدير بالذِّكر أنَّ هناك مخاطر إضافيَّة مرتبطة بالعمل الفردي ينبغي أَخْذها في الاعتبار عند التَّخطيط للعمل، وهناك حاجة إلى القضاء على هذه المخاطر، أو السيطرة عليها بقدر ما هو ممكن عمليًّا.
مخاطر العمل المنفرد:
ما مخاطر العمل المنفرد؟
إذا كانت المهمة هي نفسها، فإنَّ الخطر هو نفسه؛ سواء كنت بمفردكَ أم لا، فقد يواجه العاملون المنفردون مخاطر مماثلةً لِما يواجهه الآخرون في مُؤسَّستك، لكن الراجح أن تزيد المخاطر في حالة العمل المنفرد.
وتشمل المخاطر الإضافيَّة المرتبطة تحديدًا بالعمل المنفرد ما يلي:
- عدم وجود إشراف.
- الحوادث.
- حالات الطوارئ.
- حالات طبية.
- عنف أو تهديدات من الآخرين.
وهذه المخاطر تعني مخاطر إضافيَّة، حيث لا يوجد أحدٌ لمساعدة العامل المنفرد في حالات الطوارئ إذا كانَ يعمل بمفرده، وإذا حدث خطأٌ ما، فكيف سيعرف أيُّ شخص آخر أنه يواجه خطرًا؟ وقد يكون خطر التعرُّض لحادثٍ هو نفسه، لكن العواقب ستكون أكثر خطورةً، فماذا لو لم يكن هناك أحدٌ بجوار العامل المنفرد لتقديم الإسعافات الأوليَّة، أو الحصول على المساعدة، أو الاتِّصال بخدمات الطوارئ؟ وفي الحالات الخطيرة قد يكون التَّأخير في العلاج هو الفرق بين الحياة والموت.
وبسبب التَّأخير المحتمل في المساعدة، لا ينبغي أبدًا تنفيذ الأنشطة ذات المخاطر العالية أو المُعقَّدة من قِبَلِ شخصٍ منفردٍ، وحتَّى بالنسبة للعمل الذي يمكن تنفيذه عن طريق شخصٍ منفردٍ، فهناك حاجة إلى تدابير تحكُّم لتقليل المخاطر؛ مثل: توفير التعليمات، والتدريب، والإشراف، ومُعدَّات الحماية.
تقييم العمل المنفرد:
قد يبدأ بمجرَّد التفكير في النشاط، ولكن عند تقييم العمل الفردي هناك ثلاثة اعتبارات رئيسة لتقييمها:
- مكان العمل.
- النَّشاط.
- الشَّخص.
أولًا: تقييم مكان العمل:
ينبغي التَّفكير في مكان العمل، وهل يُمثِّل أي مخاطر إضافيَّة للعامل الوحيد؟ على سبيل المثال: كيف سيصل العامل إلى مكان العمل؟ وهل يمكن لشخصٍ واحدٍ التعامل مع أي مُعدَّات؟
وقد لا يكون بعض أماكن العمل مناسبًا للعمل المنفرد على الإطلاق، وعلى سبيل المثال: العمل على ارتفاعات عالية، أو في أماكن ضيِّقة.
ثانيًا: تقييم النشاط:
إنَّ العمل الفردي أمرٌ جيدٌ في المواقف المناسبة، ولكن بعض المهام تكون صعبةً أو خطيرةً للغاية بحيث لا يمكن أن يقوم بها شخصٌ ما بمفرده، وينبغي السؤال: هل العمل آمن لشخصٍ ما بمفرده؟ فإذا كان العمل ينطوي على رفع أشياء ثقيلة جدًّا بالنسبة لشخصٍ واحدٍ، أو إذا كانت هناك حاجة لمزيدٍ من الأشخاص لاستخدام المُعدَّات، فإنَّ العمل الفردي يكون غير مناسبٍ.
ثالثًا: تقييم الشخص:
ماذا عن الشخص الَّذي سيعمل بمفرده؟ هل يعرف ما الَّذي سيقوم به؟ هل قام بهذا النشاط من قبل تحت إشراف؟ هل حصل على تدريبٍ مناسبٍ؟ هل هو لائق صحيًّا؟ هل هناك أي شيء يحيط بالشخص قد يُعرِّضه لخطرٍ متزايدٍ؟
ومن الراجح أن يواجه العمال الجدد أو قليلو الخبرة مخاطر أعلى، وقد يعاني بعض الموظفين من حالات طبيَّة تجعلهم غير مناسبين للعمل بمفردهم.
إنَّ الاستمرار في العمل الفردي يتوقَّف على ما إذا كان آمنًا، ويمكن استخدام تقييم مخاطر العمل المنفرد لتقييم العمل، وتخطيط تدابير التحكُّم الخاصَّة بك.
تقليل المخاطر على العاملين المنفردين:
بمُجرَّد تقييم العمل، وإذا تمَّ التأكُّد من أنَّ العمل الفردي مناسبٌ، فهناك حاجة إلى التحكُّم في المخاطر وتقليلها، وعلى الرغم من أنَّ العمال المنفردين لا يخضعون للإشراف المستمر، إلَّا أنَّه ينبغي ضمان سلامتهم مع عدم وجود أحدٍ في جوارهم، فكيف سيحصلون على المساعدة إذا احتاجوا إليها؟ وكيف سيعرف أيُّ شخص ما إذا كانوا بحاجةٍ إلى المساعدة؟
وعادةً، إذا احتجنا إلى المساعدة، فيمكننا أن نطلبها، فلدينا زملاء في الجوار، وكلُّنا يحمل هاتفًا محمولًا في هذه الأزمان، ويمكن لأيِّ شخص يعمل بمفرده إجراء مكالمة إذا احتاج إلى المساعدة، ولكن ماذا لو لم يستطع طلب المساعدة لأنَّه فاقدٌ للوعي أو عاجزٌ؟ وإذا كان يعمل بمفرده، ولا يستطيع أحدٌ رؤيته، فلا أحدَ سوف يعرف أنَّه في خطر.
يجب أن تُفكِّر في كيفيَّة حصول العامل المنفرد على المساعدة في حالة وقوع حادثٍ، فإذا أُصِيبَ الشخص الَّذي يعمل بمفرده، أو أُصِيبَ بمرضٍ، فقد لا يتمكَّن من الاتصال بشخصٍ ما للحصول على المساعدة.
ومن أفضل الطُّرق لتقليل هذا الخطر:
- اتخاذ إجراءٍ لمراقبة العمال المنفردين، فيمكنك القيام بذلك من خلال الاتِّصال المنتظم، ومن خلال أجهزة الإنذار التِّلقائي، لكن من المهمِّ عدم الاعتماد على الشخص الَّذي يعمل بمفرده لطلب المساعدة، وبدلًا من ذلك يمكن أن يشتمل نظامك على جدولٍ زمنيٍّ لنقاط الاتصال المطلوبة، على سبيل المثال: الاتصال كل ساعة، وإذا لم يتمَّ تلقِّي اتصال أو إشارات من العامل المنفرد، فينبغي أن تطلق إنذارًا.
والغرض من إنذار الطوارئ الَّذي تقوم بتنشيطِهِ بسبب عدم الاتِّصال هو أنَّ العامل المنفرد قد لا يتمكَّن من إجراء مكالمةٍ في حالة الطوارئ؛ لذا بدلًا من الاضطرار إلى طلب المساعدة، فإنَّ حقيقة أنَّهم لم يقوموا بأي اتصالٍ ليقولوا: إنَّ كل شيءٍ على ما يرام- يُؤدِّي إلى إجراء الطوارئ.
- التأكُّد من أن العاملين المنفردين على درايةٍ بالضوابط المعمول بها، وما يتعيَّن عليهم القيام به؛ نظرًا لأنَّه من الصَّعب على العمال المنفردين الحصول على المساعدة، فقد يحتاجون إلى تدريبٍ إضافـيٍّ، خاصةً وأنَّ الإشراف قليل أو معدوم، ويمكن أيضًا إجراء المراقبة بشكلٍ دوريٍّ، مع زيارات منتظمة أو عرضية، ويمكن استخدام هذا للتحقُّق من اتِّباع الضوابط الموجودة، وللتحقُّق ممَّا إذا كانت هناك قواعد أو إجراءات تحتاج إلى تحديثٍ.
- التأكُّد من أنَّ العمال المنفردين لديهم إمكانيَّة الوصول إلى مرافق الرعاية، ومجموعة الإسعافات الأوليَّة لعلاج الإصابات الطفيفة.
ومن خلال تقييمٍ مناسبٍ لمخاطر العمل الفردي لتحديد المخاطر الحالية والضوابط اللازمة، وتصريح العمل المنفرد للتحكُّم في العمل، والاتصال المنتظم- يمكنك تقليل المخاطر المرتبطة بالعمل الفردي.