إدارة المخاطر والمهددات –المخاطر التشغيلية
تتميَّز المنشآت في إدارة السلامة التشغيليَّة التي من شأنها تعزيز العمليات الإنتاجية بما يعالج المخاطر التي تُهدِّد العاملين والموارد؛ لذا ظهرت مصطلحات حديثة تهتم بسلامة العمليات التشغيليَّة؛ لذلك عملت منظمات العمل، والإدارات العليا، ومنشآت الحِرَف الخطرة على تحليل المخاطر في البيئات التشغيلية المختلفة، والتي تعتمد على تحديد المخاطر وتحليلها لاتخاذ الخطوات للمساهمة في تطوير منظومة السلامة العامة، وتطوير جودة المنتجات، وذلك ينعكس على تقليل الأخطار في بيئة العمل، وهذا يتطلَّب قياس وفَهم العمليات التشغيلية والإنتاجية كافَّة.
ومن أهمِّ مُحدِّدات المخاطر التشغيليَّة:
- تحليل العمليات التشغيليَّة:
إن تنوُّع العمليات التشغيلية في بيئة العمل،وتحديد الأعمال التي يتم القيام بها بشكل مُسْبق من خلال دليل الأعمال التشغيلية، وتحديد المهام والمسؤوليات لكلِّ عملٍ من شأنه الحد من المخاطر الَّتي تُهدِّد بيئة العمل، وتزيد من مستويات الخطر العام.
- تحديد الأخطار الناتجة عن التشغيل:
أهمية فهم تحديد الأخطار الناتجة عن التشغيل وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأخطار على سلامة وصحة العمال في مواقع العمل. أن العمليات التشغيلية التى يقوم بها أصحاب المنشآت والعاملين فيها تتسبب في زيادة مستويات التعرض للخطر والضغط والإجهاد البدني والنفسي للعاملين، مما ينذر بالحوادث التى تهدد حياة العمال وسلامتهم وأمنهم. فأن القيام بتحديد المهام والمسؤوليات يحد من المخاطر بيئة العمل.
- تقييم مستويات التعرُّض للخطر التشغيلي:
إنَّ استمرارية الأعمال والقيام بالمهام المَنُوطة بالعاملين تتطلَّب العمل على دراسة خطر التعرُّض للمشكلات المُهدِّدة للصحة والسلامة الجسدية والنفسية والمهنية، وخاصةً في ظلِّ العمل دون حماية العاملين وموارد العمل التي تُسْهم في زيادة الخطر التعرُّضي لاستقرار العاملين؛ ممَّا يُؤثِّر على أَمْنهم الاجتماعي والأسري.
- الإجراءات التصحيحيَّة التشغيليَّة:
يتمُّ اتخاذ الخطوات كافَّة التي من شأنها تصحيح مسارات العمل التشغيلي وَفْق مصادر الخطر والتغيُّرات المستمرة في بيئة العمل والعمليات التشغيلية؛ ممَّا يلزم المسؤولين عن العمل بتوفير مُتطلَّبات السلامة العامة وَفْق دليل السلامة التشغيلية.
- التدريب والتوعية:
تعتمد المؤسسات ومنظمات الأعمال الاقتصادية والتجارية والصناعية على التحديث المستمر لعمليات التدريب،وَوِرش العمل التوعويَّة على مهام العمل، والأخطار المستحدثة، وآليَّات تجاوزها.
المخاطر التشغيليَّة:
هي الأحداث التي تنشأ عن عدم كفاية العمليات التشغيلية والأنشطة الداخلية والخارجية، وتشمل: مخاطر عدم تحديث أنظمة العمل والمهارات اللازمة للتعامل مع الآلات والمُعدَّات، والتغيرات المستمرة في أنظمة العمل، أو عدم كفاية أدلة العمل ممَّا يسمح بالاجتهاد من قِبَلِ العاملين الذي يزيد من مخاطر العمل والخسائر.
مبادئ المخاطر التشغيليَّة:
تعتمد عمليات إدارة الخطر التشغيلي على مجموعةٍ من المبادئ التي تُسْهم في تعزيز العملية الإدارية للمخاطر التشغيلية، وهي:
- تَقبُّل المخاطر: خاصةً عندما تزيد الفوائد الناتجة عنها، وتُسْهم في تعزيز العملية الإنتاجية، وتقليل التكلفة المالية.
- عدم تقبُّل المخاطر: وذلك في حال كانت آثارها سلبيَّة، ونتائجها غير مرغوب فيها.
- التخطيط المُسبَق للمخاطر المتوقَّعة وإدارتها بما يعزز سلامة العاملين وبيئات العمل.
- اتِّخاذ قرارات صحيحة وسليمة عند وقوع الخطر، وذلك بما يُعزِّز تصحيح مسارات العمل، وحماية الأعمال.
- الصيانة الدورية الشاملة للآلات والمُعدَّات وأنظمة التشغيل بشكل مُسبَق ووقائي بما يُعزِّز عدم تعطُّل الأعمال أو توقُّفها.
- التوظيف المناسب للموارد البشرية المُدرَّبة والمؤهلة بما يُعزِّز قدرات الإنتاج، وتقليل النفقات.
- الإسراع في عمليات الحدِّ من فجوة التخطيط، وخاصةً في المراحل الإنتاجية التي تتأثر بسببها المخرجات، فلا تكون نتائج التخطيط ملائمةً لبيئة العمل والعمليات التشغيليَّة اليوميَّة.
- الحد من الأخطار الفنيَّة: وذلك من خلال علاج المشكلات الفنيَّة التي تهدد أنظمة العمل، وعمليات تشغيل الآلات، أو تطوير النتائج المتوقَّعة.
ممَّا سبق نستخلص الخطوات المثاليَّة لإدارة المخاطر التشغيلية:
- الخطوات الوقائيَّة:وهي التي يتمُّ فيها تنفيذ إجراءات الوقاية لمنع المخاطر من الوقوع، أو الحد من الآثار السلبية، وتَحْييد كل مصادر الخطر.
- الخطوات الاستكشافيَّة:وهي الإجراءات التي يتمُّ من خلالها التعرُّف على النتائج غير المرغوب فيها عند وقوعها، ويتمُّ التعرُّف عليها بعد حدوثها.
- الخطوات التصحيحيَّة:وهي الإجراءات المُصمَّمة للتأكُّد من المهام التصحيحية كافَّة لتعديل سلوك الخطر، وعكس النتائج المرغوب فيها، أو التأكُّد من عدم تكرارها.
إنَّ أهمَّ الأدوات التي يمكنها تقليل مستويات الخطر في المنشآت والحِرَف الخطرة: اتِّخاذ خطوات إدارية ومهنية وفنية لتقليل مستويات التعرُّض للأخطار التشغيليَّة.
وإن شاء الله في الأعداد القادمة سيتمُّ العمل على استكمال مقالات إدارة المخاطر في المنشآت والحرف الخطرة، مع استكمال أنواع المخاطر ضمن سلسلة المقالات الخاصة بالمنشآت والحرف الخطرة.
ونسأل الله – عزَّ وجلَّ – أن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يزيدنا علمًا، وأن يُجنِّبنا شرَّ الحرب الإسرائيلية على غزة، كما سيتمُّ تجهيز مقال حول سلامة طواقم الاستجابة في الحروب.