المنشآت والحرف الخطرة.. الحوادث السابقة للمنشأة أو المنشآت المشابهة لنفس طبيعة العمل
عادةً ما تهتم المؤسسات بتعيين مسئول السلامة والصحة المهنية في المنشآت، وأن يكون مُؤهَّلًا وقادرًا على التعامل مع المخاطر، أو الأحداث المتوقع أن تتسبَّب فيها المواد الخطرة، فهذه المواد لابد من فَهم المعلومات الأساسية الخاصة بها (وخاصةً الحدود الآمنة للتعامل مع المواد الخطرة، وسلوكها عند اتصالها بالإنسان والكيماويات والبيئة المحيطة، ودرجة استقرارها، والمواد التي يمكن أن تتفاعل معها، وخواص الاشتعال، وقابليَّتها للاشتعال بالعدوى وسرعتها، وهذا يستدعي فَهْم كيفية التعامل الآمن مع المادة ومخاطرها، وأهم المواد المستخدمة في إطفاء حرائقها، ومنع انتشارها.
تصنيف الحوادث:
- مستوى الحادث الأول الذي يشارك فيه مركبة إطفاء/ إنقاذ واحدة.
- مستوى مشاركة أكثر من مركز إطفاء/ إنقاذ داخل نطاق المحافظة.
- مستوى مشاركة مراكز إطفاء/إنقاذ المحافظة كافة، واستنفار مراكز المحافظة المجاورة.
- مستوى مشاركة مراكز إطفاء/إنقاذ القطاع كافة.
- المستوى الخامس المعقد: وهو المستوى الأكثر تعقيدًا، وتزداد فيه النقاط الساخنة، ولا تستطيع مركبات الإطفاء تلبية احتياجاتها.
«إدارة الحوادث»: هي عبارة عن عملية التخطيط والتنظيم لإدارة الآثار والأضرار الناتجة عن وقوع حادث في المنشأة الخطرة يؤثر على سير العمليات الطبيعية في المنشأة أو البيئة المحيطة بها، ويهدد أمن وسلامة المجتمع، وللوصول إلى متطلبات سلامة ووقاية شاملة لابد من تحليل الحوادث السابقة، والاستفادة منها وَفْق ما يلي:
- حجم الحوادث: ويتمُّ ذلك عبر دراسة ما يلي:
-
- حجم الحاوية.
- اسم المنتَج (المادة الخطرة).
- طلبات الحريق المطلوبة بالمنشأة الخطرة، أو المتعرضة لخطر الحادث.
- طلبات الإسعاف والخدمات الإغاثية العاجلة، وطلبات الإطفاء والإنقاذ.
- الإخطار بالأعراض على شاغلي المنطقة.
المعلومات المبدئيَّة:
-
- شكل الحاوية.
- الملصقات المميزة؛ مثال: (الكود الدولي (UN-ID).
- العلامات المحلية (كود الدولة) إن وُجِدَ.
- اسم المنتج (الشركة المنتجة).
- موقع الحادث:
-
- أثناء النقل على الطريق المؤدي للمنشأة الخطرة: وهذا يتطلَّب دراسة الكثافة المرورية والبنائية المحيطة بالطريق، أو دراسة الطريق المحيط بالسكك الحديدية، أو المجاري المائية، أو المطارات في حال النقل الجوي.
- داخل منشأة: طبيعة المنشأة الصناعية ونوعيتها، وكثافة العمال بها، أو منشأة سكنية ومختلطة الاستخدام الحرفي، وهذا يتطلَّب فَهْم الكثافة السكنية، والخطط المسبقة، وطبيعة الأشغال والاستخدام المحيط بالمنشأة، مع دراسة وتحليل الحاجة لإخلاءٍ جماعيٍّ، ومدى فاعلية صافرات الإنذار، والتعرُّف على الروائح والأدخنة الصادرة عن الحادث، ومعدل تمدُّده، واتجاهات تمدد الحادث، أو الانتقال بالعدوى للمنشآت المحيطة.
- تجميع المعلومات عن الآتـي:
-
- الاسم الكيميائي، والأسماء التجارية، والاسم الشائع، وأوراق الشحن.
- بيان سلامة المادة (MSDS).
- أرقام هواتف الشركة المنتجة.
- اللوحات المعدنية للسيارة ومالكها.
- الأرقام والعلامات المميزة على جوانب وخلفية الحاوية.
- وجود خطة مسبقة لإدارة الحادث، والتدخل العاجل:
-
- تقليل الخسائر – ووقف تأثيرات الحادث على الإنسان والحيوان، والمنشآت والمباني، والبيئة (التربة – الهواء – المياه السطحية أو الجوفية).
- عناصر تنفيذ الخطة: القيادة، والموارد الكافية والصحيحة، وجود إجراءات خاصة، العزل والإخلاء الفوري، مستوى وجود آليات لاحتواء آثار الحادث بالتدخل الصحيح، وتوفير السلامة لقوات ومُعدَّات التدخل، وإزالة آثار التلوث، والمتابعة والتحليل.
- إدارة الحادث: يمكن تحديد خمسة فروع إضافية من داخل نظام التحكم بالمعلومات:
- القيادة: هي المسئولة عن الحالة العامة للحالة الطارئة.
- العمليات: مهمتها بذل الجهود الرامية لتقليص المخاطر.
- التخطيط: يعتمد على جمع المعلومات، واتخاذ الخطوات اللازمة.
- الدعم اللُّوجستي: الجهات المسئولة عن تقديم عمليات الدعم كافَّة.
- الإدارة المالية: توثيق ساعات العمل والعقود.
خلاصة:
تتميَّز عمليات تقييم الحوادث السابقة، والاستفادة من الدروس والعبر المستفادة في دراسة وتحليل المعطيات كافة التي تُسْهم في دراسة الخطر المهدد للبيئة الداخلية أو الخارجية للمنشآت والحرف الخطرة؛ ممَّا يتطلَّب دراسة مستمرة لحالة الحوادث، ومستوى تأثيراتها السلبية على المنشآت والحرف الخطرة في ظلِّ التهديد الذي يلازم المنشأة ومُقدَّراتها والعاملين فيها، ويرفع من مستوى الخسائر البشرية والمادية، وهذا بِدوره ينعكس على عمليات الاستجابة العاجلة، والتطوير المستمر في منظومات السلامة والوقاية، والحد من الآثار والتَّبعات الناتجة عنها.
وسوف نستكمل في المقال القادم إدارة حوادث المواد الخطرة.
