التدريب على السلامة باستخدام تكنولوجيا الواقع المعزز (AR) أو الافتراضي (VR) أو المختلط (MR)
في السنوات القليلة الماضية، أظهرت تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي (augmented reality (AR) and virtual reality (VR) في التدريب على السلامة طرقًا جديدةً لتحقيق أهداف السلامة بفوائد لا مثيل لها.
اليوم تقنيات الواقع المعزز والافتراضي ليست مخصصةً لألعاب الفيديو فقط، بل أصبحت جزءًا حيويًّا من عمليات إدارة الإطفاء كبدائل للتدريب المباشر لتدريب رجال الإطفاء، وتوفُّر الوصول إلى مجموعة من سيناريوهات مكافحة الحرائق، وتوفر طرقٍ لتحديد المخاطر في موقع العمل، والتعرُّف على إرشادات الامتثال الجديدة، وفهم كيفيَّة استخدام المُعدَّات الجديدة بأمانٍ، ومعرفة كيفيَّة التصرُّف في حالة الطوارئ.
تساعد تقنيات الواقع المعزز والافتراضي بشكلٍ كبيرٍ في تقليل مخاطر الإصابة أو الوفاة التي قد تحدث بسبب التدريب المباشر لرجال الإطفاء، كما تقلل أيضًا من التأثير السلبي على البيئة، وتُوفِّر فرصًا عديدةً للتدريب المتخصص، والتدريب على الحوادث التي لا يمكن تكرارها بسهولةٍ، أو قد تكون إعادة إنشائها مُكلِّفةً للغاية، وتقلل تعرُّض رجال الإطفاء للبيئة المُسبِّبة للسرطان للتدريب على الذَّخيرة الحيَّة، من خلال تجربة أصوات ومشاهد مختلفة، ومنشطات أخرى يتعذَّر الوصول إليها -عادةً- في جلسة التدريب على السلامة التقليدية، ونظرًا لأنها تجعل التدريب أكثر سهولةً، فهذا سيعزز التدريب المستمر للعاملين.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد أيضًا في تعليم السلامة من الحرائق العامة.
الاختلافات بين الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR):
يمكن -أحيانًا- الخَلْط بين الواقع المعزز والافتراضي؛ حيث يرتدي المستخدمون سماعات رأس، ونظارات تَعْرض كائنات أو سيناريوهات افتراضيًّا أمامهم، ويكون المستخدمون مشاركين نشيطين في السيناريوهات، لكن بدون المخاطر التي تصاحب التدريب المباشر.
بالإضافة إلى تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، هناك تقنية الواقع المختلط MR) Mixed Reality)، في تدريب السلامة بالواقع المختلط، يتمُّ كسر الحدود بين العالم الواقعي والافتراضي، ويمكن للموظف استخدام قطعةٍ خياليةٍ من المعدات لإصلاح شيء حقيقي أو استبدال شيء بآخر حقيقيٍّ جديدٍ، ولكنه افتراضي؛ لتقييم تأثيره على عملية الأعمال، إنه يخلق تجربةً غامرةً ومفيدةً، لا تُهْدر موارد الشركة، أو تُعرِّض موظفيها لخطرٍ غير ضروريٍّ.
أمَّا في الواقع المعزز، يتمُّ وَضْع بيئة افتراضية فوق العالم الحقيقي، بمعنى آخر: ستظلُّ الغرفة أو المكان المحيط كما هو، لكن الواقع المعزز سيُظهر أشياء أخرى في المكان أيضًا. ويُعدُّ التدريب على السلامة بالواقع المعزز مثاليًّا لتدريس المهام متعددة الخطوات، وتقديم مهارات الأمان الفنية.
المخاطر والعقبات المحتملة:
وعلى الرغم من قدرتها التي لا مثيل لها على إنشاء بيئةٍ آمنةٍ للتدريب على السلامة، فإنها لا تخلو من بعض العقبات؛ كـ:
- الافتقار إلى العامل النفسي، فقد يتصرَّف الشخص بطريقةٍ معينةٍ أثناء جلسة التدريب، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالشيء الحقيقي، يمكن أن يكون ردُّ فعلِهِم مختلفًا تمامًا.
- الافتقار إلى مرونة التدريب التقليدي، فقد لا يتمكَّن الموظف من مقاطعة جلسة التدريب أثناء تقدُّمه لطرح سؤالٍ سيؤثر في النهاية على قراره وإجراءاته.
ومع ذلك، هناك فرصة كبيرة لإزالة هاتين العقبتين مع استمرار تطور تقنيات (AR وVR وMR) في المستقبل.
تطبيقات التدريب في الصناعات المختلفة:
بجانب تدريب رجال الإطفاء، يمكن استخدام تطبيقات التدريب على السلامة المعززة والافتراضية في العديد من المجالات والصناعات؛ مثل:
- في أعمال البناء: من خلال تقديم مُحَاكاة لقطعة معقدة أو باهظة الثمن من المُعدَّات، وتعليم الموظفين كيفيَّة استخدامها.
- في صناعة التعدين: يمكن لتدريب (VR) تعليم الموظفين الإجراءات الصحيحة المُتَّخذة في حالة الانهيار، أو خطر الحريق.
- صناعة النفط والغاز: يمكن لتقنية (AR) التدريب على فحص عدَّاد الغاز، وتمكين العاملين من استخدام العديد من الأدوات للإشارة إلى تسرُّب غازٍ افتراضيٍّ، والتوصل إلى خطة عمل تشغيلية تُقلِّل من المخاطر.
- في الأعمال اللُّوجستية: يمكن استخدام (MR) لتدريب مُحَاكاة السائق، وتعلُّم كيفيَّة إعداد سياراتهم، وكيفيَّة الاستجابة للمنشطات الخارجية المختلفة مثل مشكلات الطقس، والكوارث الطبيعية دون تعريض أنفسهم أو مركبات الشركة للخطر.