مقالات المجلة

علم السلامة ومنهجية التطبيق داخل المنشآت

أوضحت منظمة العمل الدولية في التقرير الذي أصدرته في اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية ضرورة تطبيق أنظمة السلامة التي يكون من دورها تقليل المخاطر، والتعامل مع الأزمات، كما أنَّ الامتثال إلى القوانين والقرارات الوزارية التي تصدرها الوزارات المختلفة حول دول العالم التي تهتمُّ بإجراءات السلامة داخل المنشآت التي تنصُّ على أهمية دور السلامة والصحة المهنية يُعدُّ من المتطلبات القانونية واجبة التنفيذ، وحيث إننا نتحدث كثيرًا عن أهمية السلامة والصحة داخل المنشآت؛ سواء تجارية أو صناعية، والتي تَكمُن في تطبيق منهج السلامة داخل تلك المنشآت، ولابد من توافر إرادة قوية حقيقية لتثبيت تلك المفاهيم عند أصحاب الأعمال والتي تنعكس على أعمالهم بالإيجاب، فكلُّنا يعلم أن من الأهداف الأساسية للسلامة والصحة المهنية الحرص على العنصر البشري، ومُقوِّمات الإنتاج من المواد الخام والآلات والمعدَّات، والالتزام بجداول الصيانات المتَّبعة داخل المنشآت، وكل هذه الأهداف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعضها ببعض، والتي تهدف في النهاية إلى دفع عجلة الإنتاج، وجَنْي الأرباح التي تحقق الاستقرار المادي والنفسي لدى العاملين وصاحب العمل.

ولكي يتم ترسيخ تلك المفاهيم، والوصول لكيفيَّة التطبيق، يجب الآتـي:

يجب على أصحاب الأعمال أن يكون بداخلهم إيمان كامل أن إدارات السلامة والصحة المهنية ذات أهمية كبيرة من خلال وَضْع الضوابط والتعليمات الخاصة باتِّباع اشتراطات السلامة داخل المنشأة.

ولذلك، تمَّ طرح بعض الأجوبة على أصحاب الأعمال لتوضيح أهمية السلامة والصحة المهنية داخل المنشآت: 

  •  هل تعلم أن وجود جهاز سلامة وصحة مهنية قوي وذي خبرة عالية، ومدعوم من صاحب العمل، يكون له دورٌ مهمٌّ، وهو أنه يكون:
    • همزة الوصل بين الإدارة العليا والعاملين، والذي يؤدِّي إلى تنفيذ سياسة المنشأة التي تعمل على تأمين بيئة العمل الخالية من المخاطر.
    •  تحديد وتحليل المخاطر داخل بيئة العمل، وهي خطوة استباقيَّة لمعرفة الخطر والتعامل معه قبل وقوعه، مع معرفة أسبابه، والوقوف على طرق مُجَابهته والقضاء عليه على المدى القريب أو المدى البعيد على حسَب شدة الخطر، واحتمالية حدوثه.
    •  رفع وَعْي العاملين من خلال الدورات التدريبية (العملية والنظرية)، وإعداد عاملٍ لديه الثقافة الكافية للمساعدة في تفادي المخاطر التي تنتج من التصرفات غير الآمنة التي تضرُّ العمال المحيطين به.
    • تحسين بيئة العمل من خلال عمل القياسات المناسبة داخل بيئة العمل لجعلها بيئةً صحيةً خاليةً من الأمراض المهنية التي قد تصدر من خلال الأعمال المكلفين بها.
    •  الحد من الحوادث والإصابات داخل بيئة العمل من خلال التحقيق في الحوادث، وعمل الإجراءات التصحيحيَّة التي من خلالها يتم وَضْع التعليمات والإرشادات؛ لتفاديها في المستقبل.

وأخيرًا، أودُّ أن أقول: إنَّ وجود جهاز السلامة بالمنشأة يُنظَر إليه على أنه جهاز غير منتج، ولكن وجود جهاز السلامة داخل بيئة العمل له أهمية كبيرة، فمن خلاله يتم توفير مصروفات غير مباشرة نتيجة وَضْع الضوابط، وإجراءات التحكُّم لمنع الخسائر التي تكون في مصلحة صاحب العمل، وأيضًا تعمل على خفض التكاليف، ويُسْهم جهاز السلامة أيضًا في الإنفاق على الإصابات، وحالات الحوادث الجسيمة، ودَفْع التعويضات، والإنفاق على الأدوية، ويعمل على امتصاص صدمات توقُّف الإنتاج في بعض الحالات، ومواجهة إهدار المنتج، وغيرها من التكاليف، ويعمل جهاز السلامة أيضًا على تفادي مخاطر الحرائق التي تؤدي إلى تدمير المنشآت بالكامل.

نرجو من الله السلامة للجميع

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *