هل من الممكن للتغيُّرات البيئية والمناخية أن يكون لها أثرٌ على سلامة الأفراد والمنشآت؟
هل من المهم مراعاة التغيُّرات البيئية والمناخية لتحقيق سلامة الأفراد والمنشآت وحمايتهم من المخاطر؟
بالطبع نعم، فقد تؤدي التغيُّرات البيئية والمناخية؛ مثل: (التيارات البحرية والهوائية – البرودة – الحرارة- تساقط الأمطار- الأعاصير… إلخ) إلى حدوث الكثير من المخاطر للأفراد إذا لم تكن في الحسبان، أو إذا لم يتمَّ تجهيز وسائل الأمان والحماية لمواجهتها، فكثيرًا ما نتعرَّض لتغيُّرات معروفة، وأحيانًا غير معروفة، أو غير مُتوقَّع حدوثها.
ونذكر منها بعض الأمثلة فيما يلي:
- عند إنشاء المباني من الضروري النظر إلى العوامل البيئية والمناخية المحيطة بالمكان الذي سيتم البناء عليه، وتأثيرها على المدى البعيد، وما قد تُسبِّبه من مخاطر؛ سواء انهيارات، أو تصدعات، أو هبوط؛ مثال ذلك: (أَشعَّة الشمس – الرطوبة – سقوط الأمطار – الضغط الجوي والرياح)، ونذكر مثال ذلك:
– تؤثر درجات الحرارة بصورةٍ مباشرةٍ على أنواع مواد العزل الواجب استخدامها في المباني، وأيضًا المواد للواجهات الخارجية، والمواد الداخلية المستخدمة، والألوان ودرجاتها، ودرجة امتصاصها للحرارة، وكذلك نوعية المواد المستخدمة في التصميم للمباني، وقياس درجة انعكاس هذه المواد، كما أنَّها تؤثر على توجيه المبنى إلى مناطق الإشعاع الشمسي لاكتساب المزيد من الإنارة الطبيعية، أو تؤثر على حجم ومساحة الفتحات في المباني.
– في بعض شركات البترول يتمُّ الحفر على أعماق وأقطار ومساحات مختلفة، وأحيانًا لا يراعى طبيعة التربة نفسها، وهل تتحمَّل المُعدَّات المارَّة عليها أو لا، هل من الممكن حدوث هبوط أو لا، كل ذلك لابد من مراعاته قبل بدء العمل.
– البناء على مَخرَّات السيول، وعدم الأخذ في الاعتبار ما قد يحدث بعد ذلك من انهياراتٍ للمباني، وخسائر مادية وبشرية في حالة حدوث سيول.
- حوادث الشبورة المائية نتيجة لانعدام الرؤية بشكلٍ جيدٍ؛ ممَّا يستوجب توخِّي الحذر، وتهدئة السرعة بصورةٍ تتناسب مع مستوى الرؤية الأفقية، وإضاءة جميع الإضاءات الخاصة بالسيارة.
- استخدام الهاتف الأرضي أثناء العواصف الرعدية هو السبب الأول لإصابات البرق، فالبرق يدخل البيت من أيِّ شيءٍ يوصل الكهرباء؛ مثل: أسلاك الهاتف، والصرف الصحي، والكهرباء.. تجنَّب الوقوف بجوار الأشجار أثناء العواصف أو الرياح الشديدة.
- في مهنة الصيد يجب مراعاة الظروف المناخية قبل الشروع في الرحلة، وهل وسيلة النقل أو المركبة المستخدمة تغطي المسافة والعمق المحدد للصيد، والأدوات الموجودة ملائمة للاستخدام، وهل تمَّ توفير وسائل الحماية والإنقاذ الكافية في حالة حدوث أي تغيُّرات مناخية مفاجئة.
- القيام بالعمل في بيئةٍ غير آمنةٍ؛ مثل: وجود زواحف ضارَّة؛ كالثعابين والعقارب وغيرها، أو حيوانات مفترسة، كل ذلك يُهدِّد أمن وسلامة الأفراد. يجب مراعاة التغيُّرات البيئية والمناخية في بعض الوظائف التي تتأثَّر بتغيُّر المناخ، وأَخْذ احتياطات الأمن والسلامة التي تحمي الأفراد من المخاطر التي من الممكن أن يتعرَّضوا لها؛ مثل: (أعمال الهندسة المدنية، أو الأعمال المعمارية، أو أي أعمال أخرى يتطلَّب إنجازها التواجد في مواقع العمل)؛ لأنَّها ستؤثر على أداء العاملين.
- استهتار البعض وقيامهم ببناء مساكنهم بالقرب من أماكن البراكين، بل وعلى مُنْحَدراتها أيضًا؛ مثال: (بركان فيزوف)، تُحيط به القرى والمدن، وتُغطِّيه حدائق الفاكهة، وبساتين العنب، وجميعها تنتشر على جوانبه حتى قرب قمته، وهذه البراكين لا ترحم؛ إذ تثور من وقتٍ لآخر، فتدمر قريةً أو أخرى، وذلك يشير إلى الخطر الدائم المحيط بالمنطقة.
- بعض حوادث الطرق نتيجة ظهور حيواناتٍ بشكلٍ مفاجئٍ، وذلك لوجود طرق السيارات بالقرب من أماكن الحياة البرية، أو الطرق الصحراوية، وعدم إمكانية تنبُّؤ الإنسان أو الحيوان بتصرُّفات الآخر؛ ممَّا ينتج عنه حوادث خطيرة أثناء محاولاتهم تفادي الحيوانات على الطريق، أو التوقُّف لتجنُّب الاصطدام بهم، فلذلك من المهم وَضْع لوحاتٍ تحذيريةٍ تُنبِّه المارِّين بهذه الطرق بوجود حيواناتٍ، وتوخِّي الحذر أثناء السير في مثل هذه الطرقات.
وكما نُذكِّر أنفسنا وإياكم، وسائلُ الحماية تمنعُ الخطر في البداية، وتُقلِّل الخسائر في النهاية.