مقالات المجلة

تقنية المراقبة الحرارية المستمرة

مقدمة:

تستمرُّ الحرائق الكهربائية في تعريض الأرواح البشريَّة والممتلكات للخطر، وتعتبر الوصلات الكهربائية الخاطئة والمَعيبة سببًا رئيسًا للأعطال في تركيبات الجهد المتوسط ​​والجهد المنخفض، ويمكن أن تتسبَّب الممارسات الخاطئة في الخدمة أيضًا في حدوث مشكلات خطيرة، ويمكن أن تؤدي أي أخطاء في الفحص أو إعادة التثبيت أثناء اختبار عزل الكابلات أو الصيانة على قواطع الدائرة إلى نقطة اتصالٍ غير موثوقةٍ.

وبالنسبة لمثل هذه الوصلات، تؤدِّي زيادة مقاومة التلامس إلى زيادة درجة الحرارة، والذي بدَوْره يمكن أن يتسبَّب في نُشُوب حريقٍ، أو وَمْضةٍ كهربائية، أو حدوث انفجارٍ؛ لذا فمن الضروري اكتشاف أي ارتفاعٍ غير طبيعيٍّ في درجة الحرارة في وقتٍ مبكرٍ بما يكفي لمنع الحرائق .

نقاط الضعف المحتملة في عمليات الفحص الحراري:

الأسلوب الأكثر شيوعًا لعمليات الفحص الحراري هو استخدام التصوير الحراري بالأشعَّة تحت الحمراء، وهي كاميرا حراريَّة لفحص المناطق الأكثر خطورةً في المُعدَّات الكهربائية، ويتمُّ ذلك عادةً على فترات منتظمة، على سبيل المثال: كل (12 شهرًا) على الرغم من فعالية هذه الطريقة، إلَّا أن بها بعض نقاط الضعف المحتملة:

  • أولًا: نظرًا لأنَّ عمليات التفتيش لا تتمُّ إلا على فترات زمنية محددة، فقد لا يتمُّ تنبيه الموظفين إلى التدهور السريع لنقطة اتصالٍ مُعيَّنةٍ.
  •  ثانيًا: لاختبار المُعدَّات النَّشطة، غالبًا ما يتمُّ تثبيت نافذة الأشعَّة تحت الحمراء في باب مجموعة المفاتيح لتمكين الوصول إلى الكاميرا، أو قد يحتاج المُشغِّل إلى فتح بابٍ للوصول إلى مُعدَّات الجهد المنخفض. وتُشكِّل المساحة المحدودة ووَضْع الكاميرات، وإمكانيَّة رؤية نقاط الاتصال تحدياتٍ لإتمام عملية الفحص، كما يمكن أن تثير مثل هذه الظروف مخاوف أخرى تتعلَّق بالسلامة خاصة بخطر التعرُّض للفلاش القوسي.
  • أخيرًا: عمليات الفحص باستخدام التصوير الحراري بالأشعَّة تحت الحمراء مُكلِّفة اقتصاديًّا.

تقنية المراقبة الحرارية المستمرة:

تُوفِّر تقنية المراقبة الحرارية المستمرة طريقةً أكثر أمانًا وشموليةً وفعاليةً من حيث التكلفة للكشف عن المخاطر الحرارية، وتتميَّز تلك التقنية بما يلي:

  •  اليقظة المستمرَّة:

يتمُّ إجراء المراقبة الحرارية باستخدام أجهزة استشعارٍ حراريةٍ فرديةٍ، والتي قد تُوفِّر أيضًا إمكانات إضافية؛ مثل: مراقبة الرطوبة، ويمكن تثبيتها بشكلٍ دائمٍ على وصلات القضبان ذات الجهد المتوسط ​​أو المنخفض، وتوصيلات الكابلات، وجهات اتصال القاطع، وكابلات الدخول والخروج من المحولات، وكذلك الملفات.

وتتيح المستشعرات إمكانيَّة المراقبة المستمرة المتزامنة -أي: في الوقت الفعلي بصورةٍ مستمرةٍ- لارتفاعات درجات الحرارة غير الطبيعية، وتتمكَّن أيضًا تلك الأنظمة من التنبُّؤ بدرجة حرارة قضيب التوصيل، ومقارنتها بدرجة الحرارة الفعلية؛ مما يساعد على اكتشاف ارتفاع درجات الحرارة غير المعتادة بشكلٍ أكثر دقَّة.

  •  الاتصال اللَّاسلكي:

تتضمَّن المستشعرات إمكانية الربط الشبكي اللَّاسلكي؛ مما يُسهِّل عملية التثبيت، كما أنَّه يزيل أي مشكلاتٍ تتعلق بالعزل، وتتيح شبكة المستشعرات على مستوى المنشأة المراقبة الآليَّة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لأيِّ حالاتٍ شاذةٍ حراريةٍ دون الحاجة إلى عمليات التفتيش اليدوية والمخاطر المرتبطة بالموظفين، ويتم -عادةً- تحميل البيانات إلى نظام إدارة طاقةٍ في الموقع.

  •  البقاء على الاطلاع بكلِّ المخاطر:

تشتمل أنظمة المراقبة الحرارية المستمرة -عادةً- على إمكانيات التنبيه الآلي، وإرسال الإنذارات إلى الأجهزة المحمولة للعمليات، وفِرَق الصيانة لمساعدتها على الاستجابة قبل حدوث أي تلفٍ للمُعدَّات، ويمكن بعد ذلك استخدام التطبيق التحليلي الحراري لعَرْض البيانات ودرجة الحرارة في الوقت الحقيقي والرطوبة حسَب المنطقة والمُعدَّات والمستشعر، ويمكن أن تساعد تلك البيانات في التنبُّؤ بالمشكلات الحرارية قبل وقتٍ طويلٍ من تسبُّبها في حدوث مشكلةٍ، ويمكن أن يساعد التحليل من الطور إلى الطور في زيادة تمييز المشكلة وعزلها.

  •  مردود اقتصادي أعلى:

عند الأَخْذ في الاعتبار جميع الفوائد المذكورة أعلاه، يمكن أن تُقدِّم المراقبة الحرارية المستمرة زيادةً كبيرةً في عائد الاستثمار مُقارَنةً بالتصوير الحراري التقليدي بالأشعَّة تحت الحمراء، وتشير التقديرات إلى أن التَّصوير الحراري بالأشعَّة تحت الحمراء يُقدِّم عائدًا يصل إلى (4: 1)، إذا تمَّت متابعة المشكلات بإصلاحاتٍ في الوقت المناسب، وبالمقارنة يمكن أن يُوفِّر حلُّ المراقبة الحرارية المستمرة عائدًا يصل إلى (10: 1).

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *