مقالات المجلة

السلامة العامة في المشاتل الزراعية، وطرق التخلُّص من النُّفايات الزراعية

مقدمة:

الهدف النهائي للسلامة الزراعية هو إنشاء بيئة عمل آمنة؛ حيث يكون جميع الأطراف المشاركة في العمليات آمنةً، وتشعر بالثقة والأمان في أداء مهامها، ويتعامل المزارعون مع مجموعة متنوِّعة من المخاطر كلَّ يوم: (استخدام الآلات الثقيلة إلى مُنَاولة المواد الكيميائية)، ومن خلال إنشاء أنظمة تضمن سلامة المزرعة أو المشتل لمنع الحوادث والإصابات، يمكنهم ضمان سلامة سلسلة التوريد الغذائي، وتزويد الجميع بالغذاء والموارد، ويجب أن يكون للمشاتل الزراعيَّة استخدامٌ رئيس مسموح به في الأراضي المعتمدة من الدولة، حيث إنَّ الغرض من هذه المشاتل هو تشجيع تطوير الأراضي الزراعية، وتحسينها، وتحسين الإنتاج وزيادته، ويجب ألَّا تخضع الاستخدامات والهياكل الزراعية داخل المنطقة الزراعية بشكل عام لتصاريح الاستخدام الخاصة، أو فروق الاستخدام، أو متطلَّبات الاستخدام غير المطابقة لمواصفات السلامة العامَّة.

ويقوم أصحاب المشاتل بجَلْب العمال للعمل في المشاتل الزراعية بحيث يقومون بزراعة البذور، وقد يتعرَّض العمال لمخاطر عديدة أثناء عملهم في المشاتل؛ منها:

١-ارتفاع درجات الحرارة في البُيُوت البلاستيكية.

٢-ضغط الهواء، ونسبة الرطوبة عالية جدًّا.

٣ـ يمكن أن يتعرَّض المشتل إلى حريق محتمل؛ لأنَّ مادة النايلون سريعة الاشتعال.

٤- يمكن التعرُّض إلى التسمُّم هناك، ويكون برشِّ المبيدات الحشريَّة.

٥ـ تعقيم العمال للصناديق التي يزرع بها البذور بمادة كيماوية، وهي سائل الكلور بنسبة تركيز عالية.

الطريقة السليمة للعمل في المشاتل بطريقة مطابقة للسلامة العامة:

١- الحرص على وجود أجهزة لمكافحة الحريق؛ لأنَّ المشاتل مُحصَّنة بمادة النايلون، وهي سريعة الاشتعال، مصنوعة من مادة بترولية، وهي من خام البوليثيلين أوليفين.

٢- تصميم الخزَّان اللازم للإطفاء مطابقًا للسلامة العامة، ووجود أيضًا طفَّايات الفوم الرغوي، وغاز  FM200، وهو أفضل من الهالون؛ لأنَّ الهالون غير صديقٍ للبيئة، وهو يؤثر على الغلاف الجوي.

٣- تحديد ساعات العمل في المشاتل، خصوصًا في فصل الصيف؛ لأنَّ درجة الحرارة للمشتل تصل أحيانًا من (50 إلى 60 درجة مئوية).

٤- تصميم ووجود إشارات تحذيرية، وتصميم موقع للإخلاء إلى منطقة آمنة، وتدريب العاملين على الإخلاء؛ لأنَّ عملهم في موقعٍ خطيرٍ، وهو قابل للاشتعال في أيِّ لحظة.

٥- ممنوع منعًا باتًّا التدخين داخل الموقع، ويلزم وجود إشارات تحذيرية بذلك حتى خارج الموقع.

٦- لُبْس معدَّات الوقاية الشخصية من قِبَلِ العامل؛ خوفًا من تعرُّضه إلى حروق؛ لأنَّ الكلور مادة سائلة مُركَّزة، وتُسبِّب سرطانات وحروقًا، وهي عبارة عن: (القُفَّازات، والكمامة، والنظارة، والأفرهول الخاص).

٧- بعض أصحاب المشاتل يقومون بجلب فرن حراري بهدف تعقيم الصناديق لقتل البكتيريا والطحالب والطفيليات، وتجهيزها لزراعة البذور فيها، ويجب أن تمكث في الفرن ساعتين على الأقل في درجة حرارة الفرن الَّتي تتراوح من (70 إلى 75 درجة مئوية)، وهي الطريقة الآمنة والأنسب في تعقيم الصناديق لتعبئة البذور فيها أكثر من مادة الكلور.

٨- يلزم وجود شفَّاطات أو مراوح للمحافظة على نسبة الرطوبة، وجودة الهواء، والضغط الجوي.

٩- الصيانة الدورية لماكينات التمديدات الكهربائية.

١٠- النظافة الدورية للمشتل بهدف التعقيم.

١١ـ تجنُّب إلقاء المواد الكيميائية، والمُخلَّفات العضوية في الأماكن العامة أو المياه، واستخدام طرق التدوير أو المعالجة البيئيَّة للمخلفات؛ مثل: الكمبوست، للتخلُّص من بقايا النباتات.

١٢- فصل المُخلَّفات الصُّلبة والسائلة، ومعالجتها بشكلٍ صحيحٍ، واستخدام صناديق أو حاويات مُخصَّصة لجمع المخلفات قبل التخلُّص منها بطرق معتمدة بيئيًّا.

١٣- التأكُّد من وجود مُعدَّات الإسعافات الأوليَّة في الموقع، ومعرفة كيفيَّة استخدامها.

١٤- تخزين المبيدات والأسمدة في أماكن مُخصَّصة وآمنة بعيدًا عن متناول الأطفال والحيوانات.

١٥- تدريب العاملين على كيفيَّة استخدام الأدوات والآلات بشكلٍ صحيحٍ تجنُّـبًا للإصابات؛ حيث يتمُّ تخزين المبيدات الحشرية في مكانٍ تكون فيه درجة الحرارة تتراوح بين (5 إلى 30 درجة مئوية).

وباتِّباع هذه الإرشادات يمكن ضمان بيئة عمل آمنة، والحفاظ على جودة الإنتاج الزراعي، وحماية البيئة المحيطة.

التخلُّص الآمن من النُّفايات الزراعية:

في العديد من مناطق العالم، تتزايد أهميَّة الدراسات لقياس الضغوط البيئيَّة الناشئة عن الأنشطة الزراعية، وفي هذا السياق يتمُّ التأكيد على قضايا؛ مثل: (انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والنُّفايات الزراعية، وتدهور الأراضي – التحلُّل، والتدهور – والطاقة، واستهلاك المياه)، ويتمُّ توليد النُّفايات الزراعية بسبب العمليات الزراعية المختلفة، وهي غنيَّة بالمكونات العضوية وغير العضوية، ومن الناحيتين الاقتصادية والبيئية، تُعْتبر النُّفايات الزراعية مهمَّة.

ويُعدُّ التخلُّص السليم من النُّفايات أمرًا ضروريًّا للحفاظ على بيئة نظيفة وصحيَّة، مع تعزيز الاستخدام الفعَّال للأراضي، والحفاظ على الموارد، ولا تُقلِّل ممارسات الإدارة المستدامة للنُّفايات من المخاطر البيئية والصحية المرتبطة بالتخلُّص غير السليم من النُّفايات فحَسْب، بل تُسْهم أيضًا في الاستدامة الشاملة للأنظمة الزراعية.

أهمية التخلُّص السليم من النُّفايات:

من ناحية أخرى، تُقدِّم سلامة ممارسات إدارة النُّفايات المسؤولة العديد من الفوائد:

    • حماية البيئة: تساعد الإدارة السليمة لنُفَايات المزرعة في تقليل التأثير السلبي للنُّفايات الزراعية على البيئة، بما في ذلك تلوث الهواء، والماء، والتربة.
    • تحسين صحَّة التربة وخصوبتها: يعمل بعض طرق التخلُّص على تحسين جودة التربة عن طريق إضافة المواد العُضْوية والمُغذِّيات والكائنات الحية الدقيقة المفيدة، وهذا يُعزِّز خصوبة التربة وهيكلها، وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه؛ ممَّا يؤدِّي إلى محاصيل أكثر صحة وإنتاجيَّة.
    • مكافحة الأمراض والآفات: يمكن أن تؤدِّي الإزالة الفورية، والتخلُّص السليم من بقايا المحاصيل، أو النباتات التالفة، أو المواد المصابة إلى تقليل مخاطر تفشِّي مُسبِّبات الأمراض والآفات، وحماية المحاصيل، وإنتاجيَّة المزرعة الإجماليَّة.
    •  توليد الطاقة المتجدِّدة: يمكن استخدام بعض مواد النُّفايات الزراعيَّة (مثل: بقايا المحاصيل، والروث الحيوانـي)، لإنتاج طاقة متجددة من خلال عمليات؛ مثل: الهضم اللَّاهوائي، أو إنتاج الفحم الحيوي.
    • توفير التكاليف والكفاءة من خلال تحسين استخدام الموارد: على سبيل المثال: يمكن أن يؤدي تحويل النُّفايات العُضْوية إلى سماد، إلى إنتاج أسمدة غنيَّة بالمُغذِّيات؛ ممَّا يقلل الحاجة إلى شراء بدائل اصطناعية، بالإضافة إلى ذلك تُقلِّل الإدارة الفعالة للنُّفايات من مخاطر الغرامات التنظيمية المرتبطة بالتخلُّص غير السليم من النُّفايات.

 طرق حول كيفيَّة التخلُّص من نُفَايات المزارع من أجل إدارة النُّفايات بكفاءة:

  1. التسميد:

التَّسميد هو عملية طبيعية تُحوِّل النُّفايات الزراعية العضوية إلى سماد غنيٍّ بالمغذيات، إنَّها طريقة فعَّالة من حيث التكلفة، وصديقة للبيئة، ومناسبة لمختلف مواد النُّفايات الزراعية.

  1. الهضم اللَّاهوائي:

الهضم اللَّاهوائي هو عمليَّة تقوم بتكسير النُّفايات العضوية في حالة عدم وجود الأكسجين، وتحويلها إلى غازٍ حيوي، ومواد غنيَّة بالمغذيات، وهذه الطريقة مناسبة بشكلٍ خاصٍّ لإدارة النُّفايات الزراعية ذات المحتوى العضوي العالي؛ مثل: روث ومخلَّفات المحاصيل.

  1. الدفن:

يتضمَّن الدفن التخلُّص المراقب من النُّفايات الزراعية في مناطق محددة في المزرعة، وهذه الطريقة مناسبة للمواد العضوية فقط، ويجب أن تتبع اللوائح المحلية.

4 . إنتاج الفحم الحيوي:

الفحم الحيوي هو مادَّة شبيهة بالفحم تُعزِّز خصوبة التربة، وتُحسِّن احتباس الماء، وتعزل الكربون، ويُمْكن تحويل نُفَايات المزرعة إلى فحمٍ حيويٍّ من خلال عملية تُسمَّى: (الانحلال الحراري)، والتي تتضمَّن تسخين النُّفايات في بيئة ذات أكسجين محدود.

  1. التغطية:

تتضمَّن التغطية وَضْع طبقة من النُّفايات الزراعية على سطح التربة لقمع الأعشاب الضارَّة، والحفاظ على الرطوبة، وتحسين صحة التربة.

  1. الحرق:

يمكن أن يكون حَرْق النُّفايات الزراعية خيارًا لأنواع مُعيَّنة من النُّفايات؛ مثل: بقايا المحاصيل الجافَّة، ومع ذلك من المهمِّ توخِّي الحذر، والامتثال للوائح والمبادئ التوجيهيَّة المحلية المتعلقة بالحرق الخاضع للرقابة، علاوةً على ذلك: يجب استخدام هذه الطريقة فقط عندما يكون حرق النُّفايات ضروريًّا تمامًا؛ لأن الطرق الأخرى ليست خيارًا.

الخاتمة:

تتعلَّق سلامة المزرعة بالتدابير الاستباقيَّة المنفذة للحدِّ من الأخطار المادية، والمخاطر الأخرى في البيئة الزراعية؛ مثل: الأضرار التي تلحق بالممتلكات، والنكسات المالية، وتشمل: العمليات التي تهدف إلى حماية رفاهية عمال المزارع، ودعم السلامة والنبات، وصيانة المُعدَّات، وحماية النظام البيئي الذي ينتمون إليه، ويمكن أن يساعد تدريب المزارعين ومزارعي الأشجار على تشغيل الآلات بأمانٍ، واستخدام مُعدَّات الحماية بشكلٍ صحيحٍ في تقليل العدد الكبير من الحوادث.

ويُعدُّ التخلُّص السليم من النُّفايات أمرًا ضروريًّا للحفاظ على بيئة نظيفة وصحية، مع تعزيز الاستخدام الفعال للأراضي، والحفاظ على الموارد، ولا تُقلِّل ممارسات الإدارة المستدامة للنُّفايات من المخاطر البيئية والصحية المرتبطة بالتخلُّص غير السليم من النُّفايات فحسب، بل تُسْهم أيضًا في الاستدامة الشاملة للأنظمة الزراعية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *