مقالات المجلة

الضغوطات النفسية الناجمة عن الأداء في بيئة العمل

الضغوطات النفسية الناجمة عن الأداء في بيئة العمل، وعلاقتها بالحوادث المهنية

إنَّ موضوع حوادث العمل من الموضوعات المهمة؛ حيث كشفت معظم الدراسات التي أُجريَت في مجال حوادث العمل أنَّ هناك تَعدُّدًا في الأسباب التي تُسْهم في وقوع الحوادث (عوامل نفسية وتنظيمية متعلقة بنوعية العمل، أو النقص في قواعد السلامة المهنية في بيئة العمل)، وما ينجرُّ عنها من آثارٍ؛ سواء على مستوى الصحة النفسية للفرد، أو على مستوى المؤسسة التي يعمل بها.

وقد زاد في الفترة الأخيرة وَعْي إدارة المنظمات لمسؤولياتها الاجتماعية تجاه المجتمع، وأهميَّة ذلك في علاقة المنظمة ببيئتها المحيطة، وبجماهيرها، وقدرتها على الاستمرار والنجاح على المدى البعيد، فالعامل في المنظمة إنسان، وهو محور العملية الإنتاجية، ولابد من الاهتمام به كإنسانٍ، وهو فردٌ في المجتمع له تأثير كبير في تشكيل الصورة الذهنية للمنظمة لدى جماهيرها، وأهدافها، وسياستها، وإدارتها.

كما يقدم الاهتمام بصحة وسلامة العاملين نتائج اقتصادية إيجابية؛ مثل: تحسين الخدمات المُقدَّمة، وتقليل تكاليف مرض العاملين ومعالجتهم، وغيابهم عن العمل، أو تركهم له، ونفقات التحقيق في الحوادث الناجمة.

ويتبيَّن من خلال الدراسات الكثيرة -خاصةً في علم النفس التنظيمي والصناعي- أن تعرُّض الفرد العامل للضغوطات في بيئة العمل يُعرِّضه إلى الوقوع في حوادث عملٍ تنجرُّ ىعنها إصابات؛ كالجرح أو الوفاة، وعليه: فالضغط الذي يتعرض له العامل يُعدُّ عاملًا مُسبِّـبًا للحوادث، فتعرُّض العامل للتعب أو الملل، أو لانخفاض الروح المعنوية، وعدم رضاه عن العمل- يؤدِّي إلى التأثير السلبي على الجانب النفسي، ثم الجسمي للعامل؛ ممَّا يُشكِّل ضغطًا نفسيًّا، واجتماعيًّا، وجِسْميًّا عليه، وعلى سلامته وصحته، فكلما ارتفع معدل الضغط لديه، زادت إمكانية تعرُّضه لحوادث العمل، حيث يُعَدُّ الضغط عاملًا رئيسًا في كثيرٍ من المشاكل التنظيمية، ومُسبِّـبًا للانخفاض في الأداء، والتغيُّب عن العمل، وهو يؤدِّي بذلك إلى الوقوع في الحوادث التي تؤدي إلى خللٍ صحيٍّ على جسم ونفسية العامل.

وعليه، فللتخلُّص وتقليص ضغوط العمل يبقى على المؤسسات والمنظمات الوظيفية دورٌ مهمٌّ جدًّا يقع في نطاق مسؤولياتها بشكلٍ مباشرٍ لتحفيز العاملين، وحَمْلهم على أداء الوظائف المُوكَلة إليهم بنجاحٍ، حيث إنَّ الحد من مشكلات العمل وضغوطه من شأنه أن يُقلِّل من الإصابات، وحوادث العمل، والحفاظ على الصحة والسلامة للعاملين داخل المؤسسة.

ومن أهمِّ التوصيات التي يمكن التوصُّل إليهـا:

  •  تحسين ظـروف العمـل المناسبة ليصـبح أكثر ملاءمـةً للعامـل مـن حيـث الظـروف الفيزيقيـة (الإضـاءة، الحرارة، الضوضاء…)؛ ممَّا يُقلِّل ويخفض معدلات الحوادث في بيئة العمل.
  •  مُواءَمة العامل للعمل بوضع واستخدام اختبارات مختلفة ودقيقة عن السِّمات أثناء عملية الاستقطاب التي تفيد في تخفيض معدلات الحوادث، من حيث الاضطرابات الانفعالية، والاندفاع، ونقص النُّضج النفسي.
  •  تحديد ساعات العمل بحيث لا يُرهَق العامل.
  •  توزيع الأجور بالعدل وَفق مهارات العمال.
  •  وجود فرص للترقية، والتقدُّم الوظيفي.
  •  وَضْع التعليمات الخاصة بالعمل، ووضوح اختصاصاته ومسؤولياته.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *