يعتبر قطاع البناء مساهمًا رئيسًا في اقتصاد الدول، وأحد أسرع القطاعات نموًّا، وذلك للطلب المتزايد باستمرارٍ على الإسكان ومشاريع البنية التحتية، ومن المهم -بلا شكٍّ- تحسين سلامة البناء، وإيلاء الاهتمام الواجب للإصابات والأمراض المهنية، ونظام التسجيل، وطُرُق الوقاية، وتطوير مهارات جديدة لإدارة السلامة.
وتضع صناعة البناء العمال تحت ضغطٍ كبيرٍ، وتُعرِّضهم للعديد من المخاطر الصحية المحتملة. إنَّ إصابات العمل تُشكِّل خطرًا كبيرًا على حياة العاملين الذين يُمثِّلون الأساس الاقتصادي لأي دولةٍ، وتُبيِّن منظمة العمل الدولية أن هناك حادثة وفاة كل ثلاث دقائق بسبب العمل، كما أن هناك أربع إصابات مختلفة تحدث في العالم كل ثانيةٍ.
وتُعدُّ أعمال البناء والإنشاء والأعمال العامة الأكثر تعريضًا للعمال لإصابات العمل؛ لأن طبيعة العمل مرتبطة بكثيرٍ من المخاطر، خاصةً مع زيادة عبء العمل؛ حيث تَزيد نسبة حدوث الإصابات في هذا القطاع بنسبة (40%) من مُجْمل الحوادث في قطاعات العمل، كما أَنَّ معدل وفيات العمال أعلى في صناعة البناء من أيِّ صناعةٍ أخرى في كل دول العالم.
وتشمل المخاطر الشائعة: انهيار السَّقَّالات، والسُّقوط من السلالم، وكسر المُعدَّات، والسقوط من على السطح، وهذه الأسباب تتعلَّق بالطبيعة الفريدة للصناعة، والسلوك البشري، وظروف موقع العمل الصعبة، وسوء إدارة موقع العمل؛ ممَّا يؤدِّي إلى أساليب ومُعدَّات وإجراءات عمل غير آمنة.
وتُعَانِي أنشطة السلامة والصحة المهنية -بالرغم من أهميتها للموارد البشرية في جميع أوجه العمل- من الغياب أو التَّهميش من جانب الشركات والمؤسسات.
إنَّ الالتزام بكامل نواحي السلامة والصحة المهنية يضمن عملًا مأمونًا ولائقًا يُتِيح الإنتاج بكفاءةٍ عاليةٍ، ويضمن سلامة العاملين وصحَّتهم، وتَمتُّعهم بالحماية والرَّفاهية. ومن أهمِّ العناصر لتنمية منظومة السلامة والصحة المهنية: الارتقاء بالإمكانات الفنية لفِرَقِ التفتيش، ودقَّة التوثيق والبحوث.
ومن أهمِّ الأدوار التي يجب الاهتمام والتأكيد عليها: وظيفة (مراقب السلامة) بمواقع العمل الإنشائية الذي يعتبر المسئول الأول المباشر عن عدَّة مهام؛ منها:
- تنفيذ توجيهات الدفاع المدني الوقائية.
- تدريب العاملين على عمليات الإخلاء في حالة الطوارئ.
- مَنْع أي مصدرٍ للاشتعال، مع الصيانة المستمرَّة لمُعدَّات الإطفاء.
- التأكُّد من وجود اللَّوحات الإرشادية، وخاصةً الأماكن الخطرة.
- وكَذَلك التأكُّد من الالتزام بالشروط الآمنة لتشغيل المُعدَّات؛ مثل: الرَّوافع.
- التعامل الآمن مع التيار الكهربائي.
- اتِّباع شروط السلامة عند القيام بأعمال الحفر والسَّقَّالات.
- بالإضافة إلى النظافة العامَّة لموقع العمل، والتخزين الآمن للمواد الخام والمعدات.
أمَّا مُعدَّات الوقاية الشخصية، فيجب توافرها مع التدريب المستمر على صيانتها واستخدامها الأمثل.
كما يجب أن يتمَّ تحليل شدَّة المخاطر لجميع الأنشطة المنفذة بمواقع العمل بمعرفة مدير السلامة، ويتولَّى مدير الإدارة مناقشة تحليل شدة المخاطر في مكان العمل بالتنسيق مع مسئول السلامة، ويؤخذ في الاعتبار مدى خِبْرة الموظفين والعاملين بالموقع عند تحليل درجة الخطورة لكل نشاطٍ في موقع العمل، ويتمُّ عمل خُطَّة لمنع الحوادث، وتسجل متطلبات السلامة والصحة المهنية بعقود المقاول الرئيس للأعمال، أو (المنفذ الرئيس).
وتشمل مخاطر الصِّحَّة المهنيَّة بمواقع الإنشاءات العديد من المخاطر؛ مثل:
- الحوادث؛ مثل: السُّقوط من المرتفعات، أو أسطح المنازل، أو انهيار الهياكل الإنشائية.
- الإصابات القطعيَّة بسبب استعمال الآلات غير المحمية، أو الاصطدام بمُعدَّات البناء الثقيلة.
- المخاطر الفيزيائية؛ مثل: الصَّعق بالكهرباء، أو التعرُّض للذبذبات إما للأطراف مثل مُعدَّات التخريم، أو ذبذبات لكلِّ الجسم؛ كسائقي اللوادر.
- التعرُّض لغبار السيليكا، أو الأسبستوس.
- التعرُّض لانبعاثات الأبخرة من عمليات اللحام بما فيها من أبخرة الرَّصاص والكادميوم والمنجنيز.
- التعرُّض للقطران في عمليات رَصْف الطرق، وعادم المُحرِّكات (الأدخنة).
- التعرُّض لبعض الكيماويات الأخرى؛ مثل: الدهانات، والمُذِيبَاتِ العُضويَّة.
والإصابات الأكثر حدوثًا بمواقع العمل تتمثَّل في: الكَدَمات، والجروح، ونزيف الأنف، والحروق بكل درجاتها، والإعياء من شدَّة الحرارة، والإغماء.
ويتمُّ حِفْظ سجلٍّ يوميٍّ بالإسعافات الأوليَّة، وحالات علاج الطوارئ البسيطة، وتُدوَّن وتُرسَل لمسئول السلامة والصحة المهنية.
ومن الضروري التأكيد على وجود الشخص القادر على القيام بالإجراءات الإسعافيَّة العاجلة المُتعَارف عليها لكلِّ حالةٍ طارئةٍ في حالة وقوع أي حادثةٍ لسرعة إنقاذ المُصَاب، وفي أسرع وقتٍ للتقليل من تأثير الإصابة، وهذا لحين وُصُول الطبيب، أو نَقْله لأقرب مستشفًى.
كما يُحفَظ بسجلَّات العاملين المُعرَّضين للمواد السامَّة، وتدريبهم على كيفيَّة الوقاية، وأساليب التعامل معها. ويَلْتزم المسئول عن تقديم كُشُوفات بعدد ساعات العمل التي يتعرَّض فيها العاملون لهذه المخاطر، وهذا بصفةٍ دوريةٍ شهريًّا
وفي حالة حدوث أي حادثٍ أو إصابةٍ، يجب الإبلاغ، وحِفْظ السجلَّات من جانب مسئول السلامة، وإبلاغ مدير الموقع، ومن ثَمَّ الإبلاغ لمكتب العمل، قسم السلامة والصحة المهنية، خلال (24 ساعة) من وقوع الحادث الجسيم حسَب نص قانون العمل.
ويشمل الحادث الجسيم أيَّ كسرٍ فيما عدا كسور أصابع اليدين أو القدمين، وأيضًا فقدان تام لأيِّ عضوٍ أو جزءٍ من أعضاء الجسم، أو وظيفته، أو خلع الكتف، أو الوَرِك، أو الرُّكبة، أو إزاحة في فِقْرةٍ أو أكثر من فِقْرات العمود الفِقَري، أو فقدان مؤقت أو دائم للإبصار، أو أي إصابةٍ للعين تستدعي معالجة طبيَّة، ومراجعة الطبيب للمتابعة.
هذا بالإضافة إلى الإصابات الناتجة عن الصَّعقة الكهربائية، أو الصدمة، أو الاختناق، أو الإجهاد الحراري، وتُؤدِّي إلى فقدان الوعي، وتَسْتدعي إدخال المُصَاب إلى المستشفى لأكثر من (24 ساعة)، وحروق الدرجة الثالثة.
ثم يُعقَد اجتماع للجنة السلامة للمشروع لمناقشة تفاصيل ومُلَابسات الحادث لوضع الاحتياطات لمنع تكراره مستقبلًا، ويتمُّ حِفْظ محاضر التحقيق في الحوادث والإصابات والأمراض المهنية كما هو مُحدَّدٌ بجدول الأمراض المهنية لكل دولةٍ.
ويلتزم صاحب المنشأة بإجراء الكشف الطبي الدوري للعاملين لضمان الحفاظ على قدرة العمال على التعامل مع المتطلبات الجسدية والنفسية والاجتماعية في العمل، وإطالة أَمَد الحياة العملية.
جهود ممتازه مواضيع مرتبه وموضوعيه نتمنى أن يكون هناك تشبيك وربط مع المؤسسات والمراكز والجامعات ويكون هناك تجميع لأهم الأبحاث والدراسات والتوصيات بما يخص السلامه …شكرا جزيلا
الشكر لكم
جهود موفقه كما نتمنى التشبيك مع الجامعات المتخصصه في مجال الصحه والسلامه المهنية لتوفير منح دراسات عليا تخصصيه في مجال الصحه والسلامه
شكرا لكم