مقدمة:
تختلف قوَّة الرياح من منطقةٍ لأخرى، ومن فصلٍ لآخر، فمنها خفيف السرعة الذي يستطيع تحريك الأشياء الخفيفة، أو ينقلها من مكانها، ومنها شديد السرعة الذي يستطيع أن يقتلع الأشجار، ويدمر شبكات الكهرباء، والهاتف، والأعمدة، والمنازل، والمنشآت، ويحطم السيارات، ويصيب الأشخاص إصابات مختلفة، كما أن الأمواج التي تتولَّد عن الإعصار تؤدي إلى تدمير منشآت الشواطئ كالأرصفة، وتحطيم المباني، والمسابح، والجسور، والمستودعات، والسفن، وإذا كان الإعصار مصحوبًا بأمطار غزيرة، فإن ذلك يزيد من الكارثة والخسائر التي تصيب المناطق الداخلية والساحلية، وتُسبِّب الفيضانات التي تقطع طرق الموصلات، والجسور، وتقضي على المحاصيل والمنتجات، ولذلك تُصْدر مصلحة الأرصاد الجوية إرشادات عن تحرُّكات الأعاصير، واتجاهها، ومدى قوتها، وكذلك سرعة العواصف وتهديدها لمنطقةٍ ما.
إعصار شاهين:
بحذرٍ وقلقٍ، تابع خليجيون تحرُّكات العاصفة (شاهين) التي وصلت إلى بحر العرب، وضربت ساحل سلطنة عُمان بدءًا من صباح يوم الأحد الثالث من أكتوبر 2021م، واستحوذت هذه العاصفة على اهتمام رُوَّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبَّروا عن قلقهم البالغ من تأثيراتها، خاصةً بعد التحذيرات الأربعة التي أطلقتها السلطات العمانية. وكانت الحكومة العمانية قد اسْتَبقت الإعصار بإعلان إجازةٍ رسميةٍ للموظفين، وتأجيل كل الرحلات من وإلى مطار مسقط الدولي حتى إشعار آخر، كما ناشدت سكانَ المناطق الواقعة في نطاق التأثير المباشر للإعصار، إخلاءَ منازلهم، والتوجُّه إلى مراكز الإيواء، وبدورها أعلنت دولة الإمارات تدابير أولية لمواجهة الآثار المحتملة للإعصار على سواحلها.
ويُعدُّ تطوُّر الأعاصير في بحر العرب أمرًا نادرًا؛ نظرًا لصِغَرِ مساحته، مقارنةً بالمحيطات، إضافةً لغياب العوامل المساعدة في تشكيلها، إلا في فترات معينة من السنة، لكن الاحتباس الحراري تسبَّب في زيادة عدد العواصف المدارية، وزيادة تواترها أيضًا، فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة Springer، إلى أن الأعاصير فوق بحر العرب أصبحت أكثر حِدَّةً في العقود الأخيرة. وفي السياق ذاته قدَّر مركز إدارة الحالات الطارئة العماني سرعة الرياح حول مركز إعصار (شاهين) بـ (64) عقدة، أي: (116 كلم) في الساعة، ووصفتها بغير المسبوقة.
وفي السطور التالية، نستعرض أهمَّ إجراءات السلامة الواجب اتِّباعها عند حدوث الرياح والأعاصير.
إجراءات السلامة:
أولًا: عند إقامة سكنٍ، تأكَّد من مطابقة مواصفات المبنى، والمواد المستخدمة في البناء لطبيعة الرياح في المنطقة، وأنها تستطيع مقاومة الرياح والأعاصير حين حُدُوثها.
ثانيًا: عندما تلتقي منطقتك إنذار الإعصار، يجب اتِّباع ما يلي:
- تابع الاستماع إلى نشرة الأحوال الجوية، والتعليمات التي تُصْدرها السلطات المختصة، والإنذارات التي تَصدر عن احتمال حدوث الزَّوابع التي تصاحب الأعاصير، وتعتبر هذه الزوابع من أسوأ مُسبِّبات الموت.
- تَهيَّأ بزمنٍ كافٍ قبل وصول العاصفة لتجنُّب ضيق الوقت الذي يُعِيقُ النجاة من مثل هذه الحادثة.
- اترك المناطق المنبسطة التي تكون عُرْضةً لأمواج الإعصار.
- اربط قَارِبَك جيدًا قبل وصول العواصف، أو حرِّكه إلى منطقة معينة وآمنة، واتركه في مَربطِهِ إلى أن تهدأ العاصفة.
- أَحْكِمْ إغلاق النوافذ جيدًا، أو أَحْكِمْ قفلها بشريط خاص؛ لأن الأخطار المحدثة بالنوافذ الصغيرة تكون دائمًا بسبب النُّفايات التي تضربها، وتنكسر النوافذ الكبيرة بواسطة ضغط العاصفة عليها.
- حافظ على تأمين الأشياء التي خارج المسكن، فربما تعصف بها الرياح؛ مثل: (الأوانـي المستخدمة لجمع النُّفايات – مُعدَّات وأدوات الحديقة – لعب الأطفال – الحيوانات الأليفة – وأي أشياء أخرى…)، فيجب تثبيت هذه الأشياء، أو اعمل على تخزينها قبل أن تقترب الأعاصير.
- اعمل على تخزين مياهٍ للشرب في أوانٍ نظيفةٍ، وفي أواني الطهي؛ لأنه ربما تفسد مياه الشرب العامة، أو تتضرَّر شبكة المياه العامة.
- احتفظ براديو وبطاريات احتياطية له دائمًا؛ لأن الراديو سيكون وسيلة الاتصال الوحيدة كذلك، فإنَّ مرافق الطبخ والإنارة ستكون ضروريةً في حال تعطُّل وسائل الخدمات العامة.
- املء مَركبتَك بالوقود؛ لأنه ربما تتعطَّل محطات الخدمات لأيام عديدة، أو بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
- ابْـقَ في منزلك أو في الأماكن العالية؛ لأنه ربما تكون الرياح قويةً، وخاصةً في حالة صدور تعليمات بالإخلاء بواسطة السلطات المختصة إلى مكانٍ آخر حتى زوال العاصفة.
- ابْقَ داخل المنزل خلال فترة الإعصار؛ لأن الانتقال في مثل هذه الظروف يعتبر خطرًا جدًّا عندما تهب الرياح، ولا تنخدع بالرؤية؛ لأنه ربما تزداد سرعة الرياح في أي لحظةٍ، وابْقَ في مكانٍ آمنٍ، ولا تنخدع أيضًا برؤية الرياح التي سوف تنشط سرعتها، وتُغيِّر اتجاهها في أي وقتٍ.
ثالثًا: الإخلاء:
إذا نُصحتَ بإخلاء منزلك للتحرك إلى موقعٍ آخر مؤقتٍ (أماكن إيواء)، فهناك بعض الأمور يجب تذكُّرها، ومن أهمِّها ما يلي:
- اتَّبع التعليمات والنصائح الصادرة من السلطات المختصة.
- إذا نُصحتَ بإخلاء منزلك، فافعل ذلك فورًا، وإذا نُصحتَ بالتحرُّك إلى مكانٍ آخر، فاذهب إلى ذلك المكان المحدد، وليس لأي مكانٍ آخر، وإذا حُدِّدت لك مسارات مُوصًى بها، فاستخدم هذه المسارات، ولا تعمل على استخدام مسافاتٍ أقصر من خلال وجهة نظرك.
- أغلق الغاز، والمياه، وافصل الكهرباء عند إخلاء المنزل.
- احصل عن طريق الراديو أو التلفزيون على مساكن الطوارئ، وأين تقع، إذا احتجت لذلك.
رابعًا: انتقل بحذرٍ:
إذا أعدَّت لك السلطات المختصة وسيلةً للانتقال، فسوف تتَّخذ التدابير الخاصة بالسلامة، ولكن إذا كنت تسير على قَدَميك، أو قائدًا لمَرْكبتك، فتذكَّر هذه الخطوات:
- غَادِرْ مكانك مبكرًا؛ لأنه ربما تُعَاق الطرق المُعرَّضة بمياه الفيضانات، والأشجار الساقطة، أو أسلاك الكهرباء.
- تأكَّد من وجود الوقود الكافي بمَرْكبتك.
- اتبع الطرق المُوصَى بها.
- استمع إلى الراديو للحصول على المعلومات الإضافية أثناء الانتقال.
بعد الإعصار:
عندما ينتهي الإعصار:
- ابْقَ في مكان الإيواء إلى أن تَصدر إليك التعليمات بمغادرة المكان، وأن الأوضاع آمنة.
- استمرَّ في الاستماع إلى جهاز الراديو لتلقِّي المزيد من النصائح والإرشادات؛ مثل: (أين تذهب للحصول على الرعاية الطبية الضرورية، أين تذهب للحصول على المساعدات الضرورية الطارئة كإيجاد المسكن، والكساء، والغذاء، والطرقالتي تساعد بها نفسك للنجاة من الكارثة).
- ابتعد عن منطقة الكارثة؛ لأنَّ الاستطلاع في هذه الظروف ربما يُعِيقُ عمليات الإنقاذ، وكذلك يمكن أن يكون خطرًا بالنسبة لك.
- اعمل على قيادة مَرْكبتك بحرصٍ على طول الشوارع المملوءة بالحُطَام.
- تَجنَّبْ أسلاك الكهرباء المُتدلِّية، وأَبْلِغْ عنها فورًا شركة الكهرباء، أو الدفاع المدني، أو الشرطة.
- أَبْلِغْ عن خطوط إمدادات المياه، ومجاري الصرف المتضررة.
- حاول مَنْع الحرائق بقَدْر الإمكان.
- افحص الطعام المُثلَّج؛ لكيلا يفسد؛ لأن انقطاع الكهرباء يُسبِّب فساده أثناء هبوب العاصفة.
- تذكَّر أن هبوب الإعصار إلى الداخل يمكن أن يُسبِّب فيضانات شديدة؛ لذلك ابتعد عن ضفاف الأودية.
