مقالات المجلة

المخاطر المتعلقة بالبستنة وطرق تجنبها

مقدِّمة:

 في حياتنا اليوميَّة، نعيش دائمًا مُحَاطين بالمخاطر كيفما كانت نوعيَّة الأنشطة التي نُزَاولها، ومن بين هذه الأنشطة نجد البستنة التي تمارس؛ سواء بشكل احترافـيٍّ أو كهوايةٍ.

 وعلى الرغم من كونه نشاطًا هادئًا إلى حدٍّ كبير في معظم الأوقات؛ نظرًا لقلَّة الحوادث الخطيرة، أو بالأَحْرى المميتة منها، إلا أن عملية البستنة لا تزال تنطوي على مجموعة كبيرة ومتنوعة من المخاطر، لا سيما من بعض الأدوات والآلات المستخدمة، كما أنَّ الخطر الذي تُشكِّله الأدوات الحادَّة (مثل: المقصَّات) واضحٌ، كما يمكن أن تُسبِّب الشَّفَرات الآليَّة في الآلات (مثل: جزَّازات العشب والمناشير) إصابةً خطيرةً في حالة عدم اتِّباع احتياطات السلامة الكافية، واستخدام المُعدَّات بشكل صحيح دون أن ننسى استخدام المواد الخطرة (مبيدات الحشائش، الأسمدة)؛ نظرًا لاحتوائها على مواد كيميائية كالآزوت، والبوتاسيوم وغيرها، والتي يمكن أن تضرَّ إذا لامست الجلد، أو تمَّ تناولها عن طريق الخطأ إلى جانب المخاطر الناتجة عن نَقْل العناصر الثقيلة، أو حمل المُعدَّات بطريقة غير سليمة.

من المخاطر المتعلقة بالبستنة

تعتبر الاضطرابات العضلية الهيكلية من بين أكبر المخاطر التي يتعرَّض لها البستانـيُّ بشكل دائم باختلاف درجة الخطورة، والتي ترجع بالأساس إلى:

  •  تكرار الحركات المنهجيَّة.
  • استعمال سلاسل لمدَّة طويلة حول المفاصل أثناء حمل أكياس الأسمدة، أو زراعة النَّباتات واقتلاعها.
  •  عدم اتِّباع طرق سليمة أثناء رفع الأثقال ونقلها.
  •  الوقوف لمدة طويلة في مكانٍ واحدٍ.
  •  عدم احترام فترات الراحة.
  • وهنا تكمن درجة الخطورة نتيجة تعدُّد الأسباب، وصعوبة التحكم فيها، لكن يبقى للسلامة دورٌ مهمٌّ في الحد من الخطورة.
  •  يمكن لوسائل الوصول غير المناسبة وغير المستقرَّة على ارتفاعات أن تُعرِّض العمال لخطر السقوط الخطير من ارتفاعٍ.
  •  ويمكن أيضًا أن يرتبط الانزلاق والسقوط بالعديد من الأدوات والأعمال؛ مثل: الأدوات، والفروع، وخراطيم الحدائق، وما إلى ذلك.

 ويُعدُّ العمل بالأماكن المرتفعة من بين أشدِّ الأخطار التي قد تُسبِّب الوفاة، أو إعاقة دائمة للبستانـيِّ، وذلك نتيجة:

  •  استخدام وسائل الوصول غير المناسبة وغير المستقرة على ارتفاعات.
  • عدم استعمال مُعدَّات الوقاية الشخصية؛ كحزام الأمان، والخوذة. 
  •  عدم اتِّباع تعليمات وإرشادات السلامة.
  •  التسرُّع أثناء أداء العمل.
  •  عدم وجود حاجز الوقاية من السقوط.

 وإضافةً إلى السقوط من الأماكن المرتفعة، نجد خطر الانزلاق والسقوط على نفس المستوى نتيجة لعدَّة أسباب؛ أهمُّها:

  • وجود عوائق؛ مثل: الأدوات، والفروع، وخراطيم الحدائق، وما إلى ذلك.
  •  العمل في مكانٍ مُبلَّلٍ ولَزِجٍ.
  • استعمال حذاء السلامة غير المناسب.
  •  المشي بسرعة دون انتباه.

التعامل مع العوامل الكميائية

تُعدُّ المواد الكيماوية من أكبر المخاطر التي قد يتعرَّض إليها البستانـيُّ بشكل غير مباشر دون دراية، ويُعدُّ استخدام الكيماويات الزراعية السامَّة مصدر قلقٍ كبيرٍ، لا سيما أثناء الاستخدام المُكثَّف لمبيدات الآفات، بما في ذلك مبيدات الأعشاب، ومبيدات الفطريات، ومبيدات الحشرات، وذلك بسبب:

  •  ملامسة الزُّيوت أو الوقود المستخدم في آلات الحدائق الميكانيكيَّة.
  •  التعرُّض لغازات العادم باستمرارٍ مع وجود الهيدروكربونات الخطرة.
  •  التعرُّض لأبخرة الاحتراق من النباتات.
  •  التعرُّض لمعالجات الصحَّة النباتيَّة التي تُوضَع على النباتات عن طريق الرشِّ.
  •  استخدام الإسمنت من أجل تهيئة طريقٍ وسط الحديقة، أو مزهريات لغرس الأشجار الصغيرة والورود.
  •  عدم قراءة الإرشادات بشكلٍ سليمٍ.

المخاطر الناتجه عن استخدام ادوات الكهرباء

تتنوَّع الأدوات المستعملة خلال عمليَّة البستنة، وذلك حسَب طبيعة العمل المراد القيام به، إلَّا أن هذه المُعدَّات قد تُسبِّب خطورةً على البستانـيِّ نتيجة الاستعمال السيئ، وعدم تتبُّع قواعد السلامة؛ سواء كان الشخص مبتدئًا أو محترفًا، ويمكن حصر هذه المخاطر في:

  1.  خطر التعرُّض للصعق الكهربائي إذا كان الجهاز به خلل أو تلف في الأسلاك، أو إذا لامست الماء.
  2.  السرعة العالية للغاية التي تدور بها أجزاء المُعدَّات؛ كالنَّصْل، أو شفرات جزازة العشب، وتعني حدَّتها أنه لا يمكن فقط أن تشكل خطرًا عندما تكون ثابتةً، ولكن عندما تدور فإنها سوف تتسبَّب في إصابة خطيرة إذا لامسها الشخص.
  3.  حروق في الجسم، خاصَّة اليد والرِّجل نتيجة ارتفاع درجة حرارة المُعدَّات.
  4.  نشوب حرائق بسبب البنزين أو مواد أخرى.
  5.  أضرار بالأذن نتيجة الصوت المرتفع.
  6.  إصابة العين، أو جزء آخر في الجسم نتيجة تطاير الشَّظايا.
  • الآفات والأمراض:

تُعتَبر الحشرات على غِرار العث، واليسروع، والذباب الأبيض من آفات النباتات، وتُعدُّ الفيروسات أو الفطريات أو البكتيريا من الأمراض النباتية؛ لذلك عليك بمراقبة النباتات عن كَثَبٍ حتى تتمكن من اكتشاف أي إصابة في وقت مبكر، وقُمْ بعزل النباتات المُصَابة حتى لا تصيب النباتات الأخرى، وعَالِجْها إن أمكن باستخدام الحقن الطبيعية حسَب الآفة أو المرض الذي يصيبها.

كيفيَّة التصدِّي للمخاطر:

يمكن حصر طرق الحدِّ أو التقليل من مخاطر البستنة باتِّباع ما يلي:

  • تنظيم وترتيب المعدات
  • استخدام مقصات التقليموالمنشار والسلم بشكل صحيح
  • احم عينيك ويديك وسمعك
  • احم بشرتك من الحشرات والشمس
  • اتبع تعليمات السلامة

الخلاصة:

الخطر دائمًا موجود، ولا يمكن السَّيطرة عليه بشكل دائم، لكن بفضل تضافر مجهودات الجميع يمكن على الأقل الحدُّ والتقليلُ منه، والبستنة لا يمكن تجريدها من هذا المفهوم، واعتبارها نشاطًا بدون مخاطر، والتي لا يمكن حصرها فيما سبق ذكره، لهذا وَجَب علينا إعطاؤها اهتمامًا أكبر حتى نتجنَّب وقوع حوادث نحن في غنًى عنها.

ويمكن أن تتفاقم مخاطر التعرُّض لمبيدات الآفات بسبب: الجهل بالمخاطر، أو سوء وَضْع العلامات، أو الخطأ، أو تسريب الحاويات، أو رَدَاءة أو عدم وجود مُعدَّات واقية، أو عدم مُرَاعاة القواعد، أو نقص الإشراف أو التدريب الفني، كما يجب التدريب على استخدام مبيدات الآفات، ويجب ارتداء الملابس المناسبة، وحماية الجهاز التنفسي، ويجب أن يكون لبدائل استخدام مبيدات الآفات أولويَّة، أو يجب استخدام مبيدات آفات أقل سُميَّة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *