حريق في حفل زفاف في العراق ومتطلبات السلامة
مقدمة:
حفلات الزفاف حَدَثٌ ينبغي ألَّا يُنسَى، ويمكن للزوجين أن ينظروا إليه على أنه أفضل يومٍ في حياتهم، ولكن هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تحدث، ففي أواخر شهر سبتمبر الماضي تحوَّل حفل زفاف بمدينة الحمدانية في محافظة نينوى شمال العراق إلى كارثةٍ بعدما شبَّ حريق هائل في القاعة، مُخلِّفًا مئات القتلى والمصابين.
وقوع الكارثة:
أسباب وقوع الحادث:
- استخدام الألعاب النارية:
تُعتَبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبيَّة المنتشرة في مجتمعاتنا العربية أيضًا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة تلك الألعاب، فإنَّ بيعها ما زال منتشرًا بلا رقيب، وَسِجلُّ الألعاب النارية يعجُّ بالحوادث الخفيفة والأليمة، العابرة والكارثية، وقد كان السبب الأساسي في الحادث هو استخدام الألعاب النارية؛ لأنه عند استخدامها داخل قاعة كبيرة الحجم كهذه، يزداد الأمر تعقيدًا، لا سيما وأن مواد البناء غير مقاومةٍ للحريق، ولن تقاوم لمدة ربع ساعة. - مادة الإليكوبوند:
لقد أدَّى الحريق إلى انهيار أجزاءٍ من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال، ومنخفضة التكلفة، وتنهار خلال دقائق عند اندلاع حريق، والإليكوبوند عبارة عن ألواح من البلاستيك أو الألمونيوم تستخدم لتغطية واجهات المباني والمحال التجارية والأبراج السكنية، ورغم أنها تعطي شكلًا جماليًّا للمبنى، إلا أن أضرارها تَفُوق هذه المَيزة بكثير. والإليكوبوند تتكوَّن – عادةً – من ثلاث طبقات توجد بينهم مادة البولي إيثيلين سريعة الاشتعال، ويرتفع مؤشر الأكسجين في مادة البولي إيثيلين، ما يجعلها سريعة القابليَّة للاشتعال، وعند احتراقها تنتج كمية كبيرة من الحرارة والانبعاثات الغازية السامَّة، ما يُشكِّل تهديدًا كبيرًا على سلامة الأرواح والممتلكات. - مخارج الطوارئ:
تلعب مخارج الطوارئ دورًا مُهمًّا في ضمان سلامة الأفراد في مختلف أنواع المباني والهياكل، ويتمُّ تصميم هذه المخارج لتوفير وسيلة آمنة وفعالة للخروج أثناء حالات
الطوارئ، وعدم وجود مخارج طوارئ في قاعة الزفاف قد أسهم في تفاقم الوضع، فلم يوجد بابٌ للخروج سوى بابين: الباب الرئيس، وباب المطبخ. - مُعدَّات السلامة غير ملائمة، وغير كافية للمبنى.
إجراءات السلامة من الحرائق:
عندما يتعلَّق الأمر بضمان السلامة في مكان الزفاف، ينبغي أَخْذ العديد من المتطلبات والمستلزمات في الاعتبار، وفيما يلي بعض متطلبات السلامة الشائعة:
- السلامة من الحرائق: يجب القيام بإجراء تقييم مخاطر الحريق، والذي يُحدِّد جميع مصادر الاشتعال والوقود/المواد القابلة للاحتراق والأكسجين وفصلها حيثما أمكن، أو وضع الضوابط المناسبة لتقليل احتمالية نشوب حريق، كما يجب التأكُّد أيضًا من أن المكان لديه تدابير كافية للسلامة من الحرائق، بما في ذلك أجهزة إنذار الحريق، وكاشفات الدخان، وطفَّايات الحريق، ومخارج طوارئ ذات علامات واضحة، ويجب أن يتوافق المكان أيضًا مع لوائح السلامة من الحرائق.
- السلامة الكهربائية: التأكُّد من أن جميع التركيبات الكهربائية آمنة، وأنظمة الإضاءة والصوت قد تمَّ تركيبها وصيانتها بشكل صحيح، وينبغي أيضًا معالجة أي أسلاك مكشوفة، أو مخاطر كهربائية على الفور.
- السلامة الهيكلية: يجب أن يخضع المكان لعمليات تفتيش منتظمة للتأكُّد من أن هيكل المبنى سليم، ويمكنه استيعاب عدد الضيوف بأمانٍ، كما يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل؛ مثل: سَعة المبنى، وقدرات التحمُّل، وثبات الأرضيات والسلالم والشُّرفات.
- إمكانيَّة الوصول: يجب أن يكون المكان متاحًا لجميع الضيوف، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا يعني وجود منحدرات ودرابزين ومرافق دورات مياه يسهل الوصول إليها، بالإضافة إلى ذلك تأكَّدْ من وجود أماكن مُخصَّصة لوقوف السيارات للأشخاص ذوي الإعاقة.
- إدارة الحشود: يجب أن يكون لدى المكان خطة لإدارة الحشود، خاصةً خلال أوقات الذروة؛ مثل: الوصول والمغادرة، وخدمة الوجبات، وضَعْ في اعتبارك عوامل مثل:
تخطيط المكان، واللَّافتات، وتدريب الموظفين لضمان التدفُّق السَّلِس للأشخاص، ومنع الاكتظاظ. - الاستعداد لحالات الطوارئ: يجب التأكُّد من أن المكان لديه خطة شاملة للاستجابة لحالات الطوارئ، بما في ذلك إجراءات الإخلاء، وحالات الطوارئ الطبية، والطقس العاصف، وينبغي أن يكون هناك عددٌ كافٍ من الموظفين المُدرَّبين للتعامل مع حالات الطوارئ بسرعةٍ وفعاليةٍ.
- سلامة الأغذية: إذا كان المكان يُقدِّم خدمات تقديم الطعام، فيجب التأكُّد من امتثالها للوائح سلامة الأغذية، ويشمل ذلك ممارسات التعامل مع الطعام، وتخزينه وتحضيره بشكل سليم للوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء.
- الأمان: اعتمادًا على موقع الحدث وحجمه، يجب التفكير في اتخاذ تدابير أمنية؛ مثل: تعيين أفراد أمن، أو تنفيذ تدابير التحكُّم في الوصول، ويمكن أن يساعد ذلك في ضمان سلامة ورفاهية الضيوف.
خاتمة:
ختامًا، نؤكد على ضرورة تفعيل دور المراقبة الفعالة، واتخاذ الإجراءات الصارمة تُجَاه المخالفين والمتهاونين في تجهيزات السلامة الخاصَّة بالمباني كافَّة، كما يجب اتخاذ قرارات صارمة ومُفعَّلة تُجَاه استخدام الألعاب النارية في بلداننا العربية، رحم الله مَيِّتنا، وشفى وعافَى مُصَابينا.
