مقدمة:
كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن تتغيَّر الظروف بسرعة كبيرة في الأماكن الضيقة، وهناك أيضًا بعض المخاطر التي لا يمكن اكتشافها بحواس الإنسان، على سبيل المثال: أوَّل أكسيد الكربون، وهو غاز عديم اللون والرائحة، شديد السُّميَّة للإنسان، ولا يمكن للعمال حماية أنفسهم من هذه المخاطر إلا إذا كان لديهم أجهزة مراقبة كافية.
وحتى في حالة عدم وجود مخاطر عند دخول مكان ضيق، فقد تظهر هذه كنتيجة لبعض أنشطة العمل، ومن خلال المراقبة يمكن للعمال تتبُّع المخاطر باستمرار أثناء العمل في مكان ضيق، ويجب مراقبة الأكسجين والغازات القابلة للاحتراق بشكل مستمر؛ للتأكُّد من أن الغلاف الجوي لم يصبح قابلًا للاشتعال أو الانفجار أثناء أنشطة العمل.
7 . مراقبة المحيط الجوي في المكان المحصور Atmospheric Monitoring:
الخطوات اللَّازمة لاختبار وتقييم أجواء الأماكن المحصورة فيما يتعلَّق بالمخاطر الغازية، وللمساعدة في تحديد المُعدَّات اللازمة لهذه المهمة:
لا يغطي هذا الفصل تقييم أو اختبار المخاطر غير الغازية في حالة وجود احتمال لحدوث مخاطر جويَّة غير غازية أخرى؛ مثل: (الغبار، الجسيمات، أو غيرها من المخاطر الجويَّة المحتملة)، فيجب استشارة شخص مُؤهَّل فيما يتعلَّق بممارسات العمل الآمنة في هذه البيئات.
⦁ تحديد ما إذا كان الغلاف الذاتـي داخل المكان المغلق آمنًا للدخول من خلال اختبار ما قبل الدخول، والمراقبة المستمرة للجوِّ داخل المكان المحصور.
⦁ ينبغي استخدام مُعدَّات الاختبار المناسبة لتحديد أن تركيزات الغلاف الجوي في وقت الدخول تقع ضمن نطاق شروط الدخول المقبولة التي يتطلَّبها تصريح الدخول، ويجب تسجيل نتائج الاختبار إلى جانب شروط الدُّخول المقبولة المنصوص عليها، ويجب أن يكون جميع أجهزة مراقبة الغاز مُجهَّزة بأجهزة استشعار مناسبة للكشف عن المخاطر الجوية المحتملة يتم اختبارها واعتمادها للاستخدام في البيئة التي يتمُّ استخدامها فيها.
⦁ يجب تشغيل جميع أجهزة مراقبة الغاز المحمولة المستخدمة لمراقبة الغلاف الجوي في الأماكن المحصورة، وتصفيرها بواسطة جهاز الاختبار.
⦁ ينبغي اختبار جميع أجهزة مراقبة الغاز المحمولة المستخدمة لمراقبة الغلاف الجوي في الأماكن المحصورة.
بالنسبة للمخاطر الجوية التي يجب أن يتمَّ إجراؤها (لا على سبيل الحصر):
⦁ يُمثِّل الغلاف الجوي الذي يعاني من نقص الأكسجين أكثر المخاطر الجوية في الأماكن الضيقة، ويعتمد معظم أجهزة استشعار الغاز القابل للاحتراق على الأكسجين، وقد لا توفر قراءات موثوقة في الأجواء التي تعاني من نقص الأكسجين؛ ولذلك يجب أن يتم اختبار تركيزات الأكسجين كمخاطر الحريق، وتسجيل التركيز لضمان وجود كمية كافية من الأكسجين لتشغيل المستشعر بشكل سليم وَفْقًا لتوصيات الشركة المُصنِّعة للمُعدَّات، وتُمثِّل الغازات والأبخرة القابلة للاحتراق تهديدًا مباشرًا للحريق والانفجار، كما أنَّها تُشكِّل خطرًا جويًّا شائعًا موجودًا في الأماكن الضيِّقة.
⦁ يجب أن يكون الشخص الذي يقوم بمراقبة الغلاف الجوي مُدرَّبًا، وذا معرفةٍ فيما يتعلق بالمخاطر الجوية المحتملة، وجهاز المراقبة المحدد الذي يتمُّ اختباره لاختبار المساحة المحصورة.
⦁ يجب أن يتحقَّق من أن جهاز المراقبة يعمل بشكل صحيح، ويحتوي على الملحقات المناسبة (مثل: المرشحات، والأنابيب، والمجسَّات)، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون لدى مختبر الغاز فَهْمٌ لمواصفات المُعدَّات، بما في ذلك – على سبيل المثال، لا الحصر – نطاق وقت الاستجابة، ودرجة حرارة التشغيل.
⦁ إذا لم يتمَّ فتح المساحة المحصورة، أو لم يكن من الممكن الوصول إلى الغلاف الجويِّ على الفور لإجراء الاختبار، فيجب على مشرف الدخول فتح المساحة المحصورة بما يكفي للسماح بإدخال المستشعرات للاختبار.
⦁ يمكن أن يتأثَّر مدخل المساحة المحصورة بالرياح، أو تدفق الهواء المحيط، ويجب أن يظلَّ جهاز اختبار الغاز على الجانب المعاكس للريح من المدخل.
⦁ الغرض من الاختبار قبل فتح المكان المحصور بالكامل هو مَنْع خَلْق جوٍّ خطير على الفور؛ سواء داخل الفضاء المحصور أو خارجه.
⦁ ينبغي اختبار أكبر قدرٍ ممكنٍ من المساحة الأفقية و/أو الرأسية للمساحة المحصورة باستخدام مضخَّة ومستشعر بعيد، أو خرطوم من الخارج قبل دخول المساحة لإجراء مزيدٍ من الاختبارات.
⦁ يجب أن يحوي الاختبار جميع المناطق غير المنتظمة في المكان المحصور؛ حيث يمكن أن توجد مخاطر جويَّة.
⦁ ينبغي أن يُوثِّق جهاز اختبار الغاز الذي يقوم بمراقبة الغلاف الجوي نتائجه الأوليَّة، بما في ذلك قراءات حرق جميع الغاز، والتوقيع على فترة الإدخال التي يجب أن تشير إلى تاريخ ووقت اختبار الغاز، والرقم التسلسلي لوحدة قياس الغاز.
⦁ اختبار ما قبل الدُّخول يُحدِّد الهواء الأوَّلي قبل الدخول إلى المساحة المحصورة، ومن المهمِّ مراقبة التغيُّرات في الجو بشكلٍ مستمرٍّ أثناء عمليات العمل داخل المساحة لضمان الحفاظ على جوٍّ آمنٍ.
⦁ إذا تمَّ الكشف عن الظروف الجويَّة الخطرة أثناء اختبار ما قبل الدخول، فيجب حظر الدخول حتى يتم اتخاذ الإجراءات التصحيحيَّة، وإعادة الاختبار للتحقُّق من الظروف الجوية المقبولة وَفْقًا لبرنامج الأماكن المحصورة، وتصريح الدخول المطبق.
⦁ ينبغي الإبلاغ فورًا عن أيِّ تغيير في قياسات الغلاف الجوي أثناء عمليات الدخول إلى فتحة الدخول، ويجب تسجيل نتائج النَّصِّ الجديد لتوثيق التغيير الذي حدث (نسبة التركيز، والوقت).
⦁ إذا تجاوزت أي نتائج من مراقبة الغلاف الجوي الحدود المقبولة للدخول التي يتطلَّبها تصريح عمل للدخول، ويجب رفع جميع الأعمال داخل المساحة المحصورة، كما يجب إخلاء المساحة على الفور.
8- القضاء على المخاطر، أو التخفيف منها، أو السيطرة عليها
Hazard Elimination, Mitigation, or Control:
⦁ التدريب: يجب على مشرف الدخول التأكُّد من أن جهاز اختبار الغاز قد أكمل برنامجًا تدريبيًّا يغطي الاستخدام والتشغيل والصيانة والمعايرة، واختبار الصدمات، والجوانب الأخرى وَفْقًا لتوصيات الشركة المُصنِّعة.
الاحتفاظ بالسِّجلَّات: يجب على أصحاب العمل المشاركين الاحتفاظ بسجلَّات تتعلَّق بمعايرة مراقبة الغاز.
⦁ الإزالة: إزالة الخطر قبل الدخول.
⦁ الاستبدال: استبدال مواد أو مُعدَّات أو عمليات أقل خطورةً بكثير بالمواد، أو المُعدَّات، أو العمليات الخطرة.
⦁ الضوابط الهندسيَّة: للتخلُّص من المخاطر، أو منعها، أو الاتصال بها، أو السيطرة عليها بأي شكل آخر.
⦁ الضوابط الإداريَّة على إجراءات؛ مثل: تقييد الوصول إلى المناطق الخطرة، أو تدريب المُوظَّفين على العمل بأمانٍ مع المواد الكيميائيَّة، والآلات الخطرة، وغيرها من المخاطر.
⦁ مُعدَّات الوقاية الشخصية: خط الدفاع الأخير لتقليل مخاطر التعرُّض، وهو التحكُّم الأقل؛ لأنَّه لا يزيل الخطر، أو يُقلِّل منه، وتتطلَّب مُعدَّات الوقاية الشخصيَّة الاختيار، والتدريب، والاستخدام المناسب.
⦁ المخاطر الكيميائيَّة والجويَّة: يجب على مشرفي الدخول التأكُّد من إزالتها أثناء مراقبة الغلاف الجوي، أو تخفيفها، أو التحكُّم فيها قبل الدخول، وإزالة المواد الخطرة، وتحرير الأبخرة.
⦁ يجب على العمال – كُلَّما أمكن ذلك – تنظيف المساحة المحصورة من الخارج دون الحاجة إلى الدخول.
10. يجب على مُشْرفـي الدخول التأكُّد من أن جميع العاملين في الأماكن الضيِّقة يرتدون مُعدَّات الوقاية الشخصيَّة المعتمدة، بما في ذلك – على سبيل المثال، لا الحصر – حماية العين، وحماية الرأس، وحماية القَدَم، وحماية اليدين، والملابس الواقية، وحماية الجهاز التنفسي، وحماية السمع، كما هو مطلوب بموجب تصريح الدخول أو العمل الساخن، ويجب أن يدرك العاملون أنه يمكن مَنْع الإصابات أو التخفيف من حدَّتها باستخدام معدات الوقاية الشخصية، وقد يفكر مشرف الدخول في معدات الوقاية الشخصية الإضافيَّة بما في ذلك – على سبيل المثال، لا الحصر – وسادات الرُّكبة والمرفق لمساحات الزحف، وسترات التبريد للبيئات الحارة.
الخاتمة:
إنَّه خطير للغاية مقارنةً بالمخاطر الماديَّة التي يمكن رؤيتها، وقادرة على تنبيه الناس لاحتياطات السلامة، وأهم المخاطر الجويَّة في الأماكن الضيقة هي أجواء الأكسجين، والأجواء المتفجرة، والأجواء التي تحتوي على غازات سامَّة، وقبل دخول العمال إلى المكان الضيق، يتمُّ إجراء اختبار ما قبل الدخول لتجنُّب أي حادث مخاطر جويَّة لاحقًا.
وأهمُّ الأخطار الجويَّة في الأماكن الضيِّقة هي أجواء الأكسجين، والأجواء المتفجرة، والأجواء المحتوية على غازات سامَّة، وقبل دخول العمال إلى المكان الضيق، هناك حاجَّة إلى أداة لاختبار الغلاف الجوي أثناء الدخول المسبق لتجنُّب أي حادث يتعلق بالمُركَّب المتطاير الخطير الناتج.
كما يجب أيضًا مراعاة الوجود المحتمل للغازات القابلة للاشتعال عند تحديد نوع جهاز التهوية الَّذي يجب استخدامه، وإذا كانت المساحة الضيِّقة تحتوي على مادَّة؛ مثل: النفط الخام، أو الغاز الطبيعي، أو الميثان، أو أي مادَّة أخرى قابلة للاشتعال، فيجب استخدام مُحرِّكات هواء آمنة جوهريًّا. وقد تمَّ تصميم هذا النوع من الأجهزة بطريقة لا تصبح مصدر اشتعال قادر على إشعال الغاز.
مُعدَّات الحماية الشخصية (PPE): تعني: أي أداة أو جهاز مصمم لارتدائه، أو حَمْله من قِبَلِ فردٍ للحماية من واحد أو أكثر من مخاطر الصحة والسلامة، ومعدات حماية الجهاز التنفسي (معدات الحماية التنفسية (RPE): هي نوع مُعيَّن من معدات الحماية الشخصية، وتستخدم لحماية مُرْتديها الفردي من استنشاق المواد الخطرة في هواء مكان العمل المحصور.