بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه:
لقد اعتنى ديننا الحنيف بأمور السلامة في جميع المجالات، وبما يحفظ سلامة جميع أفراد المجتمع، فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُنبِّه على أمور السلامة العامة التي تمنع ضررًا، أو تجلب نفعًا، فلم تكن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الآخرة فقط، بل كان صلى الله عليه وسلم يجمع لأُمَّته خَيْري الدنيا والآخرة.
فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «غطُّوا الإناءَ، وأَوْكُوا السِّقاءَ؛ فإنَّ في السَّنةِ ليلةً يَنزلُ فيها وباءٌ، لا يَمُرُّ بإناءٍ ليس عليه غطاءٌ، أو سِقاءٍ ليس عليه وِكاءٌ إلَّا نزل فيه من ذلك الوباء».
وفي هذا الحديث يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بوَضْع غطاءٍ على كل إناءٍ فيه طعام أو شراب، ثم قال: «وأَوْكُوا السِّقاء» من الإيكاء، وهو الشدُّ والربطُ. والوِكاءُ: هو ما يُشدُّ به فَمُ القِرْبةِ. والمراد بالسِّقاء: ما يُوضَع فيه الماء أو اللبن، ونحو ذلك، وذلك من أجل أنَّ في السنة ليلةً -أو يومًا- ينزل فيها وباءٌ، وهو المرض، وهذا المرضُ لا يمرُّ بإناءٍ مكشوفٍ ليس عليه غطاء، أو سِقَاءٍ مفتوحٍ ليس عليه رباط يربطه إلا نزل فيهما، وأصابهما هذا المرض بقليلٍ أو بكثيرٍ.
وفي الحديث: وَضَع النبي صلى الله عليه وسلم قواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة، والأمراض المُعْدية.
وفيه: الأَخْذ بالأسباب مع التوكُّل الكامل على الله تعالى.
وفيه: أنَّ مَن امتثل لهذه النصيحة، سَلِمَ من الضرر بحول الله وقُوَّته.
والمقصود بذلك: حفظ وسلامة الغذاء من الأوبئة والأمراض المنقولة بجميع الوسائل المتوفِّرة، وفي وقتنا المعاصر ولأهمية هذا الأمر فقد أعلنت الجمعية العامَّة للأمم المتحدة في عام 2018م، أنه سيُحتَفل في السابع من حزيران/يونيو من كل عام باليوم العالمي لسلامة الأغذية.
وسلامة الغذاء هي عمليَّة مشتركة بين جميع أفراد المجتمع؛ سواء المزارعون أو مربُّو المواشي، ومَنْ يقوم بنَقْل وتخزين الغذاء، وعملية بَيْعه وتوصيله، بالإضافة للمستهلك الأخير في طريقة محافظته على سلامة الغذاء قبل وأثناء الاستخدام، وبما يُحقِّق الهدف المنشود من الحفاظ على السلامة العامة.
فسلامة الأغذية شأنٌ يهمُّ الجميع.
حفظ الله -عزَّ وجلَّ- علينا وعليكم سلامتنا في كل مناحي الحياة.
ونسأل الله -عزَّ وجلَّ- السلامة لجميع إخوتنا من المحيط إلى الخليج.