مقالات المجلة

الصفحة الأخيرة 52

اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية

(28  من أبريل)، تعزيز ثقافة العمل الآمن عالميًّا وعربيًّا

مقدمة:

يُحيي العالم في 28 أبريل من كل عام “اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية”، بمبادرة من منظمة العمل الدولية (ILO)، بهدف رفع الوعي بأهمية الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية، وتعزيز ثقافة العمل الآمن.

وقد أُطلق هذا اليوم عام 2003 تخليدًا لضحايا الحوادث المهنية، ودعوة لتحمّل المسؤولية في حماية العاملين.

وفي العالم العربي، تتصاعد الجهود نحو بيئات عمل أكثر أمانًا، 

ويُعد المعهد العربي لعلوم السلامة من أبرز الجهات التي تحتفي بهذه المناسبة عبر أنشطة توعوية تُبرز أهمية السلامة كقيمة إنسانية ومهنية.

فكرة يوم السلامة العالمي:

يُركِّز هذا اليوم على أهمية التحرُّك الاستباقي في إدارة المخاطر المهنية، من خلال تقييمها مبكرًا، وتطوير أنظمة فعَّالة للسلامة والصحة المهنية (OSHMS) ، ففي فعالية عام 2011 بجنيف، شدَّدت منظمة العمل الدولية على أن السلامة ليست إجراءات مؤقتة، بل نظام متكامل ومستمر للتحسين والوقاية.

  1. رَفْع الوعي العالمي بأهميَّة الوقاية من الإصابات والأمراض المهنيَّة.
  2. تعزيز ثقافة السلامة عَبْر التوعية والتدريب، وتطبيق المعايير داخل المؤسسات.
  3. تشجيع الحوار والتعاون بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال.
  4. إحياء ذكرى ضحايا الحوادث المهنية، وتأكيد مسؤوليتنا الأخلاقيَّة والمجتمعيَّة تجاههم.

الرَّكائز الثلاث لنجاح هذا اليوم:

يعتمد تحقيق أهداف هذا اليوم على شراكة ثلاثية فعَّالة، تؤكد عليها منظمة العمل الدولية في استراتيجيَّاتها، وهي:

 1- الحكومات:

تضع الأُطُر التشريعية، وتُصمِّم السياسات الوطنية لأنظمة السلامة، وتُشْرف على تطبيقها عَبْر أجهزة الرقابة والتفتيش.

 2- منظمات أصحاب العمل:

تتحمَّل مسؤولية مباشرة في تهيئة بيئة عمل آمنة، وتطبيق إجراءات السلامة الوقائيَّة، وتدريب العاملين على استخدام أدوات الحماية بشكل فعَّال.

3- المنظمات النقابيَّة:

تُمثِّل صوت العمال، وتدافع عن حقوقهم في بيئة عمل صحية وآمنة، وتُسْهم في تطوير السياسات الوطنية ذات الصلة.

توزيع الأدوار بوضوح:

  • الدولة: تُشرِّع وتُرَاقب.
  • أصحاب العمل: يُنفِّذون ويُوفِّرون.
  • العمال: يلتزمون ويبلِّغون ويُسْهمون في بناء الثقافة الوقائيَّة.

دور العالم العربي في إحياء هذا اليوم:

في السنوات الأخيرة، أصبح للمنطقة العربية حضورٌ متزايدٌ في تبنِّي مفاهيم السلامة الحديثة من خلال تطوير التشريعات المهنيَّة، وزيادة برامج التدريب والتوعية، وإنشاء مراكز متخصِّصة تُعنَى بتعزيز ثقافة السلامة داخل قطاعات العمل العامَّة والخاصَّة.
وفي هذا السياق، برز دور (المعهد العربي لعلوم السلامة) كأحد أهمِّ المؤسسات المهنية التي تقود التغيير في هذا المجال على مستوى الوطن العربي.

المعهد العربي لعلوم السلامة: نموذج عربي رائد:

عدُّ المعهد العربي لعلوم السلامة  (AISS) منصَّة معرفية ومهنية عربية تسعى إلى نَشْر ثقافة السلامة، وتعريب علومها، عَبْر تقديم برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة، إضافةً إلى تعريب الأكواد والمراجع العلمية العالمية في السلامة المهنية.

وبمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، نظَّم المعهد فعاليات توعوية عَبْر منصَّاته التي تقدم من خلالها أهداف اليوم، وسلَّط الضوء على أهمية تعزيز ثقافة الوقاية داخل بيئات العمل العربية، كما شارك المختصُّون التابعون له برسائل مهنيَّة تُبْرز التزام المعهد بإرساء ثقافة السلامة كحقٍّ أساسيٍّ لكل عامل.

ختامًا:

السلامة ليست مجرَّد شعار، بل هي التزام مستمر، ومسؤولية جماعية، ويُشَكِّل اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية فرصةً لتجديد هذا الالتزام، لا سيما في العالم العربي، حيث تلعب مؤسسات متخصصة (مثل: المعهد العربي لعلوم السلامة) دورًا محوريًّا في نَشْر الوعي، وبناء بيئات عمل أكثر أمانًا واستدامةً.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *