دليل شامل لضمان السلامة والاستدامة في ذبح الأضاحي
مقدمة:
عيد الأضحى له معنًى عميقٌ بالنسبة للمسلمين، فهو يحتوي على تعليمين مُهمَّين على الأقل من خلال إثبات خضوع الإنسان لله عزَّ وجلَّ، والتضامن مع الآخرين من البشر، والأضحية (القربان) هي إخلاصٌ من خلال تَنْحية بعض الممتلكات جانبًا كسخاءٍ واكتفاءٍ ذاتـيٍّ من ثروات الله عز وجل، وتقديم أفضل هديَّة للناس، وبالتالي تُصْبح جودة لحوم الأضاحي مهمَّة للغاية، ليس فقط يجب أن تفي بمعايير الحلال، ولكن أيضًا ينبغي استيفاء جوانب السلامة للذبيحة.
أهمُّ المعايير الإرشاديَّة للتضحية بالحيوانات خلال عيد الأضحى:

- يجب على الجميع اتِّباع ممارسات الذبح، والمعالجة، والتخزين، وإعداد الطعام الآمن لضمان سلامة الأغذية، وجودتها، ورعاية وسلامة المجتمع، وسوف يقودنا اتِّباع المبادئ الأساسيَّة لنظافة الأغذية إلى الاحتفال بعطلةٍ آمنةٍ وصحيةٍ.
- إذا قمتَ بزيارة الأماكن التي تُبَاع فيها الأضحيات، فيجب عليكَ ارتداء الكمامة، وغسل يديك بالصابون/المطهِّر عند نقاط الدُّخول والخروج، والحفاظ دائمًا على مسافة جسديَّة من الأشخاص الآخرين (3 أقدام/1 متر/ذراعان)، ولا تَـزُرْ أحدًا إذا كنتَ تعانـي من الحُمَّى، أو السُّعال، أو البرد، أو مشاكل في التنفُّس، ويجب ألَّا يزور الأطفالُ، وكبارُ السِّن، والمرضى مثلَ هذه الأماكن.
- اعلم أنَّه يجب أن تكون الذَّبيحة بصحَّة جيِّدة؛ لأنه من الخطر تناول المريضة، ويجب على الشخص الَّذي يتعامل مع الأضحيات تزويدها بمياه شربٍ كافيةٍ، وقبل شرائها أو قبولها تأكَّد من أنها كانت تأكل وتتغوَّط بشكل طبيعي، وتأكَّد من أنَّها في حالة تأهُّب، ويمكنها المشي بشكل طبيعي، ولا تذبح الحامل والمرضعة.
- احفر حفرةً أو مِزْرابًا (4-5 أقدام/1.5م) قبل التَّضحية بالحيوانات، ويجب أن تكون الحفرة على بُعْد (10 أمتار/33 قدمًا/30ذراعًا على الأقل من أيِّ مصادر مياه)، وتجنَّب المناطق المنخفضة المُعرَّضة للفيضانات، وتأكَّد من أن منطقة التضحية بها كميَّة كافية من المياه للتنظيف.
- لا تستخدم مياه الأنهار أو البِرَكِ لتنظيف الأسطح والأدوات المستخدمة في الذَّبح، وتَخلَّص من بقايا الحيوانات في الحفرة، وقُمْ بتغطيتها بالتُّربة، وأَضِفْ طبقةً غير منقطعة من الجير المطفأ قبل اكتمال التعبئة، ولا ينبغي وَضْع الجير مباشرةً على أجزاء؛ لأنه في الظروف الرطبة يمكن أن يُبطِّئ أو يمنع التحلُّل.
- تَأكَّدْ من أن فريق التنظيف لديه إمكانيَّة الوصول إلى محطات غسل اليدين (الماء/الصابون)، وارتداء مُعدَّات الحماية (مثل: الأحذية، أو الملابس، أو المئزر)، ويجب التخلُّص من مستلزمات رعاية الحيوانات في صناديق النُّفايات الصلبة، أو دَفْنها مع الفضلات في حالة عدم وجود صناديق.
- توفير الماء والصابون في منطقة ذبح الأضحية للتنظيف، وغسل اليدين، ونَظِّفْ منطقة القرابين جيدًا بالصابون/المنظفات، والماء بعد التضحية، وغَطِّ الدمَ بالتربة.
إعادة تدوير نُفَايات المسالخ إلى مصادر محتملة للطاقة والهيدروجين: نَهْج للطاقة المستدامة في المستقبل:
- النُّفايات الناتجة عن الذبح هي في الأساس منتجات ثانويَّة للحيوانات، ويزيد عددُ السكان المتزايد من نُفَايات المسالخ التي تُسبِّب التلوث كلَّ عام، حيث يتمُّ ذبح ملايين الأضحيات في جميع أنحاء العالم.
- يتمُّ الحصول على كميَّة هائلة من النُّفايات الصلبة، وكذلك السائلة من خلال مجموعة متنوِّعة من التدخُّلات (مثل: الحفاظ على الماشية، والذَّبح، وغسل الذَّبيحة، وتضميدها، وكذلك إزالة وتنظيف الأجزاء الداخليَّة، والمعدة، واللُّحوم غير الصالحة للأكل، والدُّهون، والمواد المُخلَّفة بما في ذلك الدم… إلخ).
- في جميع أنحاء العالم، تُعدُّ إدارة نُفَايات المسالخ قضيَّة حرجة، والتشريعات العالميَّة المتعلقة بمعالجة نُفَايات المسالخ ليست مُتَّسقةً بعد، فالعديد من البلدان النامية ليس لديها أي نُظُم مُنظِّمة للتخلُّص من النُّفايات الصلبة والسائلة التي تنتجها المسالخ.
- يزيد التخلُّص المباشر من نُفَايات المسالخ من مخاطر صحَّة الإنسان بسبب مُسبِّبات الأمراض، والتدهور البيئي (مثل: خطر تلوث المياه السطحية والجوفية)، كما أنه يخلق انسدادًا في نظام الصرف على غرار النُّفايات الأخرى.
- لذلك، يُعدُّ تحويلها إلى طاقة طريقةً فعالةً لتقليل الانبعاثات، ومع ذلك هناك طرقٌ مختلفة للاستخدام الفعَّال لنُفَايات المسالخ، ويُعدُّ إنتاج الغاز الحيوي ووقود الدِّيزل الحيوي من أكثر العمليات فعاليةً لتحويل نُفَايات المسالخ إلى طاقة، إلى جانب ذلك، فإنَّ تحويل بعض نُفَايات المسالخ إلى أسمدة عضوية، وأعلاف حيوانية مفيدٌ أيضًا.
الخاتمة:
على الرغم من الجهود الحكوميَّة والمجتمعيَّة المختلفة المبذولة لإدارة الكميَّة الهائلة من نُفَايات المسالخ التي تمَّ إنتاجها خلال أيام العيد بشكل صحيح، ينتهي المطاف بمعظم نُفَايات المسالخ القيِّمة في حاويات القمامة، أو مدافن النُّفايات؛ ممَّا يؤدي إلى تلويث البيئة، وإهدار سلامتها، وعادةً ما تحتوي نُفَايات المسالخ، ومياه الصرف الصِّحي على أنواعٍ مختلفةٍ من المواد العضويَّة، بما في ذلك الشُّحوم، والدَّم، والدُّهون، والبروتينات، وتقوم دول عربية وإسلامية (مثل: تركيا، ودول الخليج… وغيرها) خلال أيام العيد بإدارة النُّفايات من خلال تحويلها ومعالجتها إلى منتجات مُرْبحة مختلفة (مثل: توليد الغاز الحيوي، والديزل الحيوي، والهيدروجين، وأسمدة عضوية، وأعلاف حيوانيَّة)، ومن خلال معالجة هذه الجوانب بشكل شامل، يمكن أن يُمهَّد الطريق لنظام إدارة النُّفايات أكثر فعاليةً واستدامةً وشموليةً يخدم احتياجات كلًّا من البيئة والسكان.