بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.
أمَّا بعد:
لقد فُجِعَ العالَم أجمع في يوم الإثنين الموافق للسادس من فبراير عام ٢٠٢٣ بالزلزال الذي وقع في تركيا وشمال سوريا بقوة (٧.٥ درجة)، على مقياس ريختر، وقد تجاوز عدد الوفيات (٢٠ ألف شخص)، وعدد المصابين (٧٥ ألفًا) حسَب الإحصاءات الرسمية الأوليَّة، كما وأن الأضرار المادية في المباني والبنية التحتية قد تتجاوز حسَب المُحلِّلين الاقتصاديين (٤ مليارات دولار).
ونحن نتقدَّم باسم (المعهد العربي لعلوم السلامة) بالتعازي الحارَّة لأُسَر الضحايا، ونتمنَّى الشفاء العاجل للمصابين، والسلامة لجميع المُتضرِّرين.
إنَّ هذه الكارثة وما شابهها تُظْهر وبشكلٍ مُلحٍّ ضرورة وجود هيئات عامَّة لإدارة الكوارث في جميع أنحاء وطننا العربي، ويكون عملها على مدار الساعة، وصلاحيات التَّنسيق لديها مع جميع الجهات المَعنيَّة، فلا تقلُّ أهميَّة التجهيز للتعامل مع الكارثة قبل وقوعها عن أهميَّة التعامل مع أضرار الكارثة.
وكما يعلم الجميع، فإنَّ الكوارث التي تحدث -وخصوصًا الطبيعيَّة- في الغالب تتجاوز قدرات دولة واحدة بمفردها للتعامل معها؛ نظرًا للتكاليف المُترتِّبة على تعويض الخسائر، وإعادة الحياة لوضعها الطبيعيٍّ.
ولا يُنْكر أيُّ متابع لأوضاع وطننا العربي جهود رجال الحماية المدنية والدفاع المدني في جميع الكوارث التي تمَّ التعامل معها، ولكن هناك العديد من الجهات والتي من الممكن أن تشارك بفعالية لتحقيق التكامل في الأعمال.
وإنَّني ومن خلال (المعهد العربي لعلوم السلامة) أدعو جميع الهيئات الحكومية والخاصة في جميع أنحاء وطننا العربي المَعنيَّة بإدارة الكوارث والأزمات إلى رفع مستوى التنسيق إلى أعلى درجة، وعمل برامج ودورات وندوات لتفعيل ذلك، وحتى يتم توحيد الجهود بما يُحقِّق السلامة والحماية لجميع المقيمين بوطننا العربي.
وأخيرًا، وفي حالة وقوع زلزال -نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية- فإنَّه يوجد عددٌ من الإرشادات للتعامل مع ذلك، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- إذا كنت في داخل المنزل، فالْزَم الهدوء، ولا تحاول الهروب من المنزل، ولكن اختبئ بأسرع وقتٍ ممكنٍ بالجلوس تحت الطاولات، أو إطارات الأبواب، وحاول إطفاء مصادر النار مثل الموقد وغيرها إذا كنت قريبًا منها حتى لا تُسبِّب حريقًا، وكذلك تجنَّب إشعال أيِّ نارٍ أو شعلة؛ لأنه قد يكون هناك تسرُّب غاز قد يتسبَّب بحريق.
- اهتمَّ دائمًا بالأطفال، وطَمْئنهم؛ سواء كنت في المنزل، أو في أيِّ مكانٍ آخر.
- إذا كنت خارج المنزل، حاول الابتعاد عن المباني، وأسرع في اتِّجاه الأماكن الخالية؛ مثل: الحدائق والساحات.
- إذا كنت تقود سيارتك، فحاول الوقوف بأسرع وقتٍ ممكنٍ مع تجنُّب المرور من خلال الأنفاق، أو تحت الجسور، أو فوقها.
- تجنَّب استخدام المصاعد؛ لأنَّها قد تكون عُرْضةً للعطل والسُّقوط أثناء الزلازل.
وفي الختام، نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة لنا ولكم في جميع أنحاء وطننا العربي من المحيط إلى الخليج.
م. أحمد الشهري
رئيس مجلس إدارة المعهد العربي لعلوم السلامة
