لا شكَّ أن أرقام وإحصائيات تصادمات الطرق في العالم عمومًا، وفي الوطن العربي بخاصةٍ- تؤكد أننا نعيش في أزمةٍ؛ لأن الأرقام هي اللغة الأدق في التعبير عن حجم هذه المشكلة, وتحليلها يُعطي مؤشرات للحلِّ.
إنَّ وفيات وإصابات الطرق وصلت إلى أرقام مُفزعة، ونسب خطيرة تُهدد الأمن القومي لمعظم دول المنطقة العربية, وللأسف فهي مُرشَّحة للزيادة اضطراديًّا خلال السنوات القليلة القادمة إذا لم تتكاتف كلُّ الجهات المَعنيَّة، وأن يتحمل كلُّ طرفٍ مسؤوليته وبسرعة تجاه: (إرهاب الطرق).
ولذلك، فقد أطلقت (الإسكوا) -وهي واحدة من خمس لجان إقليمية تخضع لولاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة- عقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011-2020، وتحديدًا يوم 17مايو.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قرارها قبل عامٍ من هذا الإعلان بإطلاق هذا العقد بسبب القلق من استمرار تزايد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق في العالم.
وبالرغم من أنَّ هدف الأمم المتحدة من خلال هذا العقد هو خفض هذه الأعداد بنسبةٍ لا تقل عن (50%) بحلول عام 2020، أو على الأقل تثبيتها، وعدم تزايدها, إلا أنَّ أغلب الدول التي وقَّعت على هذه الاتفاقية لم تتمكَّن من تحقيق الهدف باستثناء كلٍّ من: (سلطنة عمان – إمارة أبو ظبي).
ولذلك، فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الخطة العالمية بقرارها (299/74) بعقد العمل من أجل السلامة على الطرق بهدف خفض وتقليل عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور بنسبة (50%) على الأقل في الفترة خلال عامي (2021 –2030) لمساعدة باقي الدول على تحقيق هذا الهدف الطموح.
ولأن لغة الأرقام هي اللغة الأدق لمواجهة أي مشكلة وحلِّها, فللأسف لغة الأرقام فيما يخصُّ الحوادث المرورية والأرقام التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية من خلال عقد العمل من أجل السلامة على الطرق للفترة 2021 – 2030 تؤكد أن:
- الإصابات الناتجة عن تصادمات الطرق سوف تحتلُّ الترتيب الثامن في العالم بحلول عام 2030 كسببٍ من أسباب الوفاة بعدما كانت في المركز العاشر في عام 2002.
- التقرير أعلن الرقم الصادم ما بين كل الأرقام، وهو أنَّ وفيات تصادمات الطرق هي السبب الأول لوفاة الأشخاص البالغين في الفئة العمرية بين سن (5 – 29 عامًا).
- نسبة وفيات الشباب من بين وفيات تصادمات الطرق وصلت لـ (48%) من إجمالي الوفيات.
- خسارة معظم الدول المادِّية بسبب تصادمات الطرق تصل في بعض الأحيان إلى (3%) من الناتج المحلي الإجمالي, وهو رقم كبير له تأثير كبير جدًّا على نمو الدول إذا تمَّ توجيهه إلى التنمية المحلية.
- تقريبًا نصف عدد الأشخاص المتوفين على الطرق هم المشاة، والمترجلون، وراكبو الدراجات الهوائية والنارية، وهي العناصر الأقل حمايةً من بين مستخدمي الطريق، والأكثر تعرضًا للخطر على الطريق.
- الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل لها نصيبٌ يصل إلى حوالي (90%) من الوفيات بسبب تصادمات الطرق، على الرغم من أنها تمتلك حوالي (45%) فقط من عدد المَرْكبات الموجودة في العالم.
- الذكور أكثر تعرضًا لتصادمات الطرق مقارنةً بالإناث؛ لأن حوالي (73%) من الوفيات تكون بين الشباب من الذكور أصحاب الأعمار أقل من (25 عامًا).
- أكثر من (3500 شخص) يوميًّا يموتون على الطرق، وهو ما يجعل معدلات الوفاة السنوية بسبب حوادث الطرق فقط يصل إلى (1.3 مليون).
- التقرير أعلن أنَّ تقدير الإصابات السنوية بسبب تصادمات الطرق يُقدَّر بنحو (50 مليون إصابة سنويًّا).
- ولأنَّ المعطيات لا تتغيَّر نحو حلٍّ للمشكلة، فإنها تعطي مؤشرات للزيادة بأن تصادمات الطرق ستُخلِّف وراءها ما يقدر بنحو (13 مليون حالة وفاة)، و(500 مليون إصابة) خلال العقد المقبل (الــ 10 سنوات المقبلة) ، تتمركز أكثرها خصوصًا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.