المقدمة:
تُعدُّ الأحوال الجوية غير المتوقَّعة أحد التحديات الرئيسة التي تُؤثِّر على السلامة المرورية، خاصةً في المناطق الريفيَّة؛ حيث تقلُّ وسائل الرصد المتطورة، ويمكن أن تؤدِّي الأمطار الغزيرة، والثلوج، والضباب إلى زيادة مخاطر الحوادث؛ ممَّا يستدعي حلولًا ذكيةً للتعامل مع هذه الظروف.
وتوفر أنظمة النقل الذكيَّة (ITS) Intelligent Transport Systems حلولًا فعَّالة لمراقبة الطقس، والتنبُّؤ بتأثيره على الطرق؛ ممَّا يساعد في تقليل الحوادث، وتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ، وتُعدُّ أنظمة معلومات الطقس على الطرق (RWIS) Road Weather Information System من أبرز التقنيات المستخدمة لمراقبة الظروف المناخية، وإبلاغ السائقين والمسؤولين عنها في الوقت الحقيقي.
أبرز تقنيات أنظمة النقل الذكية (ITS) لرفع مستوى سلامة الطرق في الظروف الجوية القاسية:

تُسْهم أنظمة النقل الذكية (ITS) في تقليل مخاطر الحوادث، وتحسين سلامة الطُّرق أثناء الظروف الجويَّة القاسية؛ مثل: الضباب، والأمطار الغزيرة، والثلوج، والعواصف الرمليَّة، وفيما يلي بعض أهم التِّقنيات الرئيسة المستخدمة:
- أنظمة معلومات الطقس للطريق (RWIS):
نظام معلومات الطقس( RWIS) هو أحد مُكوِّنات أنظمة النقل الذكيَّة التي تهدف إلى تحسين السلامة والكفاءة على الطرق من خلال جَمْع وتحليل البيانات الجويَّة، والظروف البيئيَّة.
وهي أنظمة متخصصة لجَمْع وتحليل بيانات الطقس، والظروف البيئيَّة على الطرق لتحسين السلامة وكفاءة النقل.
وتعتمد أنظمة RWIS على مجموعةٍ من المستشعرات البيئيَّة التي تجمع بيانات تفصيليَّة عن حالة الطريق والطقس، بما في ذلك درجة الحرارة، والرطوبة، وسرعة الرياح، ومستويات الرؤية، وتُرْسل هذه البيانات إلى مراكز التحكم، حيث يتمُّ تحليلها، وإرسال تنبيهات فوريَّة إلى السائقين والمسؤولين لاتِّخاذ الإجراءات المناسبة، ويمكن مشاركة هذه المعلومات عَبْر اللوحات الرقميَّة، وتطبيقات الهواتف الذكيَّة، وأنظمة الملاحة الحديثة.
مكونات RWIS:
- محطات الطقس على الطرق: تقوم بجَمْع بيانات؛ مثل: (درجة الحرارة، وسرعة الرياح، والرطوبة، وظروف الطريق).
- الكاميرات وأجهزة الاستشعار:لمراقبة حالة الطرق (مثل: الجليد، أو الأمطار).
- أنظمة التحليل والتنبُّؤ: تقوم بتحليل البيانات، وتقديم توقُّعات حول الطقس وظروف القيادة.
- أنظمة الإنذار المبكِّر: لإخطار السائقين والجهات المختصَّة بحالات الطقس الخطرة.
فوائد RWIS:
- تحسين الاستجابة للظروف الجويَّة القاسية.
- تقليل الحوادث الناتجة عن سوء الأحوال الجويَّة.
- تحسين كفاءة عمليات الصيانة وإزالة الثلوج.
- دعم اتِّخاذ القرار للسائقين والجهات المختصَّة.
2 – أنظمة تحديد السرعة المتغيرة(VSL): Variable Speed Limits :
تعتمد على مستشعرات الطقس لضبط حدود السرعة تلقائيًّا وَفْقًا لحالة الطريق؛ ممَّا يقلل من مخاطر الحوادث المرتبطة بالظروف الجويَّة السيِّئة؛ ومنها:
- أنظمة الحدِّ من السرعة الديناميكيَّة: تقوم بتعديل حدود السرعة تلقائيًّا استنادًا إلى بيانات الطقس، وحالة الطريق.
- الرادارات الذكيَّة وكاميرات المراقبة: تراقب المَرْكبات التي لا تلتزم بالسرعات الآمنة.
3-أنظمة معلومات المسافرين: تُوفِّر بيانات آنيَّة عن حالة الطقس والطرق للسائقين عَبْر اللَّوحات الرقميَّة، والتطبيقات الذكيَّة؛ ممَّا يساعدهم في اتِّخاذ قرارات أكثر أمانًا أثناء القيادة.
4-أنظمة الإضاءة الذكيَّة، واللَّافتات الإلكترونيَّة:
- اللوحات الرقمية المتغيرة (VMS) Variable Message Signs: : تَعْرض تحذيرات فوريَّة حول الطقس السيِّئ؛ مثل: (طريق زَلِق بسبب الجليد).
- الإضاءة التكيفيَّة: تتغيَّر شدتها وَفْقًا للرؤية المتاحة أثناء الضباب أو العواصف.
5-أنظمة المَرْكبات المتصلة Vehicle-to-Everything (V2X):
- التواصل بين المَرْكبات (V2V) Vehicle-to-Vehicle: يمكن للمَرْكبات تبادل البيانات حول حالة الطريق، وظروف الطقس.
- التواصل بين المَرْكبات والبُنْية التحتية (V2I) Vehicle-to-Infrastructure :إشارات مرورية ذكيَّة تعطي الأولويَّة للحالات الطارئة، أو تُوجِّه السائقين حول المخاطر المقبلة.
6-أنظمة الكشف عن المَرْكبات والخطر المبكر:
- مُسْتشعرات استشعار المَرْكبات في الضباب:تساعد في تنبيه السائقين عند اقترابهم من مَرْكبات أخرى في ظروف الرُّؤية الضعيفة.
- نظام الكبح التلقائي في الطوارئ(AEB) Automatic Emergency Braking: : يمنع الاصطدام عند انعدام الرُّؤية المفاجئ بسبب العوامل الجويَّة.
7-المَرْكبات ذاتيَّة القيادة، وتقنيات المساعدة الذكيَّة:
- أنظمة تحذير مغادرة المسار (LDW) Lane Departure Warning : تساعد في الحفاظ على المسار الصحيح في الطرق الزَّلِقة.
- أنظمة تثبيت السرعة التكيفيَّة (ACC) Adaptive Cruise Control: تضبط سرعة السيارة تلقائيًّا حسَب ظروف الطريق، وحركة المرور.
8-تطبيقات الهواتف وأنظمة الملاحة الذكيَّة:
- تطبيقات الطقس الذكي: تُقدِّم للسائقين توصيات حول الطرق الأكثر أمانًا أثناء الظروف الجويَّة القاسية.
- الخرائط التفاعلية: تعرض مناطق الطقس السيِّئ، وتُحدِّد الطرق البديلة.
9-الرُّوبوتات والطائرات المسيرة (Drones):
- المراقبة الجويَّة للطرق: تستخدم الطائرات المُسيَّرة لمراقبة الطرق أثناء العواصف، وتوجيه فِرَقِ الطوارئ.
- رُوبُوتات إزالة الثلوج: تعمل آليًّا لتحسين استجابة الطوارئ في الطرق المتأثرة بالثلوج والجليد.
الخاتمة:
تُعدُّ أنظمة النقل الذكية (ITS) خطوةً محوريةً نحو مستقبل أكثر أمانًا واستدامةً للطرق، خاصةً في ظلِّ الظروف الجوية القاسية التي تُشكِّل تحديًا كبيرًا للسائقين، والبُنْية التحتية المرورية. ومن خلال التقنيات الحديثة؛ مثل: أنظمة معلومات الطقس (RWIS)، واللَّوحات الرقمية المتغيرة (VMS)، وأنظمة المَرْكبات المتصلة (V2X)، وأنظمة المساعدة الذكية (AEB، LDW، ACC)، أصبح بالإمكان تقليل الحوادث، وتحسين تدفُّق المرور، وتعزيز الاستجابة للطوارئ، ومع استمرار التطوُّر في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IOT)، ستصبح هذه التقنيات أكثر كفاءةً وذكاءً؛ ممَّا يُسْهم في بناء منظومة نَقْل آمنة ومستدامة.
إنَّ الاستثمار في هذه الأنظمة ليس مجرَّد تحسين للسلامة، بل هو خطوة ضروريَّة نحو مستقبل يعتمد على التكنولوجيا الذكيَّة للحفاظ على الأرواح، وتقليل المخاطر على الطرق.
وفـي النهاية، تَبْقى القيادة الآمنة مسؤوليةً مشتركةً بين السائقين والتكنولوجيا؛ لتَحْقيق بيئة مروريَّة أكثر أمانًا للجميع.