يعكف (المعهد العربي للسلامة) منذ نشأته على العمل وبجدٍّ للوصول لمجتمع عربي آمن، وفي هذا الإطار ومنذ انضمامي للمعهد كمُمثِّل عن دولة فلسطين، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين بسبب الاحتلال وممارساته، ورغم الظروف الصعبة التي تمرُّ بها المنطقة العربية بشكل عام منذ سنوات، فإنَّ العمل الجاد وتضافر جهود الباحثين والمختصِّين قد أثمرت عن الكثير من الإضافات الإيجابيَّة، وأسهمت في نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية في العالم العربي عمومًا، وفي فلسطين بشكلٍ خاصٍّ.
وبعد وقوع الزلزال الَّذي ضرب سوريا وتركيا العام الماضي، تداعت كل الجهات المَعنيَّة والمؤسسات العاملة – بما في ذلك الخبراء العرب والدوليون في مجال إدارة الكوارث، والاستجابة للأحداث الطارئة – لدراسة هذه الكارثة وتَبِعَاتها القاسية؛ بحثًا عن التخفيف من آثارها، ومعالجة ما خلَّفته من أضرارٍ، وصولًا إلى وَضْع وتطوير آليَّات وحلول مستقبليَّة للحدِّ من هذه الآثار والتداعيات.
وفي هذا السياق كان المعهد في مقدمة مَن بادروا لعقد اللِّقاءات والجلسات العلمية والفنية مع العديد من الخبراء والمُخْتصِّين في المجال، وقد كانت لي كمُمثِّل للمعهد في فلسطين مشاركة بارزة في إطار ندوة حوارية مُعمَّقة بمشاركة خبراء من سوريا والأردن وفلسطين للوقوف على أبعاد الكارثة وتأثيراتها؛ إذ أسهمت الندوة في إثراء معارف مجتمع الباحثين والخبراء العرب بشكل خاص، وقدَّمت معلومات على درجة من الأهمية والعمق.
كما أسهمت في إيضاح صورة ما حدث بشكل مُيسَّر ورصين، ومن زوايا متعددة، تنوَّعت ما بين معلومات جيولوجية الطابع متعلقة بأسباب الزلزال المحتملة، وما صاحبه من آثار، وما بين معلومات هندسية الطابع متعلقة بتصاميم المباني والمنشآت، ومدى مقاومتها للزلازل بشكل يسير، انتهاءً بجهود العون والإغاثة المبذولة والمطلوبة، وبذلك تكون هذه الندوة الحوارية مساحة علمية وفنية للفهم والعمل في آنٍ واحدٍ بما يوسع آفاق الباحثين والمتخصصين في المجال، وبما يوفر أرضيةً مشتركةً للعمل والتعاون المستقبلي.
د/ عزام أبو حبيب.
ممثل المعهد العربي لعلوم السلامة في دولة فلسطين.