تحت مظلة السلامة العربية
(علوم السلامة): تلك الشجرة ذات الجذور الراسخة الَّتي تسعى إلى غرز فروعها في جميع أنحاء الوطن العربي لترسيخ فكر (السلامة العربية)، والعمل تحت مظلَّته، انطلاقًا من هذه الرُّؤية سعى المركز العربي لعلوم السلامة لتوزيع مُمثِّلين له على الوطن العربي لينطقوا بلسانه، وليكونوا امتدادًا له ولرسالته السَّامية والهادفة.
وبصفتي مُمثِّلًا للمعهد في الجمهورية اللبنانية، أعمل جاهدةً على غرز علمٍ من علوم السلامة، ألا وهو: (سلامة الغذاء) و(السلامة المهنيَّة)، وذلك لتعزيز معاني السلامة الَّتي تهدف إلى إبقاء الإنسان في حالةٍ آمنةٍ، بعيدًا عن أيِّ شكلٍ من أشكال المخاطر، أو التهديدات، أو الضرر؛ سواء على الصعيد البدني، أو النفسي، أو غيرها من المخاطر الأخرى.
ونظرًا للانهيار الاقتصادي الَّذي يشهده العديد من مناطق الوطن العربي لا سيَّما في دولتي, بحيث أضحى عنوان «سلامة الغذاء» في خطرٍ في ظلِّ غياب الرقابة الجادَّة على المصانع والمعامل والمؤسسات التي تعنى بتصنيع الغذاء, وباتت المواد الأوليَّة المجهولة المصدر هي الملجأ للتجار، والملاذ الآمن للبقاء في السوق، وتأمين مصدر دخلٍ لهم, ومن هنا انطلقتُ للعمل جاهدةً على إقامة عدَّة دورات وندوات ومحاضرات هدفها التوعية، ودق ناقوس الخطر للتنبيه، ولتفادي المصيبة قبل وقوعها, وبالفعل لاقَى ذلك العمل أصداءً إيجابية، وتعاونًا كبيرًا من قِبَلِ البلديات التي أخذت على عاتقها مسؤولية المراقبة والمتابعة, وتجلَّى دَورُنا في تعليم المراقبين الصحيين على أسس الرقابة، وفي تدريب العمال على قواعد الـ HACCP &ISO22000 ، وعلى مبادئ السلامة المهنيَّة.
وأخيرًا وليس آخرًا، يجب على كل مُمثِّل في بلده أن يَحْظى بدعم كبير من الدولة، ومن الوزارات المَعنيَّة لتعزيز فكرة السلامة ككلٍّ، وفي المجالات كافَّة؛ لأنَّها الجزء الأهم والجزء المرتبط مباشرة بصحَّة الإنسان.
وانطلاقًا ممَّا سبق، أُطْلق استعدادي واستعداد المُمثِّلين كافَّة في فتح مجالاتٍ للتعاون المشترك مع أفراد، وجمعيات، ومؤسسات، وغيرها؛ لإطلاق حملات توعوية واسعة المدى تهدف إلى ضخِّ وترسيخ مصطلح: (السلامة) بمجالاته كافَّة، والعمل على تطويره.
وبالحديث عن (السلامة المهنية) كان لي شرف المشاركة في المؤتمر الأول للعلوم الصيدلانية في جامعة فرحات عباس –سطيف – الجزائر، وكانت المحاضرة التي قدَّمتها تحت عنوان: «إجراءات السلامة في الصناعات الصيدلانية»؛ حيث تطرَّقت إلى عدَّة نقاط مهمة ومفصلية يجب على العاملين اتِّباعها لتجنُّب أي مخاطر خلال عملية التصنيع، ولضمان سلامة العمال في أماكن عملهم, وذلك إيمانًا منَّا بأهمية السلامة المهنية في تعزيز وتحسين كفاءة العمل في المنشأة, بالإضافة إلى تحسين عمليَّة الإنتاج بما ينعكس على جودة المنتجات والخدمات، وبالتالي إلى خفض التكاليف بالنِّسبة للتعويضات الناتجة عن الإصابات والحوادث في العمل؛ ممَّا يؤدِّي حتمًا إلى كسب ثقة العملاء والمستثمرين في المنشأة، وصولًا إلى تحقيق الأهداف الطويلة المدى.
وأخيرًا، أختم قائلةً بأنه لا بدَّ من نشر ثقافة السلامة؛ لأنَّ الإنسان يُولَد بفطرة الحفاظ على سلامته؛ لذلك يجب علينا تعلُّم مهارات واكتساب الخبرات اللَّازمة لتنمية ذلك الشعور، وتطويره في مصلحة العلم والعمل.
د/حوراء حاموش
ممثل المعهد العربي لعلوم السلامة بلبنان