مقالات المجلة

2- السلامة المنزلية للأطفال، والوقاية من المخاطر اليومية

مقدمة:

يُعدُّ المنزل البيئة الآمنة للأطفال، لكنَّه قد يكون مصدرًا للعديد من المخاطر إذا لم تُتَّخذ احتياطات السلامة اللازمة، فحوادث السُّقوط والانزلاق، وإصابات الأدوات الحادَّة، وحوادث المسابح والحمامات والمصاعد، بالإضافة إلى مخاطر الألعاب غير الآمنة، كلُّها تُهدِّد سلامة الأطفال داخل المنزل؛ لذا فإنَّ الوعي بالمخاطر واتِّخاذ التدابير الوقائيَّة أمرٌ ضروريٌّ لحماية الصِّغار، وخَلْق بيئة آمنة لهم.

حوادث السُّقوط، والتعثُّر، والانزلاق:

تُعْتَبر حوادث السُّقوط والانزلاق من أكثر الحوادث المنزليَّة شيوعًا، وتُشكِّل هذه الحوادث الغالبية العظمى من حوادث المنزل، ويأتي ترتيبها الثاني من حيث كونها إحدى أهمِّ الحوادث المؤدِّية للوفاة بعد حوادث الطرق، وقد تتسبَّب في حدوث كدماتٍ، وجروحٍ، وكسورٍ، أو إلى إصابات خطيرة، ويمكن أن تقع حوادث السُّقوط في أيِّ وقتٍ، وفي أيِّ مكانٍ داخل المنزل.

تدابير السَّلامة الوقائيَّة:

  • وَضْع حواجز وموانع مناسبة تتَّفق مع اشتراطات السلامة على النَّوافذ والشُّرفات.
  • الحفاظ على إغلاق الأبواب المؤدِّية إلى الشُّرفات.
  • تجنُّب وَضْع الأثاث -وخاصَّةً الكراسي والطاولات- قريبًا من النَّوافذ كي يُتَفادى سقوط الأطفال منها.
  • يُرَاعى عدم وَضْع الأثاث ذي الأطراف الحادَّة في الممرَّات.
  • عَدمُ تَرْك بقايا سائلة على البلاط، أو ترك أرضيَّات الحمام مُبلَّلة لتجنُّب وقوع حوادث الانزلاق.
  • يجب فَرْش أرضيَّة الحمام والبانيو بغطاءٍ مصنوعٍ من المطاط، والتخلُّص من بقايا المساحيق والصَّابون السائل والشامبو المستعمل أثناء الاستحمام.
  • تجنُّب تَرْك الأشياء على الدَّرَج، أو في الممرَّات؛ لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى التعثُّر أثناء السَّير، ومن ثَمَّ السقوط.
  • مراقبة الأطفال الصِّغار بصفةٍ مُسْتمرَّةٍ؛ لأنَّ احتمال وقوع حادثٍ ما للطفل أثناء انشغالنا عنه- أمرٌ متكرر الحدوث، ويجب التأكُّد من أنَّ رفوف الكتب والتِّلفاز وغيرها من الأشياء الثَّقيلة، مُثَـبَّتة جيدًا حتى لا يستطيع الطفل جرَّها.
  • تَرْتيب قطع الأثاث بطريقة جيِّدة، بحيث لا يُوضَعُ في الممرَّات، أو في مجال حركة الأطفال.
  • عَدم تَرْك مفاتيح الأبواب عليها، والاحتفاظ بها في مكانٍ واضحٍ ومعروفٍ للكبار، وبعيدًا عن مُتَناول أيدي الأطفال.
  • في حالة احتجاز أحد الأطفال في إحدى غُرَف المنزل أو الحمام، يجب تَهْدئة الطفل، والاتِّصال فورًا بالدفاع المدني، وعَدَم كَسْر الباب حتى لا يتسبَّب ذلك في إيذاء الطفل.
  • يُفَضَّل عدم استخدام الأبواب المروحيَّة؛ لأنَّها تتسبَّب في إصابةٍ لشخصٍ آخر غير مرئيٍّ خلف الباب.

مخاطر المسابح: 

الكثيرُ من المنازل الآن بها أحواض للسِّباحة، يَلْجأ إليها أفراد الأسرة طلبًا للمرح، وهربًا من حرارة الطقس في فصل الصَّيف، ولكنها قد تكون مصدرًا للخطورة، وسببًا مباشرًا في حوادث الغرق التي قد تؤدِّي بحياة الأطفال والكبار في ثوانٍ معدودةٍ؛ لذلك يجب أَخْذُ الحَيْطَةِ والحَذَر.

تدابير السلامة الوقائيَّة:

  • عَدَم تَرْك الأطفال الصِّغار في بِرَكِ السباحة، أو غرف تبديل الملابس بمُفْردهم دون مراقبة.
  • يجب أن يقوم شخصٌ بالغٌ بمسئولية الإشراف على الأطفال الصِّغار داخل بركة السِّباحة.
  • عَدم تَرْك الأطفال يَسْبَحُون في الأماكن العميقة.
  • يجب على الكبار عَدم القَفْز في الماء إلا في المناطق التي لا يزيد عُمْقُهَا عن مِتْرٍ ونصفٍ لمَنْع وقوع الإصابات الخطرة التي قد تلحق بالرأس والعَمُود الفقري .
  • مَمْنوعٌ الجري في المنطقة المحيطة ببِرْكةِ السِّباحة؛ لأنَّها غالبًا ما تكون زَلِقَةً ومُبَلَّلةً، وذلك لتجنُّب حوادث السقوط.
  • لا تَغْفُلْ عن الأطفال أبدًا ولو للحظة واحدة، وتذكَّر دائمًا أنك عندما تصطحب طفلًا إلى حمام السباحة، فأنت وَحْدكَ المسئول عن سلامته.

حوادث دورات المياه:

أرضيَّة الحمام المُبْتل بالماء سطحٌ أملسُ خطرٌ، يمكن أن ينزلق عليه الطفل أو البالغ، وكثيرًا ما يؤدِّي هذا الانزلاق إلى حوادث مُمِيتَةٍ، وقد يُسبِّب ماء الحمام الساخن حروقًا شديدةً لدى الأطفال ، وقد يَحْدُثُ غرق الأطفال في البانيو المملوء بالماء، وتُعْتَبر شفرات الحلاقة في الحمام من أهمِّ أسباب جروح الأطفال، وقد يتعرَّض الأطفال إلى حوادث التَّسمُّم في الحمام، والَّتي كثيرًا ما تحدث من تناول الأدوية، أو المنظفات الكيماويَّة.

تدابير السلامة الوقائيَّة

  • يجب أن يكون بالقرب من المغسلة أو الحوض مسَّاكات خاصة يستعين بها المُسْتحِمُّ أثناء النهوض أو التحرُّك.
  • فَرْش أرضيَّة الحمام بغطاءٍ مصنوعٍ من المطاط أو البلاستيك الخشن، وفَرْش قاع البانيو ببِسَاطٍ من المطاط عند الاستحمام.
  • مراقبة الأطفال الصغار أثناء وُجُودهم في الحمام بغرض الاستحمام، والتأكُّد من حرارة الماء قبل استعمالِهِ.
  • تَرْكيب أقفالٍ يمكن فَتْحها من الخارج إذا ما تعرَّض أحد الأطفال أو الأشخاص للحجز في الحمام.
  • يجب التخلُّص من شفرات الحلاقة القديمة فَوْرَ استخدامها، وحفظ الجديدة منها في مكانٍ بعيدٍ عن مُتَناول أيدي الأطفال.
  • حِفْظُ الأدوية والمنظِّفات في مكانٍ خاصٍّ مُحْكمِ الغلق.
  • تجنُّب وجود مفتاحٍ كهربائيٍّ بالقرب من مصدر المياه.
  • يجب أن تكون مصادر الإضاءة المستخدمة في الحمام من النَّوع الذي لا يتأثَّر بالرطوبة.
  • استخدام الأدوات الكهربائيَّة داخل الحمام يجب أن يكون بحذرٍ شديدٍ؛ لأنَّ الماء مُوصِلٌ للكهرباء.

حوادث لعب الأطفال:

إنَّ حالات السقوط والإصابة وغيرها من الحوادث في الألعاب التي يستخدمها الأطفال داخل المنزل تَسْتدعي من الآباء والأمهات ضَمَان سلامة منطقة اللَّعب، وكذلك قد تكون قِطَعُ الألعاب الصغيرة سببًا في وفاة الأطفال الصِّغار؛ لذا فمن المهمِّ اختيار أنواع الألعاب التي تُقدَّم لهم.

تدابير السلامة الوقائيَّة:

  • يجب أن يكون تصميم مُعدَّات الألعاب مناسبًا لِسِنِّ الأطفال ونُمُوِّهم البدنـيِّ، ومراعاة أن تَتَناسبَ اللعبة مع عُمر الطفل، عن طريق قراءة التَّعْليمات الموجودة عليها، فهناك كثيرٌ من الأَلْعَاب لا تُنَاسِبُ الأطفال أقل من (3 أعوام)على سبيل المثال؛ لاحتوائها على قِطَعٍ صغيرةٍ.
  • يجب أن تكون الخامات والألوان المصنوعة منها الألعاب آمنةً، ولا تحتوي على زجاجٍ أو غيره ممَّا يهدِّد حياة الطفل.
  • مراعاة أقصى درجات الأمان والسلامة عند اختيار الألعاب، ويُفَضَّل ألَّا تحتاج إلى توصيلٍ مباشرٍ بالكهرباء، أو أن تكون مصنوعةً من موادَّ قابلةٍ للصدأ.
  • عند شراء لُعْبةٍ لطفلٍ، يجب التأكُّد أن كلَّ قطعة فيها أكبر من أن يُدْخلَها الطفلُ في فمِهِ أو يسهل بَلْعها، أو ذات نهايات حادَّة قد تؤذيه.
  • سطح الأرض المحيط بالألعاب من أهمِّ مُوجِبَاتِ السلامة، وأفضل سطحٍ هو السطح الرَّملي الذي يُسَاعد في امتصاص الصَّدمات، ويَنْبغي أن يكون عُمْقُهُ في حدود (30 سم)، وأن يكون خاليًا من الزجاج والحصى.
  • التَّنبيه على الأطفال بعدم العَبَث بمصابيح الإنارة داخل الملاعب حتى لا يُصَاب الطفل بأذى.
  • فَحْص الألعاب بصفةٍ دوريَّةٍ للتأكُّد من سلامتها، وعَدَم تأثُّرها بالعوامل الطبيعيَّة، وأنَّ جميع الألعاب مُثَبتة بطريقةٍ سليمةٍ، وألَّا يكون فيها أجزاء بارزة ونُتُوءات.

مخاطر حوادث المصاعد الكهربائيَّة:

بالرغم من تعدُّد وتنوُّع وسائل السَّلامة في المصاعد، إلا أنَّه قد تقع بعض الحوادث نتيجة سوء الاستخدام، أو نتيجة غياب أعمال الصِّيانة الدوريَّة لها، الأمر الذي يؤدِّي إلى توقُّفه فجأةً، ويُعَرض مُسْتخدموه لخطر الاحتجاز، فقد تؤدِّي تصرُّفات الأطفال غير الآمنة (مثل: اللَّعب قُرْب الأبواب، أو استخدام المصعد دون إشرافٍ)- إلى حوادث خطيرة؛ لذا فإنَّ التوعية وإجراءات السلامة الوقائيَّة ضرورية لحماية الأطفال من مخاطر المصاعد الكهربائيَّة.

تدابير الوقاية: 

  • ضرورة التأكُّد من توافر وسائل التهوية والإضاءة داخل كابينة المَصْعد، وكذلك وسيلة للتَّنبيه (جرس) يقوم باستخدامها مَنْ بداخل كابينة المصعد في حالات الضرورة.
  • يجب التأكُّد من تَثْبيت لوحة تعليمات بجوار المصعد، مُوَضَّح عليها الأحمال، وعدد الأشخاص الَّذين يُمْكنهم رُكُوب كابينة المصعد في المرَّة الواحدة، وكذلك مُوَضَّح بها أرقام هواتف الاتِّصال في الحالات الطارئة.
  • يجب ألَّا يُسْمَح للأطفال صغار السِّنِّ باستخدام المصعد بمُفْردهم، ومَنْعهم من اللَّعب بالمصعد، حتَّى لا يؤدِّي ذلك إلى احتجازهم أو سقوطهم في بئر المصعد، وتعرُّضهم للإصابة.
  • ضرورة تَوْعية الأشخاص -وبخاصَّة الأطفال- بأنَّه في حالة توقُّف المصعد، يجب التزام الهدوء والتصرُّف بحكمةٍ، وعَدَم ضَرْب الأبواب بشدَّة، أو الضغط العنيف على مفاتيح التَّشغيل، والضغط على مفتاح جرس التَّنبيه.
  • التَّدريب على كيفيَّة تشغيل المصعد يدويًّا عند توقُّفه فجأةً، وكتابة طريقة التَّشغيل وتعليقها في مكانٍ ظاهرٍ بجوار المصعد، وبغرفة ماكينات التَّشغيل.
  • يجب مُتَابعة إجراء الصِّيانة الدوريَّة، وبصفةٍ مُنْتظمةٍ للمصاعد الكهربائيَّة بمعرفة الشركات المُتَخصِّصة، وتسجيل مواعيد الصِّيانة في سِجِلٍّ خاصٍّ بذلك.

خاتمة:

حمايةُ الأطفال داخل المنزل مسؤوليَّةٌ لا تحتمل الإهمال، فـ(الوقايةُ خيرٌ من العلاج)، ومن خلال اتِّخاذ تدابير السَّلامة المناسبة (مثل: تأمين المَسَابح، واستخدام حواجز الأمان، وتوفير ألعاب آمنة)- يُمْكن تقليل المخاطر بشكلٍ كبيرٍ، فبيئةٌ منزليةٌ آمنةٌ تعني طفولةً سليمةً، ومستقبلًا أكثر اطمئنانًا.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *