المقدمة:
الَّذين يعيشون ويعملون في المزارع لديهم معدلات فُقْدان سمع أعلى بكثيرٍ من عامة السكان، وفي الواقع تُعدُّ الزراعة من بين المهن التي يُعْترف بأنَّها الأكثر خطرًا على سلامة السمع.
إنَّ الجرَّارات وآلات حصاد الأعلاف، ومنفاخات السيلاج، والمناشير الكهربائية، ورافعات التحميل الصغيرة، ومُجفِّفات الحبوب، هي بعض المصادر الأكثر شيوعًا للضوضاء، والمؤثرة على سلامة العمال في المزارع، وتشير الدِّراسات إلى أن التعرُّض الطويل لهذه المستويات العالية من الصوت أدَّى إلى فقدان السمع الناجم عن الضوضاء بين عمال المزارع، ومن جميع الأعمار، بما في ذلك المراهقون. إنَّ فقدان السمع ليس دراماتيكيًّا، ولا مفاجئًا مثل الإصابة الناجمة عن انقلاب جرَّار، أو تشابك آلة، ولكنه دائمٌ.
إجراءات السلامة التي يمكن أن يقوم بها صاحب العمل:

- يمكن أن تؤدِّي أجزاء الآلة المُهْترئة أو غير المتوازنة إلى زيادة مستويات الديسيبل أثناء التشغيل، ويؤدي التشحيم المنتظم، واستبدال الأجزاء (المحامل، ومُثبِّطات الصوت، وكواتم الصوت، وما إلى ذلك) إلى تقليل الاحتكاك، وخفض مستويات الضوضاء؛ ليكون أكثر سلامةً على العمال.
- إنَّ المحرِّكات الأكبر حجمًا، والتي يمكن تشغيلها بسرعات أقل تُقلِّل من مستويات الضوضاء المؤثرة على سلامة العمال، وقد تساعد أيضًا في توفير الوقود.
- يمكن تركيب منصَّات عَزْل الاهتزاز أسفل أرجل المُعدَّات الصَّاخبة لتقليل الضوضاء الناتجة عن اهتزاز المُعدَّات على أرضيَّة إسمنتيَّة.
- تحتوي المناشير الكهربائية، ومنفاخات الأوراق الأحدث على حوامل مَرِنة لتقليل الضوضاء الناتجة عن الاهتزاز أيضًا.
- يمكن شراء الجرَّارات والمَرْكبات ذات التوجيه الانزلاقي مع كابينة تُقلِّل الصوت، وأبواب ونوافذ الكابينة محكمة الغلق لتقليل كمية الضوضاء الخارجية التي تصل إلى المشغل، والتي تكون أكثر سلامةً على العمال.
- يمكن تركيب المواد الصوتية على الجدران والأسقف لعزل الصوت.
- بالإضافة إلى ذلك، يجوز لأصحاب العمل تزويد العمال بمُعدَّات الحماية الشخصية لسلامتهم (PPE)، ولكن يجب عليهم تدريبهم على استخدامها بشكلٍ صحيحٍ.
ضوابط السلامة الإدارية:
هي التغييرات التي تَطْرأ على مكان العمل، والتي تعمل على تقليل أو القضاء على تعرُّض العاملين للضوضاء، والحفاظ على سلامتهم، ومن الأمثلة على ذلك:
- تشغيل الآلات الصَّاخبة أثناء نوبات العمل عندما يتعرَّض لها عددٌ أقل من الأشخاص.
- تحديد الوقت الذي يقضيه الشخص عند مصدر الضوضاء.
- توفير مناطق هادئة؛ حيث يمكن للعمال الحصول على الراحة من مصادر الضوضاء الخطرة (على سبيل المثال: إنشاء غرفة عازلة للصوت؛ حيث يمكن للعمال استعادة سَمْعهم – اعتمادًا على مستوى الضوضاء الفردي، ومُدَّة التعرُّض والوقت الذي يقضونه في المنطقة الهادئة).
- لسلامة العمال يجب تقييد تواجد العمال على مسافة مناسبة بعيدًا عن المُعدَّات الصاخبة.
غالبًا ما يكون التحكُّمُ في التعرُّض للضوضاء من خلال المسافة- وسيلةً فعالةً وبسيطةً وغير مكلفة للتحكم الإداري، ويمكن تطبيق هذه الوسيلة عندما يكون العمال موجودين، ولكنهم لا يعملون فعليًّا مع مصدر ضوضاء أو مُعدَّات، وتؤدي زيادة المسافة بين مصدر الضوضاء والعامل إلى تقليل تعرُّضهم للضوضاء، وفي المساحات المفتوحة، ومع كل مضاعفة للمسافة بين مصدر الضوضاء والعامل- تنخفض الضوضاء بمقدار (6 ديسيبل).
تعتبر أجهزة حماية السمع HPDs؛ مثل: سدَّادات الأذن، والسدَّادات، خيارًا مقبولًا للحفاظ على سلامتك، ولكن أقل استحسانًا للتحكم في التعرُّض للضوضاء، وعادةً ما تُسْتخدم خلال الوقت اللَّازم لتنفيذ الضوابط الهندسية أو الإدارية، وعندما تكون هذه الضوابط غير مُمْكنة، أو عندما تشير اختبارات السَّمع لدى العامل إلى تلفٍ كبيرٍ في السمع
ويجب على أصحاب العمل في الصناعة العامَّة تنفيذ برنامج فعال للحفاظ على سلامة السمع عندما يكون تعرُّض العمال للضوضاء مساويًا أو أكبر من (85 ديسيبل) لمدة (8 ساعات)، أو في صناعة البناء عندما يتجاوز التعرُّض (90 ديسيبل) لمدة (8 ساعات)، ويسعى هذا البرنامج إلى مَنْع فقدان السمع المهني الأوَّلي، والحفاظ على سلامة السمع المتبقي، وحمايته، وتزويد العمال بالمعرفة، وأجهزة سلامة السَّمع اللازمة لحمايتهم.
وتتضمَّن العناصر الرئيسة لبرنامج فعال للحفاظ على سلامة السمع ما يلي:
- أَخْذ عيِّنات من الضوضاء في مكان العمل بما في ذلك مراقبة الضوضاء الشخصية، والتي تُحدِّد الموظفين المُعرَّضين للمخاطرة بسلامة سَمْعهم بسبب مستويات الضوضاء الخطيرة.
- إبلاغ العمال المُعرَّضين لمستويات خطيرة من الضوضاء بنتائج مراقبة الضوضاء الخاصة بهم لسلامتهم.
- توفير الفرصة للعاملين المتضررين أو مُمثِّليهم المعتمدين لمراقبة أي قياسات للضوضاء يتمُّ إجراؤها.
- الحفاظ على برنامج اختبار السمع للعمال (اختبارات السمع)، وهو تقييمٌ احترافـيٌّ للتأثيرات الصحية للضوضاء على سمع العامل الفردي.
- تنفيذ إجراءات متابعة شاملة لحماية وسلامة السَّمع للعاملين الَّذين يظهرون فقدان السمع (تحوُّل العتبة القياسية) بعد إكمال اختبار السمع الأساسي (الأول)، والاختبار السمعي السنوي.
- الاختيار الصحيح لحماية السمع على أساس المُلَاءمة الفردية، واختبار جودة الشركة المُصنِّعة؛ ممَّا يشير إلى الحماية والسلامة المحتملة التي ستُوفِّرها لمُرْتديها المدرَّب بشكل صحيح.
- تقييم فعالية أجهزة حماية سلامة السمع، وقدرتها على التخفيف من حدَّة الضوضاء في مكان العمل.
- التدريب والمعلومات التي تضمن سلامة العمال، وأنَّهم على دراية بالمخاطر الناجمة عن التعرُّض للضوضاء المفرطة، وكيفيَّة استخدام مُعدَّات الحماية التي تحافظ على سلامتهم بشكلٍ صحيحٍ.
- إدارة البيانات، ووصول العمال إلى السجلَّات المتعلقة بالمراقبة، وأَخْذ عيِّنات الضوضاء.
في الختام،
يجب عدم الإهمال في الاهتمام بجميع مُعدَّات الحماية الشخصية، والضوابط الإدارية، والضوابط الهندسية، والتقليل من التعرُّض للضوضاء والمواد الكيميائيَّة؛ إمَّا عن طريق توفير الحماية للعامل؛ مثل: سدَّادات الأذن، أو عن طريق تقليل الضوضاء، أو المواد الكيميائيَّة في المصدر، أو الحد من وقت أو مستوى التعرُّض للحفاظ على سلامة السَّمع للعاملين.