مقالات المجلة

الصفحة الأخيرة 48

تأثير النزاعات والحروب على السلامة النفسية

مقدمة:

تُعتَبر النزاعات والحروب من أكثر التجارب البشرية قسوةً وتأثيرًا على السلامة النفسيَّة للأفراد والمجتمعات، ولا تقتصر آثارها على الجوانب المادية فقط، بل تمتدُّ لتَطال السلامة النفسيَّة بشكل عميق، ويعيش الأفراد في بيئات مُشْبعة بالخوف والقلق، ويتعرَّضون لصدمات نفسيَّة مستمرة تترك آثارًا طويلة الأمد، وتتـراوح هذه التأثيرات بين اضطرابات القلق والاكتئاب، وصولًا إلى اضطراب ما بعد الصدمة؛ ممَّا يُؤكِّد على ضرورة الاهتمام بالسلامة النفسيَّة كجزءٍ لا يتجزَّأ من جهود الإغاثة، وإعادة البناء في المناطق المتضرِّرة.

كيف تؤثر النزاعات والحروب على السلامة النفسيَّة؟ 

أبرز المخاطر النفسيَّة الناجمة عن الحروب:

  • الصدمة النفسيَّة: التعرُّض المباشر للعنف؛ مثل: القصف، أو الاشتباكات المُسلَّحة، يؤدِّي إلى إصابة الأشخاص بصدمة نفسية حادَّة، وإحساس عميق بالحزن واليأس.
  • اضطرابات القلق والاكتئاب: العَيْش في بيئة حرب، والفقدان المستمر للأمان والاستقرار يؤدِّيان إلى شعور باليأس والاكتئاب؛ ممَّا قد يؤثر على قدرة الأفراد على ممارسة حياتهم اليوميَّة.
  • اضطراب ما بعد الصَّدمة  (PTSD): رؤية الأحداث يمكن أن تؤدِّي إلى تطوير اضطراب ما بعد الصدمة؛ ممَّا يتسبَّب في كوابيس مستمرَّة، وارتباك عاطفي.
  • العزلة الاجتماعيَّة: النزاعات غالبًا ما تؤدِّي إلى تهجير السكَّان من مناطقهم؛ ممَّا يؤدي إلى فقدان الدعم الاجتماعي والشعور بالانتماء، وهذا يُعمِّق الشعور بالوحدة والعزلة.
  • الصدمات النفسيَّة قد تنتقل إلى الأجيال التالية، حيث يكبر الأطفال في بيئات مليئة بالخوف، وانعدام الأمان والسلام النفسي

إجراءات السلامة للتعامل مع تَبِعَات الحرب النفسية:

  • لا تتردَّد في مشاركة مشاعرك وأفكارك مع أفراد العائلة أو الأصدقاء المُقرَّبين، والتحدُّثُ عن تجاربكَ يمكن أن يساعد في تخفيف الضغوط النفسيَّة.
  • الانضمام لمجموعات الدعم النفسي؛ حيث يمكنك مشاركة تجربتكَ مع الآخرين الذين مرُّوا بمواقف مشابهة.
  •  ممارسة التأمُّل والتنفُّس العميق يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والقلق.
  •  ممارسة الرِّياضة تساعد على تحسين المزاج، والتخلُّص من التوتر النفسي.
  •  تجنَّب التعرُّض المُفْرط للأخبار السلبيَّة أو الصادمة، وحاول أن تتابع الأخبار من مصادر موثوقة فقط.
  •  احرص على البقاء على اطِّلاع حول كيفيَّة التعامل مع المخاطر المحيطة بكَ؛ سواء كانت فيزيائية أو نفسيَّة.
  • حَافِظْ على التواصل مع أصدقائكَ وأقاربكَ عَبْر الهاتف أو الإنترنت إذا كنتَ بعيدًا عنهم، فالدعمُ الاجتماعي مهمٌّ جدًّا في مثل هذه الأوقات.
  • حَاوِل المشاركة في الأنشطة المجتمعية التي تساعد على بناء شعور بالتضامن والانتماء، فمساعدة الآخرين في المجتمع يمكن أن يكون لها تأثيرٌ إيجابيٌّ على نفسكَ وعلى الآخرين، ويُعزِّز من شعوركَ بالقيمة والانتماء.شَارِكْ في جهود الإغاثة المجتمعية أو التطوعيَّة، فهذا يمكن أن يُعزِّز من الرُّوح المعنوية، ويعطيكَ هدفًا للمساعدة.
  •  إذا كنتَ تعانـي من صعوبات نفسيَّة مستمرَّة، فلا تتردد في طلب مساعدة من أخصائي نفسي أو مستشار للحصول على السلام النفسي، فبعض الأشخاص قد يحتاجون إلى برامج علاجيَّة متخصصة لمعالجة اضطرابات ما بعد الصدمة أو الاكتئاب.
  •  تواصل مع المنظمات الإنسانيَّة التي تُقدِّم دعمًا نفسيًّا واجتماعيًّا في مناطق النزاع.
  •  شَارِكْ في برامج توعية محليَّة تساعد في بناء مجتمعات قادرة على الصمود أمام الصدمات.

إنَّ الالتزام بإجراءات السلامة النفسيَّة خلال فترات النزاعات والحروب يمكن أن يساعد الأفراد على التكيُّف مع الظروف الصعبة، والتقليل من تأثيرات الصدمات النفسيَّة، فمن خلال الاهتمام بسلامة النفسيَّة، والحفاظ على الروابط الاجتماعية، وطلب الدعم عند الحاجة، يمكن للأفراد تعزيز قدرتهم على الصمود والتعافـي من آثار النزاعات، والحفاظ على السلام النفسيِّ.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *