مقدمة:
تُشكِّل الأماكن الضيقة مخاطر فريدة يجب أن يكون العمال مستعدِّين للتعامل معها، وعلى الرغم من اللوائح الصارمة والتقدُّم التكنولوجي، لا تزال حوادث الدخول إلى الأماكن الضيقة والوفيات تُمثِّل مشكلةً.
وعادةً ما تكون الأماكن الضيقة سيئة التهوية؛ ممَّا يعني احتمال تراكم الغازات والأبخرة الخطرة، ويجب أن تُحدِّد تقييمات المخاطر الأنواع التي من المحتمل أن تكون موجودةً في مكان مغلق، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يلتزم تقييم المخاطر بحدود التعرُّض الآمن التي حدَّدتها الهيئات التنظيمية الدولية/الإقليمية، وتُوفِّر أجهزة كشف الغاز في الفضاء المحصور إنذارات أمان في الوقت الفعلي بِناءً على مستوى التعرض، كما توفر مراقبة الغازات المتعددة قراءات دقيقة للعديد من الأنواع الخطرة في وقت واحد.
اختبار التحقق من سلامة مستويات الغازات داخل الموقع:
يُعدُّ الوعي بمستويات الأكسجين والغاز القابل للاشتعال أمرًا ضروريًّا لأي شخص مكلَّف بدخول مكان ضيق، ولكن هذين ليسا المستويين الوحيدين للغاز في الفضاء الضيق الذي يجب أن يكون الشخص على دراية بهما؛ ويعدُّ أول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين أيضًا من الغازات الشائعة، ومع ذلك يجب على العمال فَهْم المخاطر الخاصة بأي بيئة يدخلون إليها، واتخاذ التدابير المناسبة من خلال ارتداء جهاز مراقبة الأماكن الضيقة، ويتمُّ إجراء اختبار التحقق للتأكد من أن المخاطر الكيميائية التي قد تكون موجودةً أقل من المستويات اللازمة للدخول الآمن، وأنها تستوفـي الشروط المحددة في التصريح.
- الأكسجين:
تنصُّ إدارة السلامة المهنية (OSHA) على أنَّ الحد الأدنى للمستوى الآمن للأكسجين في الأماكن الضيقة هو (19.5%)، في حين أن الحد الأقصى للمستوى الآمن للأكسجين في الأماكن الضيقة هو (23.5%)؛ ونظرًا لأنَّ انخفاض مستويات الأكسجين هو السبب الأكبر للوفاة في الأماكن الضيقة، فإن القياسات الدقيقة لمستوى الأكسجين ضرورية، ويجب على العمال أَخْذ عيِّنات من مستوى الأكسجين قبل الدخول إلى مكان ضيق، ويجب مراقبته بشكل مستمر طوال العمل.
إذا تجاوز تركيز الأكسجين في مكان محصور (23.5%)، فهذا يعني أن المكان غنيٌّ جدًّا بالأكسجين، ويمكن أن يؤدِّي إلى اشتعال الغازات القابلة للاحتراق، ومن ناحية أخرى فإنَّ انخفاض مستويات الأكسجين يُضْعف القدرة على الحكم والتنسيق، والمستويات المنخفضة للغاية من الأكسجين تُسبِّب الغثيان والقيء وفقدان الوعي، وعندما تكون مستويات الأكسجين منخفضة جدًّا، فهذا يعني – عادةً – أن غازًا آخر يحلُّ محله، وفي تلك الحالات من المهم معرفة ما هو الغاز الذي يحلُّ محلَّ الأكسجين ولماذا.
- الغازات القابلة للاشتعال:
نظرًا لأنَّ الغازات لا يمكن أن تشتعل بدون كمية كافية من الأكسجين، فإنَّ مستوى الأكسجين في مكان ضيق يمكن أن يعطيك فكرةً عن تركيز الغازات القابلة للاشتعال، وهناك مستويان يجب الانتباه إليهما عند قياس الغازات القابلة للاشتعال:
-
- الحد الأدنى للانفجار(Lower Explosive Limit – LEL) : هذا هو أدنى تركيز للغاز في الهواء، والذي يمكن أن يشتعل أو يُنْتج لهبًا عند إقرانه بمصدر اشتعال.
- حد الانفجار العلوي (Upper Explosive Limit – UEL):هذا هو أعلى تركيز للغاز في الهواء، والذي يمكن أن يشتعل أو يُنْتج لهبًا عند إقرانه بمصدر اشتعال.
فإذا كان تركيز الغاز أقل من الحد الأدنى للانفجار، فلا يمكن أن يشتعل، وتعتبر المساحة المحصورة آمنةً، وإذا كان تركيز الغاز أعلى من الحد الأقصى المسموح به، فهذا يعني أن الغاز غنيٌّ جدًّا، ولا يوجد ما يكفي من الأكسجين للاشتعال.
وبطبيعة الحال، يختلف هذان الحدَّان لكل غاز: الميثان – على سبيل المثال – لديه الحد الأدنى للانفجار (5%)، والحد الأقصى المسموح به (15%)، ويكون احتراق الميثان ممكنًا عندما يكون مستوى الغاز عند أو أعلى من (5%)، ولكن أقل من (15%).
وتعرض أجهزة كشف الغاز وجود الغاز كنسبة مئوية من الحد الأدنى للانفجار، وسيظهر الجو الخالي من الميثان (0%) الحد الأدنى للانفجار على كاشف الغاز، لكن الجو الذي يحتوي على (5%) ميثان سيعرض (100%) الحد الأدنى للانفجار.
ومن الضروري أن تكون على دراية دائمًا بمستويات الغاز القابل للاحتراق أثناء وجودك في الأماكن الضيقة؛ لأنها قد تتغيَّر بمرور الوقت، ولن يشتعل الغاز الذي يتجاوز مستوى الحد الأقصى المسموح به بكثيرٍ، لكن التهوية يمكن أن تُخفِّف الغاز، ويمكن أن يدخل تركيزُهُ بسرعةٍ إلى نطاقٍ قابلٍ للاشتعال.
- أول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين:
يتمُّ في كثير من الأحيان تكوين أجهزة مراقبة الغازات المتعددة لأول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين، لكنَّ هذين الغازين ليسا بالضرورة الأكثر شيوعًا في الأماكن الضيقة، وفي الواقع نظرًا لأنَّ أول أكسيد الكربون ينتج عن الاحتراق غير الكامل، فهو غير شائعٍ في معظم الأماكن الضيقة ما لم يتمَّ استخدام الآلات في الداخل.
وفي حين أن كلا هذين الغازين شديد السُّميَّة، يحتاج العاملون في الأماكن الضيقة إلى فَهْم الغازات الخطرة التي من المرجح أن يواجهوها بِناءً على تطبيقهم المحدد، وقد يتمتَّع العمال بحمايةٍ أفضل من خلال استخدام جهاز مراقبة المساحة الضيقة الخاص بهم للغازات الشائعة الأخرى.
مدة الاختبار:
بالنسبة لكلِّ اختبار مطلوب في التصريح: يجب عليك إتاحة الوقت الكافي لسَحْب الهواء من المساحة إلى داخل المعدات؛ لكي يتفاعل المستشعر (أو أي جهاز كشف آخر) مع المادة الكيميائية في حالة وجودها، ويعتبر هذا الحد الأدنى لوقت الاستجابة، وسيتم الإشارة إليه من قِبَلِ الشركة المُصنِّعة في دليل المشغل، وانتبه إلى أنك ستحتاج إلى إضافة وقت إلى الحد الأدنى لوقت الاستجابة، وهذا إذا كنت قد قمتَ بتوصيل خرطوم أو وصلة مسبار بالمدخل، وهناك حاجة إلى وقت إضافـي للسماح بسحب الهواء من أعماق مختلفة من المساحة إلى مدخل الجهاز.
وظروف الاختبار في المساحات التي قد تحتوي على طبقات جويَّة بالنسبة للمساحات المسموح بها العميقة، أو التي تحتوي على مناطق تؤدي بعيدًا عن نقطة الدخول، قد تكون المنطقة المحيطة متعددة الطبقات، وبالنسبة لهذه المساحات يجب إجراء الاختبار في المنطقة المحيطة بالعامل، والتي تعتبر أربعة أقدام في اتجاه الحركة، وعلى كل جانب، وإذا تمَّ استخدام مسبار العينة لإجراء الاختبار، فيجب على العامل أن يتحرَّك ببطءٍ كافٍ حتى يكتمل الاختبار، مع مراعاة زمن استجابة المعدات قبل أن ينتقل إلى المنطقة الجديدة.
خاتمة:
يُعدُّ اختبار الغاز في الأماكن المحصورة أحد ممارسات السلامة المهمة التي تساعد على حماية الموظفين العاملين في الأماكن المغلقة من الأذى، ومن خلال معرفة مستويات الأكسجين والغازات الخطرة الأخرى يمكن تقليل مخاطر التعرُّض للمواد الخطرة، ويمكن للموظفين العمل بأمانٍ داخل المساحة الضيقة.