مقدمة :
تشير سلامة الأغذية إلى الظروف والممارسات التي تحافظ على جودة الغذاء لمنع التلوث والأمراض التي تنقلها الأغذية، والسلامة الغذائية هي التعامل الآمن مع الأغذية وكيفية تقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض المنقولة بالأغذية.
يمكن أن تتأثر السلامة الغذائية بالظواهر الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والكوارث الطبيعية والزلازل والانهيارات الأرضية، ولكن أيضا بالأنشطة البشرية، ومن بين الأنشطة البشرية، يكون للصراعات المسلحة أكبر الأثر على السلامة الغذائية لأن الدمار الناجم يجعل من المستحيل إنتاج الموارد الغذائية الآمنة ويحد من وصول السكان إلى الموارد الغذائية المنتجة في منطقة أخرى.
السلامة والأمن الغذائي على مستوى الأسرة :
في الصراعات المسلحة، يكون الحصول على الغذاء على مستوى الأسرة ضعيفا بشكل خطير، وينخفض كل من نوعية وكمية الأغذية المتاحة لمعيشة الاسرة، وهناك أيضا زيادة في عدم الاستقرار وعدم اليقين في الإمدادات الغذائية.
جودة النظام الغذائي مهمة بشكل خاص للأطفال الصغار الذين يمكنهم فقط تناول كميات صغيرة من الطعام في وقت واحد ويمكن للطفل البالغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات تناول ثلاث وجبات في اليوم بشرط أن تكون الطاقة والمواد المغذية المركزة في الطعام كافية لتغطية احتياجاته.
تأثير عدم كفاية الخدمات الصحية والبيئة غير الصحية على سلامة الغذاء :
يهدد النزاع المسلح الإمدادات الغذائية للأسرة والسلامة الغذائية للطفل وقد يؤدي ذلك إلى زيادة حالات نقص المغذيات الأساسية، مثل نقص فيتامين ألف، وفقر الدم، والزنك، وما إلى ذلك، مما يؤدي بدوره إلى زيادة التعرض للإصابة بالأمراض، فعلى سبيل المثال، يرتبط تواتر الإصابة بأمراض الإسهال وعدوى الجهاز التنفسي بنقص فيتامين ألف وتؤدي الى شدة العدوى ونوبات لاحقة منها تؤدي الى خطر الوفاة.
ويزداد تدمير الخدمات الصحية وإمدادات المياه سواء بسبب تحركات السكان او عندما ينزح السكان، فإنهم كثيرا ما يفقدون معظم ممتلكاتهم، وبصرف النظر عن مغادرة منازلهم ومجتمعاتهم وفقدان الخدمات الصحية، فإن فقدان المعدات المنزلية الأساسية مثل حاويات المياه ومعدات الطهي يعني تدهور نظافة الأغذية، أصبح إعداد الطعام وتخزين المياه مشاكل كبيرة للأسرة.
أمثلة على تأثير بيئات النزاعات المسلحة على سلامة وأمن الغذاء :
- في جنوب السودان، حدث انتشار سريع في الكالازار، وهو مرض معد ينتقل عن طريق ذبابة الرمل، في أعقاب سلسلة من عمليات توزيع الأغذية التي تطلبت من الناس المرور عبر منطقة موبوءة للوصول إلى نقطة التوزيع.
- وفي غزة قالت فتاة تبلغ من العمر 16 عاما تمت مقابلتها كجزء من تقرير هيئة الأمم المتحدة عن المرأة “عندما كنا نعيش في مدينة غزة، بسبب الحرب، فجأة لم يعد لدينا طعام، لم تكن هناك خضروات في السوق ولا طعام على الإطلاق وكان علينا أن نأكل أسوأ الأشياء، ونظرا لأنها كانت المرة الأولى التي نأكل فيها علفا للحيوانات، كانت بطوننا تتألم، الجميع عانى من آلام في المعدة وشعرنا بالتعب والاعياء، كما لم تكن هناك مستشفيات، وفي بعض الأيام لم نتمكن من مغادرة المنزل بسبب القصف”.
الإجراءات الموصى بها لحل أزمة السلامة الغذائية في أماكن النزاعات المسلحة :
- تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والسماح بوصولها في جميع أماكن النزاعات المسلحة.
- معالجة شدة وحجم انعدام السلامة والأمن الغذائي الحاد والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
- تقديم خدمات الوقاية من سوء التغذية والعلاج، مع الحفاظ على مراكز الرعاية وعلاج المرضى وحمايتها.
- توفير الأغذية التكميلية والمغذيات للأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات والمصابين بأمراض مزمنة وكبار السن.
- استعادة أنظمة الإنتاج والسوق: استعادة عمل البنية التحتية للسوق والمخابز،
- إعادة تأهيل نظم إنتاج الأغذية في أقرب وقت ممكن، بما في ذلك البستنة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك.
- ضرورة بذل الجهود الدولية للوقاية من آثار النزاعات والحروب وضرورة وصول الإمدادات كجزء من جهود السلام الشاملة لتعزيز الحوار والتفاهم بين الدول وتعزيز القدرة على التعاون الإقليمي والدولي في مجال السلامة والأمن الغذائي.
الخاتمة :
ولضمان السلامة والأمن الغذائي، لا بد من تحديد أهداف واتجاهات عمل إقليمية وعالمية، ويلزم أيضا تأمين مصادر التمويل وبرامج الدعم للبلدان والمناطق المحرومة والمتأثرة بالصراعات ونوصي بمشاركة جميع دول العالم في حل مشاكل الأمن الغذائي وفي مكافحة الصراعات المسلحة.