في حادث مأساوي توفي طبيب وزوجته اختناقًا داخل سيارتهما، بعد توقفهما أمام أحد المطاعم في العاصمة الرياض- المملكة العربية السعودية، لانتظار وجبة طعام، نتيجة لتسرب غاز سام من نظام التكييف داخل المركبة، ما أدى إلى فقدانهما الوعي ووفاتهما.
أوضحت التحقيقات أن تسرب الغاز السام- غالباً غاز أول أكسيد الكربون أو تسرب في نظام غاز المكيف- في بيئة مغلقة وضعيفة التهوية أدى إلى فقدان الوعي ثم الوفاة مباشرة داخل المركبة.
في دبي، سجّلت الشرطة 6 حالات وفاة وحالتي إصابة بليغة نتيجة استنشاق غاز أول أكسيد الكربون داخل السيارات خلال فترة زمنية محددة، مما يؤكد خطورة هذا الغاز المعروف بـ”القاتل الصامت”.
الأسباب الفنية والأساسية لحدوث مثل هذه الحوادث:
- تسرب غاز أول أكسيد الكربون(CO): ينتج غالباً من عادم السيارة أو تسرب في مسار غازات التبريد أو وقود محرك السيارة (خصوصاً حال وجود عطل أو تلف في أنظمة العادم أو التكييف).

- إغلاق السيارة بالكامل أثناء التشغيل:يقلل دخول الأكسجين ويزيد تركيز الغازات الضارة سريعاً، خصوصاً في حال بقاء المحرك أو المكيف يعمل لفترات طويلة في مكان مغلق أو وضعية توقف.
- خلل ميكانيكي في نظام العادم أو التكييف:يؤدي تسرب فضل غاز العادم في حجرة الركاب إلى اختناق تدريجي دون أعراض فورية واضحة.
- الإهمال في إجراء الصيانة الدورية:التجاهل لإشارات التحذير أو العلامات غير الطبيعية في التكييف أو العادم.
مخاطر الغازات داخل السيارة المغلقة
أخطر هذه الغازات هو أول أكسيد الكربون الذي يُعرف باسم “القاتل الصامت” لأنه لا لون له ولا رائحة ولا طعم، ويسبب فقداناً تدريجياً للوعي ثم الوفاة إذا زادت نسبته في الهواء. أول أكسيد الكربون يرتبط بالهيموغلوبين في الدم بنسبة أعلى بـ 200-250 مرة من الأكسجين، مكوّنًا مركبًا يسمى كربوكسي هيموغلوبين، مما يمنع الأوكسجين من الوصول إلى الأنسجة الحيوية ويؤدي إلى الوفاة الصامتة. الفئات الأكثر عرضة للخطر، الأطفال ثم كبار السن، وذوي الأمراض القلبية والتنفسية يتأثرون بسرعة أكبر بتركيزات منخفضة من CO.
تركيز غاز أول أكسيد الكربون (CO) في الهواء وتأثيراته المحتملة يمكن تلخيصها كالتالي وفقًا للمصادر العلمية:
- 50 جزء في المليون(ppm): غير ضار في فترة قصيرة، لكن قد يسبب إرهاقًا خفيفًا للأشخاص الحساسين.
- 200 جزء في المليون: صداع خفيف بعد 2-3 ساعات من التعرض.
- 400 جزء في المليون: صداع شديد، دوخة، غثيان بعد حوالي ساعة.
- 800 جزء في المليون: فقدان الوعي خلال 30 دقيقة تقريبًا، مع أعراض دوار وغثيان شديدة.
- 1600 جزء في المليون: قد يؤدي إلى الموت خلال ساعتين.
- 6400 جزء في المليون: يؤدي إلى الموت خلال دقائق قليلة.
طرق الوقاية من الاختناق داخل السيارة
لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، يجب الالتزام بتعليمات السلامة التالية:
- عدم البقاء داخل السيارة المغلقة لفترة طويلة أثناء التشغيل، خصوصاً عند تشغيل التكييف أو المحرك.
- تجنب النوم أو الاستراحة داخل السيارة أثناء انتظار أي طلب أو في أماكن مغلقة أو ضعيفة التهوية.
- الالتزام بالصيانة الدورية لنظام العادم والمكيف:فحص جميع الأنابيب والفتحات من أي تسريبات محتملة. والتأكد من سلامة تغيير فلاتر الهواء وتنظيفها.
- فتح النوافذ جزئياً عند الانتظار أو الوقوف لفترة طويلة:لزيادة دوران الهواء وتخفيف تراكم الغازات السامة.
- الانتباه لأي أعراض غير طبيعية:مثل الصداع، الغثيان، الدوخة أو الخمول المفاجئ التي قد تدل على نقص الأكسجين أو وجود غازات ضارة داخل السيارة.
- عدم تشغيل المكيف أو المحرك في أماكن مغلقة (مثل الجراج) أو أثناء الانتظار الطويل.
- عدم ترك الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة بمفردهم داخل السيارة حتى لفترات قصيرة.
- إذا ظهر لديك دخان أو رائحة غريبة من نظام التكييف أو فتحة العادم، توقف فوراً عن القيادة وافحص السيارة بشكل فوري.
- استخدام أجهزة استشعار أول أكسيد الكربون (CO detectors): يمكن تركيب أجهزة كشف أول أكسيد الكربون داخل السيارات، تعمل على تنبيه الركاب عند ارتفاع تركيز الغاز إلى مستويات خطرة، مما يسمح باتخاذ إجراءات فورية للتهوية أو الإخلاء.
- تركيب أنظمة إنذار ذكية مرتبطة بأنظمة التهوية أو المحرك لمنع تشغيل السيارة في أماكن مغلقة وتفعيل التنبيه في حالات الخطر.
- زيادة الوعي المجتمعي بالتعليمات الوقائية وأعراض التسمم المبكرة لتجنب الوفاة أو الإصابات الخطيرة.
- السيارات الكهربائية تعتبر أكثر أمانًا في هذا الجانب: لأنها لا تنتج غازات عادم سامة مثل أول أكسيد الكربون، وهو ما يقلل من خطر الاختناق داخل المركبة.
إن معظم هذه الحوادث يمكن تجنبها عبر الوعي والالتزام بإجراءات بسيطة لكنها ضرورية لحماية النفس والغير داخل المركبة والأماكن الصغيرة المغلقة. حادثة وفاة الطبيب وزوجته في الرياض تبرهن على أهمية الصيانة الدورية، وعدم اغلاق السيارة بالكامل لفترات طويلة أثناء التشغيل، وتطبيق قواعد السلامة دائماً عند استخدام المركبات أو المكيفات داخل الأماكن المغلقة.
المصادر:
This is such a detailed and helpful post—great job!
Some times its a pain in the ass to read what website owners wrote but this internet site is very user genial! .