السؤال: ما هي الصِّلة بين اتخاذ القرار غير الآمن واتخاذ قرار الشراء كمستهلكٍ؟
الإجابة: خلال رحلتي في مجال الصحة والسلامة والبيئة في مختلف القطاعات، كنت أتساءل إذا كان شخصٌ ما يعرف ما هو الصواب، وما هو الخطأ، فما الذي قد يجعله يختار في بعض الأحيان اتخاذ قرارٍ خاطئٍ غير آمنٍ؟
وبصرف النظر عن جميع النظريات لتحليل عوامل الخطأ البشري، فقد وجدت أن المُسوِّقين هم أفضل الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة في تفسير ذلك بسبب دراساتهم حول كيفيَّة اتخاذ المستهلك لقرار الشراء، والَّتي وجدت أنه قد تساعد في فَهْم سبب اتخاذ بعض الأشخاص قرارًا غير آمنٍ.
وفي عام 1968م، حدد الباحثون (كولت، وباكويل، وأنجيل) كيفيَّة اتخاذ العميل قرار الشراء في خمس خطواتٍ على النحو التالي:
- الحاجة إلى التعرُّف على المشكلة.
- البحث عن المعلومات.
- تقييم البديل.
- قرار الشراء.
- سلوك الشراء اللَّاحق.
وبالمقارنة مع مُتَّخذ قرار المخاطرة بالفعل غير الآمن، فقد وجدت الأمر مشابهًا، ودَعْنا نفكر في هذا السيناريو: بينما يقوم الفني بإجراء تثبيت وحدة كهربائية بجوار حفرٍ عميقٍ له حواجز، أَلْقَى بأداته داخل هذه المساحة الضيقة المحصورة.
ومن المُؤكَّد أن الفنيَّ يعرف أن الدخول إلى المكان المحصور يتطلَّب تصريحًا جديدًا مع احتياطات السلامة:
- تعرف الفني على المشكلة.
- عمل خاص بدأ في البحث عن المعلومات، وعرف أنها مكان ضيق، ويتطلب تصريحًا.
- يقوم بتقييم طريقةٍ بديلةٍ أخرى للحصول على أداته دون المرور بعملية تصريح العمل.
- قرَّر المجازفة والقفز بسرعةٍ إلى المكان المحصور دون سابق إنذارٍ.
- يقيم الوضع بعد أن قفز وخرج، هل لاحظه أحدٌ، أو لم يلاحظه أحدٌ؟
ويمكن أن يكون دور التدابير الوقائية واضحًا قبل الخطوة رقم (3)؛ ليتمكَّن من اللحاق بها قبل قرار الدخول، ويمكن أن تساعد مراقبة موقع العمل في منع الخطوتين رقم (3، 4)، ويجب اتخاذ إجراءٍ تصحيحيٍّ للخطوة (5).
نحن نتعامل مع البشر الَّذين لديهم عقول، ومشاعر، ومواقف مختلفة تتعامل بالطريقة التي يتصرَّفون بها، ويمكن أن يساعد تقدير الإجراءات أو التصرُّفات المحتملة في حمايتها، وتوفير مكان عملٍ أكثر أمانًا، وهذا ما وجدته من ارتباط طريقة التفكير بين صانعي القرار.