أثر الضغط المهني على السلامة النفسية للعامل وحوادث العمل
يُعتَبر موضوع حوادث العمل من المواضيع المهمة؛ حيث يعود الحادث بالضرر على كلٍّ من المنظمة والعامل نفسه بخسائر معنوية وجسدية ومادية، وعليه: فإنَّ أي خللٍ يصدر في بيئة العمل، أو خطأ في حق العامل، يترك فيه آثارًا بالغة الأهمية، فقد تظهر على شكل سلوكات سلبية، أو ردود أفعال تخريبيَّة، كما قد تكون مصدرًا للقلق والضغوطات العالية، والتي تؤدي به في الأخير إلى الوقوع في الأخطاء المهنية والحوادث المتكررة.
ودائمًا يُعتَبر إهمال هذا الموضوع خسارةً للطرفين، فقد يتسبَّب العامل في إتلاف ممتلكات المنظمة، كما قد تؤثر في الصحة والسلامة النفسية للموظف.
إنَّ ضغط العمل المستمر له آثار جانبية سلبية على سلامة الفرد البدنية والعقلية، بحكم تأثيره الجانبي على كل آليَّات المواجهة التي يمتلكها العامل؛ إذ يشلُّ العامل عند محاولته للتصدِّي لهذه الضغوط، ولهذا جاءت نتائج عدَّة بحوث لتُؤكِّد على أن الضغوط هي مثيرات تُؤثِّر على العامل من كلِّ النواحي بطرقٍ سلبيةٍ؛ لأنَّ الضغط هو نتيجة للتفاعل بين مُسبِّبات الضغط، والخصائص الشخصية التي يتَّسم بها العامل.
وعليه، فإنَّ للضغوط المهنية التي يتعرض لها العامل أثرًا بالغ الأهمية على صحَّته النفسية، وبالتالي على سلوكاته وهو يقوم بتأدية عمله؛ ممَّا يدفع به في بعض المواقف إلى التعب والاستياء، وعدم القدرة على أداء عمله، أو الاستمرار في القيام به بطريقةٍ سليمةٍ؛ ممَّا يدفع به إلى الحوادث؛ سواء تمثَّل ذلك في إصاباتٍ ذات نتائج مباشرة، والتي ترجع على العامل بالعجز الكلي أو الجزئي، أو الوفاة، كما قد تكون غير مباشرةٍ ذات طابعٍ اقتصاديٍّ تعود بالسلب على المنظمة، وتؤثر في ممتلكاتها أو أموالها.
ونستطيع القول أن موضوع الضغوطات المهنية يُوحِي بمدى أهميَّة المحيط المهني الذي يعمل به العامل في التأثير على السلامة النفسية للعامل، وبالتالي على أدائه المهني كمًّا وكيفًا، كما يتَّضح أنَّ العامل النفسي للعامل يلعب دورًا لا يُسْتهان به في خَلْق دافعيَّةٍ لدى العامل يعتبر كعاملِ إشباعٍ معنويٍّ لقيام العامل بمهامِّه دون الوقوع في الأخطاء، وبحيويَّةٍ وشغفٍ لعمله.
وكلما زادت المشاكل والضغوط، ارتفع عدد هذه الحوادث بها، وتعتبر الحوادث مؤشرًا على سوء التوافق المهني.