مقالات المجلة

إضاءة الطوارئ الذكية وتعزيز بيئة السلامة

مقدمة:

يعمل إنترنت الأشياء  (IOT)، وتطور التكنولوجيا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على تغيير العالم الذي نعيش فيه، فنحن الآن نربط ونقيس تدفقات البيانات المُعقَّدة لنرى بدقة كيف نتفاعل مع السلع والخدمات وبيئاتنا، وتتمثَّل إحدى المزايا الرئيسة في أن الوصول إلى مثل هذه البيانات يمكن أن يدعم معايير سلامة وأمان أعلى، حيث أصبح بإمكان العملاء الآن إعداد أنظمة إضاءة الطوارئ بالكامل، وصيانتها، والتحكُّم فيها بشكلٍ كاملٍ عن بُعْدٍ.

إضاءة الطوارئ:

تُعدُّ إضاءة الطوارئ في المباني السكنية والتجارية ضرورية للإخلاء الآمن أثناء الأزمات غير المتوقَّعة، ويجب أن تكون هذه التركيبات آمنةً من الأعطال، ومضمونةً للعمل أثناء الأحداث التي قد تتطلَّب الإخلاء في حالات الطوارئ. 

ويتمُّ تصنيف المبنى على أنه آمنٌ عندما تكون جميع مصابيح الطوارئ داخله تعمل بكامل طاقتها، ومن المثير للصَّدمة أن حوالي (80%) من المباني في جميع أنحاء العالم لا تفي بهذا المطلب، ويمكن أن تحتوي المباني المُزوَّدة بإضاءة طوارئ قائمة بذاتها على ما يصل إلى ألف وحدة منفصلة، وقد تتطلَّب مراقبتهم جميعًا جنبًا إلى جنبٍ مع بطارياتهم، وسجلَّات الصيانة الخاصة بهم، المراقبة اليدوية للعديد من الوحدات لديها، أيضًا هناك احتمال كبير لوقوع خطأ بشري، وهذا يترجم إلى ظروفٍ غير آمنةٍ للمقيمين والعاملين في المكاتب، ويُشكِّل انتهاكًا للوائح المحلية.

استخدام الحلول الرقمية في إضاءة الطوارئ:

يمكن أن يؤدِّي تثبيت حلٍّ رقميٍّ إلى حلِّ هذه المشكلات المُلحَّة، وجَعْل المباني أكثر أمانًا من أي وقتٍ مضى، ويتم تخزين بيانات الأداء والسلامة الخاصة بأنظمة الإضاءة المتصلة في السحابة الإلكترونية؛ ممَّا يسمح لأصحاب المباني والمديرين بصيانة واختبار إضاءة الطوارئ بسهولةٍ دون الحاجة إلى التحقُّق بصريًّا من الأداء، أو تعطيل مصدر الطاقة.

وتتيح الحلولُ الرقمية لمديري المباني إدارةَ جميع العمليات عن بُعْدٍ؛ ممَّا يمنحهم تحكمًا كاملًا أينما كانوا، ومتى احتاجوا إليها، وهذا يقضي على الخطأ البشري كليًّا، كما تتميَّز الإضاءة الذكية في حالات الطوارئ بأنها قابلةٌ للتطوير؛ ممَّا يعني أنه يمكن لأصحاب المباني الانتقال بسهولةٍ من مبنًى واحدٍ إلى العديد من المباني، ويمكن على سبيل المثال: تأمين اتصالٍ مع ما يصل إلى (500 وحدة إضاءة للطوارئ لكل بوابةٍ)، وتتوافق هذه الأنظمة أيضًا مع اللَّوائح المحلية، وتتطلَّب من المستخدمين إعداد جدولٍ زمنيٍّ للفحص والصيانة الدورية، كما أنَّها تتَّسم بالمرونة، ويمكن تخصيصها للتطبيقات التعليمية والمؤسسية والمعمارية والرعاية الصحية والتطبيقات الصناعية.

علاوةً على ذلك، من الممكن إعداد الجدول الزمني وَفْقًا لعمر أجزاء إضاءة الطوارئ؛ ممَّا يسمح بالإصلاحات الوقائيَّة قبل حدوث أي عطلٍ، والشركةُ المُصنِّعة لوحدات الإضاءة قادرةٌ أيضًا على عرض هذه البيانات، ويمكنها ضمان تخزين الأجزاء التي من المحتمل أن تحتاج إلى صيانةٍ، وهذا يضمن عدم تَرْك مدير المبنى في انتظار قطع الغيار الأساسية مطلقًا، ويقلل بشكلٍ كبيرٍ وقت العطل.

وعند تعطُّل إحدى الوحدات، يتلقَّى المستخدمون إشعارًا على أجهزتهم الذكية يُوجِّههم بوضوحٍ إلى الوحدة التي تحتاج إلى استبدال، ومع جميع البيانات المُخزَّنة في السحابة، يوفر تطبيق الهاتف المحمول نظرةً عامةً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لجميع المباني الذكية المراقبة، ويمكن تحميل خرائط المباني وتراكبها على خرائط جوجل؛ ممَّا يتيح لمديري المباني الحصول على موقعٍ واضحٍ ودقيقٍ لوحدات الإضاءة في حالات الطوارئ.

وبصرف النظر عن السماح بالصيانة الوقائية، يمكن تحليل بيانات النظام باستخدام أدوات إدارة الحساب لتقليل تكاليف التشغيل بشكلٍ كبيرٍ، وتؤدي هذه الإمكانية إلى انخفاض تكلفة ملكية المباني المجهزة بإضاءة الطوارئ الذكية.

ويجب أن تكون مصابيح الطوارئ قابلةً للبرمجة لدعم قدرات أكثر شمولًا، بما في ذلك:

  • القدرة على اختبار الأنظمة من أيِّ مكانٍ، وفي أي وقتٍ، بما في ذلك الاختبار الوظيفي، واختبار المدة، والتسجيل التلقائي، وتنبيهات الفشل الآلي.
  • دعم مراقبة الطوارئ في الوقت الفعلي، بما في ذلك تنبيهات الحالة الحالية والحوادث.
  • الصيانة والمراقبة عن بُعْدٍ مع تنبيهاتٍ لظروفٍ؛ مثل: تعطل الوحدة، ونهاية العمر الافتراضي للمكونات؛ مثل: الدرايف، والمصابيح، والبطاريات.
  • التكامل الكامل مع أنظمة الوصول الأخرى (الأمنية والطوارئ).
  • تضمين مَيْزات قابلة للبرمجة؛ مثل: استجابة الإخلاء الذكية، واكتشاف الأشخاص.
  • جَمْع البيانات للتحليلات لتقييم عوامل؛ مثل: اتجاهات شغل المباني، وأنماط حركة المرور.
  • القدرة على التعامل مع التشغيل البسيط عن بُعْدٍ، وكذلك إصدار تحديثات البرامج الثابتة.

خاتمة:

إنَّ الهدف ليس فقط جَعْل أنظمة الإضاءة في حالات الطوارئ أسهل في الإدارة، ولكن جَعْل المباني أكثر أمانًا، وعلى سبيل المثال: لا يمكن استخدام أجهزة الاستشعار في مصابيح الطوارئ فقط لإطلاق الإنذار، ولكن لتحديد موقع الخطر أيضًا، وباستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن للنظام بعد ذلك تنشيط أضواء محددة لتوجيه شاغلي المبنى بعيدًا عن الخطر، ونحو أقرب مخرجٍ آمنٍ.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *